مازالت المعارك مستعرة فى السودان بين قوات الجيش السودانى والدعم السريع والتي اندلعت منتصف أبريل العام الماضى، فيما يبحث السوان عن حلول، لكن مجلس السيادة يؤكد أن الحلول تكمن داخل البلاد فقط، وشدد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على أن أي حل من الخارج للصراع الدائر في البلاد "لن يصمد"، مضيفاً أنه لا يمكن لأي جهة أن تفرض على السودان أي إجراءات.
وقال البرهان في كلمة أمام ضباط وضباط الفرقة 11 مشاة بالجيش السوداني نشرتها وكالة الأنباء السودانية: "إلى قائد التمرد سنلاحقك ونحاسبك ونحملك المسؤولية لكل ما قمتم به من سرقة ونهب وقتل واغتصاب".
وأضاف: "رأس الفتنة وزعيم هؤلاء المجرمين يكذب ويتحدث أن المواطنين يأتون إلى مواقعنا، هذا حديث إجرامي، هم من يهاجمون المواطنين العُزّل". وأكد أن جرائم ميليشيا الدعم السريع لن ينساها الشعب السوداني أبداً، لأنها جرائم وانتهاكات غير أخلاقية ولا تشبهه.
وقال البرهان إن قائد التمرد خائن والتاريخ يشهد له بذلك، مُشيراً إلى أن رسالتهم للقوى السياسية التي تقف مع قائد التمرد أنّه سيخونكم كما خان من قبلكم.
وفي إشارة إلى مبادرة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بقيادة رئيس الوزراء السودانى السابق عبد الله حمدوك لحل الأزمة في البلاد، ذكر البرهان أن على "تقدم" وحمدوك المجيء إلى السودان والحديث مع القوى السياسية، بدلاً من الحديث مع أطراف خارج البلاد.
وأعلنت التنسيقية في وقت سابق، أن وفداً بقيادة حمدوك يتوجه الأربعاء إلى جوبا تلبية لدعوة من جنوب السودان "في إطار برنامج الجولات الخارجية للتنسيقية لحشد وتكامل الجهود الدولية والإقليمية للمساعدة على تغليب الحل السلمي لإنهاء الحرب في السودان ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي".
ولايزال الوضع الإنسانى يمثل كارثة فى السودان، فيما قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة، عثمان البلبيسي، إن الحرب الدائرة في السودان تسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين و700 ألف إنسان داخل السودان وخارجه.
وكشف البلبيسي، في مقابلة خاصة مع الخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي، أن هناك حاجة لتمويل تصل قيمته إلى 320 مليون دولار للإنفاق على مشروع أطلقته المنظمة "لمساعدة ما يزيد على 1.2 مليون سوداني خلال العام الحالي".
وحول الهجرة غير الشرعية، أكد البلبيسي أن البحر المتوسط بات من أكثر طرق الهجرة خطورة في العالم.
وقال: "حتى الآن ما يقرب من 28 ألفا فقدوا حياتهم في طريق المتوسط، منهم 3 آلاف خلال عام 2023 فقط، لهذا يعد البحر المتوسط من أكثر طرق الهجرة خطورة في العالم".
كما أفادت تقديرات خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 وفق تقرير المجلس النرويجي للاجئين، أن 9 ملايين شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في جنوب السودان، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد.
ووفق تقرير المجلس أنه فر حتى الآن أكثر من 500 ألف شخص من الحرب في السودان إلى جنوب السودان بواقع أكثر من 30 في المائة من جميع اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين اضطروا إلى الفرار من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 طلباً للحماية حيث تعد جنوب السودان واحدة من أفقر الأماكن على وجه الأرض.
ولفت التقرير الدولي الي انه امتد التأثير المدمر للصراع إلى المناطق المحيطة البلدان التي لا تملك فيها المجتمعات المضيفة القدرة على التعامل مع النزوح الجماعي.
وأكد التقرير أن جنوب السودان، الذي خرج مؤخراً من عقود من الحرب، يواجه وضعاً إنسانياً سيئاً قبل اندلاع الحرب في السودان. وكان لديه بالفعل تسعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ويواجه ما يقرب من 60 في المائة من السكان معاناة شديدة مستويات انعدام الأمن الغذائي.
ودعا التقرير الي ضرورة ان يقدم المجتمع الدولي دعماً أفضل لجنوب السودان وهو يتحمل تكلفة فرار أكثر من نصف مليون شخص من الصراع
وناشد المجلس النرويجي في تقريره جميع أطراف النزاع إلى وقف ما يحدث والسماح لمنظمات الإغاثة، بالوصول إلى جميع المدنيين المحتاجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة