خلال عامين من الحرب، كانت أوكرانيا محاصرة فى العديد من الاوقات وبأشكال عديدة، فكانت تقاتل بالمولوتوف، وسلمت أسلحة لشعبها، وتعاملت مع انقطاع الكهرباء وفرار اللاجئين، لكن كان هناك دائما مزيد من المساعدات الأمريكية القادمة فى الأفق.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، يقول المحللون والقادة فى أوكرانيا إن هذا الدعم كان حاسما. فقدت قدمت الولايات المتحدة وحدها نصف المساعدات العسكرية الأاجنبية لترسانة أوكرانيا، ما يقدر بحوالى 47 مليار دولار.
لكن خلال الأيام الماضية كان القادة فى كييف ينتظرون بقلق لمعرفة ما إذا كان شريان الحياة سينتهى، حيث يهدد الجمود فى الكونجرس الأمريكى بإنهاء الدعم الأمريكى لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا.
وتعثر إجراء كان من شأنه السماح بتقديم الأسلحة الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وتمويل أمن الحدود فى مجلس الشيوخ مساء الأربعاء، فى ظل معارضة جمهورية متزايدة وانقسامات عميقة فى الكابيتول.
وبعد التصويت، قال زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر إنه سيحاول مسارا بديلا، ويدفع بتصويت على مساعدات عسكرية أجنبية التى تم تجريدها من الإجراءات الأكثر صخبا حول الهجرة. وقد أعرب الديمقراطيون والجمهوريون على حد السواء عن قدر من التفاؤل بشأن الإجراء الجديد. لكن المشرعين تعثروا مرة أخرى، وتم تأجيل الجلسة حتى الخميس.
ورغم محاولة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إنقاذ حزمة المساعدات لأوكرانيا، فيبدو أن اللحظة السياسية بعيدة كل البعد عما كانت عليه قبل 14 شهرًا عندما وقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام جلسة مشتركة للكونجرس، مرتديًا سترته الخضراء الباهتة المميزة، وحظي بحفاوة بالغة لمدة دقيقة.
وقد فاجأ هذا التحول البيت الأبيض. وحتى لو تمكن مجلس الشيوخ من تقديم المساعدات العسكرية، فلا يزال هناك الكثير من الأسباب للشك في وصول الأموال، بما في ذلك المعارضة العميقة بين الجمهوريين في مجلس النواب وضغط الرئيس السابق دونالد ترامب من أجل موقف أكثر انعزالية.
ويقول المحللون إن جيش أوكرانيا ربما لن ينهار فجأة بشكل مفاجئ لكن تدهور قواته سيكون لا محالة. كما يرى محللون عسكريون ان الدول الاوروبية تفتقر للمخزون بالمستوى الأمريكى من الأسلحة والذخائر.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد تمكنوا فى الأسبوع الماضي من التغلب على المعارضة الطويلة الأمد من رئيس المجر فيكتور أوربان، ووافقوا على حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا. وقال مصدر دبلوماسي في كييف: "إنهم سعداء، لكن ذلك لن يكون كافياً بدون الأميريكين.
وقد حذر المسئولون الأوكرانيون من أن فشل إدارة بايدن المتكرر فى الحصول على حزمة المساعدات سيكون له تداعيات حقيقية من حيث الخسائر البشرية فى أرض المعركة وقدرة كييف على ردع القوات الروسية على الخطوط الامامية. وقال مساعد الرئيس الاوكرانيى فولوديمير زيلينسكى، مايخايلو بودولياك لصحيفة الجارديان إن القوات الروسية تستخدم نحو 10 آلاف قذيفة يوميا، بينما تقيد قوات أوكرانيا باستخدام ما بين 1500 إلى 2500. وأضاف ان النقص فى العتاد ربما يجعل التخطيط على المدى البعيد مستحيلا.
ويصر مساعدو الرئيس بايدن على أنهم لا يسعون بعد إلى خيارات أخرى. وقال جيك سوليفان، مستشار الرئيس للأمن القومي، في بروكسل يوم الأربعاء، بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي مع نظرائه: "نحن لا نركز على الخطة البديلة". وأضاف: "نحن نركز على الخطة أ" التي قال إنها تعني تمرير حزمة مساعدات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستمكن أوكرانيا من "الدفاع بفعالية واستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان إن المسئولين الأوكرانيين يدركون إمكانية عودة ترامب للرئاسة، لذلك يختارون كلماتهم بحذر بشأن الموقف الراهن، لكنهم محبطين بلا شك من أن تصرفاته ربما تترك أوكرانيا فى وضع صعب. وكان زيلينسكى قد لعب دورا غير مرغوبا فى الصراع بين ترامب وبايدن داخل أمريكا من قبل، عندما كانت المكالمة الهاتفية التى أجراها ترامب مع الرئيس الأوكرانى فى 2019 سببا فى إجراءات عزل ترامب الأولى فى الكونجرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة