جو بايدن.. الرئيس الأمريكي الحالى وزعيم "الدولة الأقوى" نفوذا فى العالم.. يسقط بايدن فى زلات لسان وهفوات تسببت فى حالة من القلق لدى الديمقراطيين فى أمريكا خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
هذه " الزلات"، تعكس ارتباكا سياسيا، وتخبطا نفسيًا، وفضحًا للعقل الباطن، وربما، تشى بنوع من الخبل، والعته (سوء الأداء العقلى)؛ نتاجًا لتقدم بايدن فى العمر (81 عامًا).
زلات وهفوات "لسان بايدن"، كان أحدثها يوم الأحد الماضى، أمام جمهور كبير فى مدينة شيكاغو الأمريكية، عندما كان يتحدث مستذكرا حوارا فى لقاء له، عام 2021، فى بريطانيا، مع الرئيس الفرنسى "فرانسوا ميتران".. قاصدًا الرئيس الفرنسى الحالى إيمانويل ماكرون، وليس الرئيس ميتران المتوفَّى عام 1996.
"بايدن"، سبق له السقوط فى هفوات وزلات يصعب حصرها، فقد أنهى إحدى خُطبه قبل عدة أشهر، بقوله: "حفظ الله الملكة"، التى تُختتم بها خطابات المسؤولين فى المملكة المتحدة، (بريطانيا+ أيرلندا الشمالية).
أيضا الصين، تشغل حيزا من هفوات بايدن، ففى إحدى زياراته إلى كندا (العام الماضى)، توجه بالتحية إلى الصين بدلًا من كندا، وذلك فى خطابه أمام البرلمان الكندى. مثلما جرى فى كلمة له أثناء حملة لجمع الأموال لحملته الانتخابية فى يونيو.. إذ أتى على سيرة صديقه ناريندرا مودى (رئيس الوزراء الهندي)، بأنه رئيس وزراء دولة كانت صغيرة.. هى الآن أكبر دولة فى العالم.. "الصين".. قبل أن يستدرك بعدها بقليل، بأنّها الهند.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه تقرير المحقق الخاص فى قضية الوثائق السرية لبايدن، وزلات لسان الرئيس الأمريكى الأخيرة، التى أبقت الديمقراطيين فى حالة قلق على مدار أشهر، قد أعادت عمر بايدن المتقدم مرة أخرى إلى قلب الحور السياسى لأمريكا.
الرئيس الأمريكى البالغ من العمر 81 عاما، وهو أكبر من تولى الرئاسة فى تاريخ الولايات المتحدة، ظل على مدار سنوات يحارب تصور أنه يتراجع، وقال فى تصريحات له مساء الخميس، فى البيت الأبيض، إن ذاكرته جيدة. إلا أن تقرير المدعى الخاص روبرت هور، الذى حقق فى تعامل بايدن مع الوثائق السرية، أحيا مخاوف الديمقراطيين الذين يحبسون أنفاسهم عندما يتحدث الرئيس علنا، وأحيا أيضا آمال الجمهوريين، لاسيما الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه. وكانت حملة ترامب قد أوضحت عزمها استخدام طريقة بايدن المتصلبة فى المشى، وحديثه المرتبك لتصويره كشخص ضعيف.
من جانبها، قالت مجلة بولتيكو إنه فى حين أن عمر بايدن مبعث قلق كبير لدى الناخبين فى استطلاعات الرأى، إلا أن الديمقراطيين كانوا يلتفون على الأمور ويبقون مخاوفهم فى الأحاديث المغلقة. إلا أن وصف هور لبايدن فى تقريره بأنه رجل مسن صاحب ذاكرة سئة ربما يفرض حسابا جديدا للرئيس.
ولم يجد المحققون أدلة كافية لاتهام بايدن بسوء التعامل مع وثائق سرية خلال فترة عمله كنائب للرئيس، لكنهم كتبوا أن ذاكرته "يبدو أن لها قيود كبيرة" وأنه "لم يتذكر، حتى في غضون عدة سنوات، متى توفي ابنه بو" في عام 2015. وأضافوا أن بايدن لا يستطيع أن يتذكر متى كان نائبا للرئيس أو تفاصيل النقاش حول إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
وتحدثت المجلة عن وشهد الأسبوع الماضى وحدة عدة سقطات للرئيس الأمريكى، كان أبرزها عندما قال أمام تجمع انتخابى فى لاس فيجاس إنه التقى مؤخرا بالرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ، وهو الذي توفي منذ 28 عاما، وذلك خلال لقاء قمة السبع عام 2021. يذكر أن ميتران تولى رئاسة فرنسا بين عامي 1981 و1995 وتوفي في عام 1996، ويبدو أن بايدن كان يقصد الرئيس مانويل ماكرون.
ولم يقتصر حديث بايدن مع الأموات على ميتران فقط، فبعد أيام من هذا التصريح، وخلال حفل لجمع التبرعات فى نيويورك، قال بايدن إنه تحدث فى عام 2021 مع المستشار الألماني هيلموت كول الذى توفى عام 2017، ويبدو أيضا انه كان يقصد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
أما شبكة سى إن إن، فقد رأت أن تقرير روبرت هور، إلى جانب موقف قضاة المحكمة العليا الأمريكية الرافض لاستبعاد ترامب من الترشح للرئاسة، قد منح الرئيس السابق هدية، واعتبرت ان يوم الخميس كان أفضل يوم لترامب حتى الآن فى هذا العام.
ولم يكن ترامب الوحيد بين الجمهوريين الذين استغلوا التقرير الحديث لانتقاد بايدن. فقد اعتبر رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري مايك جونسون، أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ليس مؤهلاً لتولي الرئاسة، وذلك في انتقاد على ما يبدو "لعمره وذاكرته وزلات لسانه"، التي قد تؤثر بدرجة كبيرة على فرص إعادة انتخابه، وفق "بلومبرج".
وكتب جونسون عبر منصة "إكس": "أكد المؤتمر الصحفي للرئيس هذا المساء على الهواء مباشرة ما أوضحه تقرير المحقق الخاص (روبرت هور) أنه غير مؤهل لأن يكون رئيساً".