300 يوم عاشها السودانيون بين قتل وجوع وتفشي الأوبئة، منذ اندلاع القتال فى منتصف أبريل 2023 بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، ومن سئ إلى أسوء تسير الأوضاع فى الداخل وسط تسليح للمدنيين يهدد بـ حرب أهلية فى السودان، وفى ظل ذلك توقف تدفق المعلومات بسبب انقطاع شبكة الاتصالات وتوقف خدمات الإنترنت بشكل كامل تقريبا في كل مدن السودان، فى وسط تحذير أمىى من تدهور الأوضاع بشكل أفظع.
ووفقا لتقارير صحفية سودانية، لليوم الرابع على التوالي لا وجود لشبكات الإتصالات والإنترنت في معظم ولايات البلاد منذ الجمعة الماضية الأمر الذى يفاقم معاناة السودانيين، وتوقفت شبكات الاتصالات والانترنت وعادت لبضع أيام بشكل متذبذب قبل ان تنقطع بشكل كامل، حيث يعيش السودان عزلة كاملة عن العالم الخارجي، وتشير القوى السياسية بأصابع الإتهام نحو قوات الدعم السريع.
وتعد قطع الاتصالات أحدث الآثار المترتبة عن الحرب المشتعلة بالسودان منذ أبريل 2023 والتى تخطت الـ300 يوم، وتدق منظمات أممية ناقوس الخطر، فقد حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولى على بذل كل ما هو ممكن لوقف الحرب فى السودان، قائلا إن «ما يحدث أمر مروع».
وقال جوتيريش فى مؤتمر صحفى بمقر المنظمة الدولية، إنه لا يوجد حل عسكرى للصراع، والذى بدأ فى منتصف أبريل 2023، مشددا على أن استمرار القتال» لن يحقق أى حل، لذا يجب علينا وقف ذلك فى أقرب وقت ممكن».
وقال جوتيريش إن الوقت قد حان لكى يبدأ الخصمان المتحاربان - قائد الجيش السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد ميلشيات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو - فى الحديث عن إنهاء الصراع، الذى أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وأدى إلى فرار أكثر من 7 ملايين من منازلهم.
ورغم أن منسق الإغاثة، مسؤول المساعدات الإنسانية الأممي، مارتن جريفيث، منح بارقة أمل للسودانيين باعلان لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتى في سويسرا لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية، إلا أن الحكومة السودانية نفت لاحقا، موافقة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو(حميدتي) وفقا لصحيفة السودانى.
وتواصل المنظمات الأممية اطلاق تحذيراتها، فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من احتمال معاناة 700 ألف طفل سوداني من أخطر صور سوء التغذية خلال العام الجاري، مع احتمال وفاة عشرات الآلاف.
في هذا الشأن، صرّح جيمس إلدر المتحدث باسم اليونيسف خلال مؤتمر صحفي بجنيف: "تبعات آخر 300 يوم تفضي إلى ترجيح أن أكثر من 700 ألف طفل يعانون من أخطر صور سوء التغذية هذا العام".
وتابع: "لن تتمكن اليونيسف من علاج أكثر من 300 ألف من هؤلاء بدون تحسين إمكانية الوصول وبدون دعم إضافي. وفي هذه الحالة، سيموت عشرات الآلاف على الأرجح".
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، اذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
ويعني تفاقم سوء التغذية إضافة إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا أن الأطفال يموتون بالفعل. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم المكتظ للنازحين في دارفور.
وتسببت الحرب بإحدى أكبر أزمات النزوح في العالم إذ فر حوالى 8ملايين شخص من منازلهم، نصفهم أطفال.
كما خلف الصراع نحو 6,036,176 نازحًا وفق الهجرة الدولية بسبب الاشتباكات المسلحة فى مدن متعددة فى جميع أنحاء السودان، وحذر تقرير للأمم المتحدة، من تفاقم الاحتياجات الإنسانية فى السودان ووفق الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة فى عام 2024، وفقًا للأمم المتحدة فيما لا يتجاوز حجم التمويل العالمى للأزمة 40% مما دعت إليه خطة الاستجابة الإنسانية (فى نهاية عام 2023).
ووفق التقرير الدولى تواجه السودان أزمات متفاقمة ومركبة تسببت فى خسائر فى الأرواح، حيث تشهد نسب كبيرة من النزوح الجماعى، والجوع، والكوليرا، وكلها آخذة فى الارتفاع وتحدث بمعدل ينذر بالخطر لافتا الى "إن ما بين 70 و80% من المستشفيات فى المناطق المتضررة من النزاع لم تعد تعمل. وهذه الأزمة تتطلب المزيد من الاهتمام والتمويل".
ويوجد حالياً أكثر من 7.4مليون سودانى نازح، داخل البلاد وخارجها. ويشمل ذلك ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص فروا من السودان منذ منتصف أبريل، وعلى الرغم من أن العديد منهم ما زالوا يواجهون خطر العنف ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية.
كما يشهد السودان أيضًا أكبر نزوح للأطفال فى العالم، حيث فر 3 ملايين طفل من العنف واسع النطاق. علاوة على ذلك، مع إغلاق 10,400 مدرسة فى مناطق النزاع، ترك الصراع 19 مليون طفل دون الحصول على التعليم، وفقًا لتقرير صدر عام 2023.