يُظهر كتاب "النظرية الأدبية للروبوتات"، بقلم الأمريكي دينيس يي تينين، مهندس البرمجيات الذي تحول إلى أستاذ الأدب، كيف أن "الذكاء" الاصطناعي هو إنساني بشكل غير قابل للاختزال.
يرسم تينين روابط بين روبوتات الدردشة الحديثة، ومولدات حبكات الخيال العلمي، والقواميس القديمة، وعجلات نبوءات القرون الوسطى ويجادل بأن المتفائلون أصحاب صيحات (الروبوتات ستنقذنا!) والمتشائمين أصحاب صيحات (الروبوتات ستدمرنا!) مخطئون.
يقول :"سيكون هناك دائمًا جانب إنساني غير قابل للاختزال في اللغة والتعلم، وهو جوهر حاسم للمعنى الذي لا ينبثق من بناء الجملة فحسب، بل من التجربة وبدونها، تحصل على ثرثرة الببغاوات، التي، وفقًا لديكارت في كتابه «الوساطات»، تتكرر دون فهم، كما يكتب تينين.
ويضيف: أصبحت الآلات أقوى وأكثر ذكاءً، لكننا لا نزال نقرر ما هو ذو معنى. لقد كتب الإنسان هذا الكتاب، وعلى الرغم من الروبوتات الموجودة في العنوان، إلا أنها مخصصة للبشر الآخرين ليقرأوها".
ويروي تينين قصصًا، بدءًا من العالم العربي ابن خلدون في القرن الرابع عشر، الذي سجل استخدام عجلة النبوة، وانتهاءً بفصل عن عالم الرياضيات الروسي في القرن العشرين أندريه ماركوف، الذي قام بتحليل احتمالات تسلسل الحروف وعمل مثل "يوجين أونجين" لبوشكين الذى يعد لبنة أساسية في الذكاء الاصطناعي التوليدي متطرقا إلى الحواجز التكنولوجية التي أعاقت النماذج السابقة لتعلم الكمبيوتر، قبل أن تصبح "القوة المطلوبة لمعالجة معظم ما ينشر باللغة الإنجليزية" متاحة بسهولة.
يذكر أن تينين هو أستاذ اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا، وهو مهندس برمجيات في مايكروسوفت يستخدم مجموعات مهاراته المتباينة في كتاب مثير للدهشة حتى وهو يهرب أسئلة كبيرة حول الفن والذكاء والتكنولوجيا ومستقبل العمل.