قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الجدل الذى أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الناتو وأنه قد يشجع روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء فى الحلف، قد قدمت مساعدة للرئيس جو بايدن، الذى واجه عاصفة انتقادات على مدار الأسبوع الماضى بعد تكرر زلاته وسقطاته وتسليط الضوء على التحدى المتعلق بتقدمه فى العمر.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب لم يجذب فقط الانتباه بعيدا عن المشكلات المتعلقة بـ ذاكرة بايدن، كما وردت فى تقرير المحقق الحاص فى قضية الوثائق السرية، لكنه قدم طريقة مقنعة للمدافعين عن بايدن لإعادة تقديم القضية فى إطار جديدة، وبإمكانهم أن يقولوا الآن: صحيح أن جو رجل مسن ينسى أحيانا الأشياء، لكن منافسه مسن ومتهور بشكل خطير.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة على الأرجح، التي يتدخل فيها ترامب عندما يكون خصمه فى مأزق، ليقدم طريق للهروب بهفوة من جانبه لا يدرسها جيدا.
فرغبة ترامب المستمرة فى لفت الانتباه تصادمت أحيانا مع مصلحته. وبالنسبة لبايدن، ربما يكون هذا مفتاحا لحملته الرئاسية، من خلال الاعتماد على عدم قدرة منافسه على التزام الصمت فى اللحظات الحرجة، ويأمل أن يواصل تذكير الناخبين بالأسباب التي جعلتهم يرفضون ترامب فى 2020.
وقال أليكس كونان، المخطط الإستراتيجى الجمهورى الذى عمل فى حملة السيناتور ماروكو روبيو للترشح فى انتخابات الرئاسة فى 2016، إن هناك قول مأثور مفاده أن عدو عدوك صديقك، وبما أن ترامب هو أسوأ عدو لنفسه، فمن ثم هو أفضل صديق لترامب.
لكن هذا لا يعنى أن مسألة السن لم تعد نقطة ضعف سياسية لبايدن، البالغ من العمر 81 عاما، وهو بالفعل أكبر من تولى الرئاسة فى تاريخ الولايات المتحدة وسيكون عمره 86 عاما فى نهاية فترته الثانية لو أعيد انتخابه. وفى حين ان بايدن يصغره بسنوات قليلة، وعمره 77 عاما، إلا أن توصيف المحقق الخاص روبرت هور للرئيس برجل مسن ذو ذاكرة سيئة كان مضرا ومشوها لبايدن.
وكان استطلاع جديد للرأي أجرته ABC News ونشرت نتائجه الاحد، قد وجد أن 86% من الأمريكيين يعتقدون أن بايدن مسن بدرجة يصعب معها تولى الرئاسة لفترة ثانية، بينما قال 62% إنهم يعتبرون أن ترامب مسن للغاية.
لكن فى واشنطن، تكون الاستراتيجية السياسية التقليدية عندما تتعرض لانتقادات هو تغيير الموضوع بأقصى سرعة ممكنة. وسعى فريق بايدن لجعل القضية الأساسية ليس فقط إمكاناته الخاصة ولكن سلوك المحقق روبرت هور مثلما سعى الرئيسان السابقان ترامب وبل كلينتون لإعادة توجيه الانتباه من المزاعم الموجهة ضدهم إلى المدعين الذين أجروا التحقيقات الخاصة بهم.
وأغرق أصدقاء البيت الأبيض وحلفائه وسائل الإعلام فى الأيام التي تلت صدور تقرير هور وهاجموه لحديثه عن عدم قدرة الرئيس على تذكر تواريخ مهمة مثل العام الذى مات فيه نجله بيو. وفى فعالية لجمع لتبرعات، انتقدت السيدة الأولى جيل بايدن ما وصفته بالهجمات السياسية الشخصية وغير الدقيقة على زوجها، قبل أن تطلب من أنصاره التبرع له. وربما لم يقتنع بعد الناخبين المعارضين لبايدن، إلا أنه منح الديمقراطيين شيئا آخر للحديث عنه.
وقد ساهم ترامب فى إنجاح استراتيجية بايدن، عندما قال فى فعالية فى كارولين الجنوبية يوم السبت الماضى أنه لن يدافع عن دول الناتو لو تعرضت لهجوم من الروس، لكنه سيجشع روسيا على فعل ما يحلو لها ض هؤلاء لحلفاء.
ويقول روديل مولينيو، الخبير الإستراتيجى الديمقراطى أنه ترامب لا يساعد نفسه، سيحاول دائما تحويل الانتباه إليه، حتى عندما لا يكون ذلك فى صالحه. وأعرب مولينيو عن توقعه بمزيد من اللحظات المماثلة من ترامب قبل أن تنتهى الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة