مسعود شومان للشاهد: المرأة الكنز الأكبر في التراث الشعبي المصري

الجمعة، 16 فبراير 2024 01:36 ص
مسعود شومان للشاهد: المرأة الكنز الأكبر في التراث الشعبي المصري الشاعر والناقد مسعود شومان
الأمير نصري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر والناقد مسعود شومان، إنّ المرأة هي الكنز الأكبر في التراث الشعبي المصري والمجتمع الشعبي المصري. 
 
وأضاف "شومان"، خلال حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ المرأة هي مرجعية الثقافة منذ بواكير الطفولة، منذ بداية الغناء لابنها أو ابنتها أثناء الحمل، فهناك غناء للطفل في بطن الأم. 
 
وتابع الشاعر والناقد: "من فقدوا هذه الأغنيات أولادهم طلعوا أذنهم بايظة مفيهاش مزيكا، فالأم تغني بداية من أول شهري وجع لي ظهري إلى آخره، حيث تغني الأم حتى الشهر التاسع، وبعد ذلك هناك أغاني السبوع، وأغاني للولد، وأغاني للبنت، وأغاني للمناسبات في رمضان والأعياد وأغاني خلع السنة مثل يا شمس يا شموسة، وكل ذلك نصوص تُنقل للأطفال عبر الأمهات، وبالتالي، فإن الأم حاملة التراث والمأثور الشعبي".
 
وقال الشاعر والناقد مسعود شومان، إنّ دول العالم بدأت تستعيد التعليم غير الرسمي أو التعليم عبر الأغاني الشعبية، فقد انتهى التعليم التلقيني وبدأ التعليم من خلال الأغنيات. 
 
وأضاف "شومان"، أنّ الأغنيات التي يتم الاستعانة بها فيها توجهات حول الوظيفة والعملة واللون وغيرها من القضايا.
 
وتابع الشاعر والناقد: "وداننا باظت لما أغاني الموروث الشعبي قلت، ولو عاوزين نستعيد جزءً من الشخصية المصرية التي فقدناها، فإننا يجب أن نستعيد الأغاني الشعبية، ليس عبر تحفيظها لأبنائنا فقط، ولكن من خلال تدريسها في المدارس". 
 
وواصل: "البعض قد ينتقد هذا المسلك ويقول إن هذه الأغاني في مرتبة أقل، وسأرد عليهم بقول صفي الدين الحلي في القرن الرابع الهجري حيث كتب كتاب العاطل الحالي والمرخص الغالي، وقال فيه جملا من درر، مثل حلال الإعراب بها حرام وصحة اللفظ بها سقام يزداد حسنها إذا زادت خلاعة وتضعف صنعتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهي الأدنى المرتفع والسهل الممتنع". 
 
وأوضح: "وبالتالي، فإننا إن لم نعلم أبناءنا كيف تجعل الأم ابنها يرقص وتغني لها وهو ينام، فإن الابن سيحرم من رئات ثقافية مهمة، فعندما تغني الأم لطفلها أبوح يا أبوح كلب العرب مذبوح، فإن الطفل سيسألها عن المذبوح، وهناك أيضا حاللو يا حاللو، وعند البحث عنها نجد أنها ترجع إلى عصر الفراعنة وغيرها من الموروثات".
 
وقال مسعود شومان، إنّ المجتمع يجب أن يتعامل مع الماضي بحذر شديد جدا والمستقبل بأمل، موضحًا: "علينا تفكيك هذا الماضي وأن ننظر إلى الجواهر الموجودة فيه، وما أكثر الجواهر في تراثنا الشعبي". 
 
وأضاف "شومان": "في أحيان كثيرة، وأثناء جمع مادتي أتعلم من الرواة، وأشعر باني لم أتعلم من التعليم النظامي والمدرسي والجامعي بقدر ما تعلمته من بعض الرواة".
 
وتابع الشاعر والناقد: "كنت أجمع التراث من النخيلة في أسيوط، والتقي براوٍ عظيم رحمه الله اسمه عم عبدالعاطي نايل، سألته وقلت له مم تعلمت وكيف ورثت كل ما تعلمه من تراث؟ فقال لي ما لا يخطر على قصيدة شاعر أو قلب روائي أو سمعه، وهو كنت قاعد ساعة عصرية وكانت الضلة كاسية ضهري وما كان في خف جمل، ومكنش في برتقالة، فجأة لقيت في برتقالة في يدي مصتها من يوم ما بقيت أقول الفن". 
 
وعلّق على ما قاله الراوي، قائلا: "هذه لحظة نزول رسالة، لم يكن هناك خف جمل أو برتقالة، ولكن جاءته عطية في صورة برتقالة، فقام بمصها، وعندها أصبح يقول الفن، فقلت له إن النصوص التي تقولها مختلفة عما أسمعه في المنطقة، فقال لي إن الشعر مدينة خربانة وكل شاعر له هاتف وكل واحد بيعمرها على هواه، ونستنبط من هذا المعنى الجليل، أن مدينة الشعر ستظل خربة على الدوام لأنها مرهونة بآلية الحذف والهدم، فعلى الشاعر المجدد أن يهدم الأبنية الجاهزة والسابقة ليبني أبنيته، وكل فن إن لم يهدم الأبنية فإنه لن يأتي بجديد".
 
وقال مسعود شومان، إنّ العادات والتقاليد قد تجعلنا نُصاب ببعض الأمراض، موضحًا: "نحتاج إلى إعادة النظر في معارفنا، لأن جُل مشكلاتنا ثقافية، مثلا، تنتشر بعض أمراض الغدة الدرقية الغدة الدرقية في الوادي الجديد مثلا، لأن عادات وتقاليد الطعام لا تجعل الأهالي يأكلون ما يتعلق باليود مثل السمك وملح البحر". 
 
وأضاف "شومان": "تحدثنا من قبل عما يتعلق بجمع النصوص في سياقها، مثل كيف نقرأ النص ونحن لا نمتلك سياقها، للأسف الشديد، فنحن نقوم بالتحليل اللغوي للنصوص والأمثال دون الوعي بسياقها، مثلا نقول اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، وهذا المثل يناقض تماما القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود". 
 
وتابع الشاعر والناقد: "الأمر متعلق بكيفية قراءة المثل في سياقه، ومتى يقال هذا المثل، للأسف فنحن نحاول أن نعقد هذه المقارنات على المستوى اللغوي لا على مستوى السياقات الاجتماعية والثقافية الموجود فيها المثل، وبالعودة إلى مثل اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب فإن البعض قد يقول إنه يدعو إلى التبذير، ولكن هذا التفسير الحقيقي لهذا المثل أنه يقال في لحظة ما إذا ضنّ الإنسان على الصرف، وعندما يبذر نقول له القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود". 
 
وواصل: "يُقال إن هذا النص متناقض مع النص الديني، نهذا ليس أمرا حقيقيا، لأن ما يقول هذا الأمر، فإنه يقارب النصوص مقاربة لغوية وليس في سياقها، وبالتالي، فإنّ المثل يجب أن يفهم متعلقا بحكايته والسياق الاجتماعي الذي قِيل فيه، مثلا.. المثل اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24، وذلك حينما ترتكب جرما، وليس في المطلق، والكسر يكون كسرا مجازيا وليس الضرب المبرح، وبالتالي، يجب التعامل مع المثل بشكل مجازي لأنه ليس نصا مقدسا، ولكنه فن".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة