اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الشراكة العربية الأفريقية من أقدم الشراكات التي يتجلى فيها عمق الروابط العربية والأفريقية متطلعا إلى تعزيز جهودنا من أجل دفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع للاستفادة بكافة الموارد الطبيعية والبشرية الكامنة في كلتا المنطقتين العربية والأفريقية.
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته أمام قمة الاتحاد الإفريقي اليوم السبت، أن انعقاد القمة العربية الافريقية الخامسة يمثل مصلحة مشتركة وتتويجاً مهماً للتعاون بين المنطقتين حيث تعمل الجامعة العربية بشكل مستمر ومتواصل مع كافة الأطراف على التحضير الجيد لانعقادها، وتعزيز الجهود الرامية لنجاح كافة برامج التعاون العربي الأفريقي القائمة، والعمل على استكمال الخطوات اللازمة لإنشاء الصندوق العربي الأفريقي للحد من الكوارث والمركز العربي الأفريقي لتبادل المعلومات حول الهجرة، وغير ذلك من أطر التعاون المؤسسي.
واستطرد أن قطاع غزة مازال يشهد حرباً همجية، غير مسبوقة في وحشيتها وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني حيث فقد عشرات الآلاف حياتهم، وأغلبهم من النساء والأطفال ويستمر الاحتلال – الذي يفتقد لأي شرعية قانونية أو أخلاقية – في ارتكاب المذابح ومتابعة تنفيذ مخطط اليمين المتطرف بإفراغ الأرض المحتلة من سكانها بتحقيق التطهير العرقي.
وأوضح الأمين العام أن هذه الحرب الوحشية تعكس عجزاً دولياً عن وقف العدوان برغم قوة الرأي العالمي، وارتفاع صوت الرفض لهذه الجرائم ولكن الحرب، من ناحية أخرى، أيقظت صوت الجنوب ووحدت مواقف الدول المتضامنة مع الحق الفلسطيني والرافضة لاستمرار آخر استعمار باقٍ على ظهر الأرض.
وثمن كافة المواقف الأفريقية التي عبرت عن الانحياز المبدئي لقيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان موضحا أن هذه المواقف لابد أن تتواصل وتتعمق حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 باعتبار ذلك الحل الوحيد العقلاني لإنهاء الصراع وهو الحل الذي تبنته جامعة الدول العربية منذ إقرار مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002.
وأعرب عن تقديره لما قامت به جنوب أفريقيا، ولازالت، من جهود في محاسبة الاحتلال وفضح جرائمه والسعي لوضع حد للمذبحة بإقامة الدعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وعن الأزمة السودانية، يقول أبو الغيط إن الجامعة العربية لم تتوقف عن الدعوة في كافة قرارتها واجتماعاتها إلى ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة الشعب السوداني ومقدراته وصوناً لوحدة أراضي السودان وسيادته.
بينما يبقى دعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه من بين الأولويات الرئيسية للجامعة العربية، بحسب أبو الغيط، حيث تنظر الجامعة العربية بكل ارتياح للإنجازات التي حققها الصومال على أصعدة مختلفة، غير أن التحدي الأخطر الذي تواجهه الدولة الصومالية حالياً يتمثل في المحاولات الانفصالية لبعض أقاليمها، ولا تزال الجامعة مستمرة في مساعيها لدعم الصومال في الدفاع عن حقوقه السيادية، بالتعاون مع حكومة الصومال الفيدرالية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الاقليمية ذات الصلة لمنع أي تهديد لوحدة وسيادة الصومال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة