تستمر أسعار الغذاء فى دول أمريكا اللاتينية فى الزيادة مع نقص بعض المنتجات، وهو ما يثير حالة من الجدل، ويعد التباطؤ الاقتصادى وعدم المساواة وارتفاع تكلفة الديون من بين التحديات الاقتصادية المشتركة لأمريكا اللاتينية لعام 2024.
الأرجنتين
ففى الأرجنتين أظهرت البيانات الرسمية الصادرة، ارتفاع معدل التضخم فى الأرجنتين إلى2.254% سنويا. وقالت هيئة الإحصاء الأرجنتينية أن مؤشر الأسعار ارتفع خلال الشهر الماضى بنسبة 20.6% شهريا، وارتفعت أسعار مستلزمات العناية الشخصية وخدمات النقل والاتصالات بشدة ليرتفع معدل التضخم فى بداية العام إلى مستويات قياسية لم تسجلها البلاد منذ 1991.
يذكر أن معدل التضخم فى الأرجنتين من أحد أعلى معدلات التضخم فى العالم، حيث يعانى ثانى أكبر اقتصاد فى أمريكا الجنوبية من تضخم الجهاز الحكومى للدولة وانخفاض الإنتاجية الصناعية وضخامة حجم الاقتصاد الموازى غير المسجل وهو ما يحرم الخزانة العامة من إيرادات ضريبية كبيرة.
ويسعى الرئيس الأرجنتينى المنتخب حديثا خابير ميلى إلى إعادة الأرجنتين لمسار اقتصادى سليم من خلال برنامج تقشف صارم، وخفضت الحكومة قيمة عملتها المحلية البيزو بشدة وأعلنت خفض الدعم للوقود والمياه والكهرباء والنقل العام.
وانخفض الاستهلاك المحلى من اللحوم بسبب الزيادة فى أسعار المزرعة وأسعار المنتجات المنتجات المحلية فى حين أن نمو الصادرات كانت مدعوما برفع القيود،وقال مستشار الثروة الحيوانية ولحوم البقر فيكتور تونيلى، أن استهلاك لحوم البقر أصبح 18% بعد أن كان يتجاوز 70%، مشيرا إلى أن الأرجنتينن بدأوا يتخذوا موقفا من شراء لحوم البقر بسبب زيادة الأسعار.
وشكلت الصادرات ما يزيد قليلًا عن 30% من الإجمالى فى ديسمبر، واقتربت من 33% فى يناير، وهو ما يعتبره تونيلى نتاج "التحرر من الحظر والقيود المفروضة على الصادرات".
كوبا
وتعانى كوبا من أزمة اقتصادية كبيرة، من ارتفاع الأسعار ونقص المنتجات فى المتاجر، ومظهر لتلك الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد، نقص وارتفاع سعر الحليب الذى زاد بنسبة 15 % وهو ما أثار حالة من الجدل والخوف على صحة الأطفال بشكل خاص.
وارتفع سعر كيلو الحليب من 5.75 إلى 6.6 بيزو ، فى حين يتم تقنين بيع حليب الأطفال دون سن السابعة، لكيس واحد يوميا، وهو ما اثار الجدل للمواطنين حيث قال أحدهم الذى يدعى راؤول لويس "هذا لا يكفى أبدًا"، مضيفا أن الزيادة فى الأسعار تلحق الضرر بالأطفال.
وقالت باربرا فييرا، وهى ربة منزل تعيش فى كابايجوان، أن الناس يحصلون على بعض الطعام فى السوق السوداء بسعر "أقل قليلًا" من المتاجر ولكن أيضا أصبح من الصعب الحصول عليه.
وتؤكد المرأة أن "الحياة اليومية لربة المنزل التى تضطر للخروج لشراء الطعام لأطفالها صعبة للغاية، لأن كل شيء غالى جدًا.
تعانى كوبا من أزمة فى البنزين، فى ظل قرار زيادة سعره 400% فى خطة التكيف لمحاولة تحقيق الاستقرار فى الاقتصاد الكوبى بعد أكثر من 3 سنوات من عدم الاستقرار، كما تعانى كوبا من استمرار الانقطاع الكهربائى، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوبا آجلت قرار زيادة أسعار الوقود بأكثر من 400%، ولكنها أعلنت أنه سيتم الإعلان عن الموعد الجديد لدخول زيادة الأسعار حيز التنفيذ عند تهيئة الظروف دون أن يتم تحديد اليوم.
وتعد الزيادة فى تكلفة البنزين والديزل - وإطلاق محطات الوقود بالعملة الأجنبية للسياح - جزءًا من خطة التكيف لمحاولة تحقيق الاستقرار فى الاقتصاد الكوبى بعد أكثر من ثلاث سنوات من الأزمة.
وحتى ما قبل الإعلان، كانت كوبا على وشك مضاعفة أسعار الوقود بمقدار خمسة أضعاف. كان من المقرر أن يرتفع سعر البنزين العادى من 25 بيزو (CUP) إلى 132 (من 0.21 دولار إلى 1.1 بسعر الصرف الرسمى للأفراد).
وتعد الزيادة من أولى الإجراءات التى سيتم تنفيذها ضمن خطة تعديل كبيرة أعلنها النظام فى ديسمبر الماضى، والغرض منها تحويل اتجاه الاقتصاد الذى أنهى عام 2023 بانخفاض فى الناتج المحلى الإجمالى بنسبة تتراوح بين 1 و2%. ومع عجز مالى متوقع لهذا العام بنسبة 18.5%
ارتفاع أسعار البيض بنسبة 32% فى السلفادور
أما السلفادور فتعانى من ارتفاع سعر البيض مقارنة بشهر فبراير 2023 بنسبة 32 %، حيث وصلت تكلفة الكرتونة الصغيرة إلى 6 دولارات، وهو أعلى سعر وصل له البيض فى البلاد.
وبلغ التضخم 1.20% فى يناير فى السلفادور، وقالت ماريبيل أولوا، إحدى سكان منطقة سانتا آنا، "الآن كل شيء باهظ الثمن، ولا يوجد طعام يمكن الوصول إليه. نعم، هنا فى الأسواق يأتى ذلك لأننا نعلم أنه أكثر ملاءمة، ولكن فى الوقت الحالى من الصعب العثور على أسعار جيدة، ناهيك عن السوبر ماركت. حتى البيض اصبحنا نعانى من غلاء سعره.
وأشارت صحيفة التيمبو التشيلية إلى أن السلفادوريين أصبحوا يتوقفوا عن تناول بعض الأطعمة عام 2023 بسبب تكلفتها المرتفعة.
أوروجواى وارتفاع سعر الموز
كما هو الحال ارتفعت أسعار الموز بسبب مشاكل الإنتاج والنقل، خاصة فى ظل الظروف المناخية والتجارية، حيث أن الموز الذى يتم استهلاكه فى أوروجواى يتم استيراده من الخارج، حيث أن هذه الدولة لا تملك إنتاجها الخاص من هذه الفاكهة.
وأوضح ألفريدو بيريز، مدير التطوير التجارى فى وحدة متروبوليتان للأغذية الزراعية (UAM)، لسوبرايادو أن "39% تأتى من الإكوادور، تليها البرازيل بنسبة 34%، و24% من باراجواى و3% فقط تأتى من بوليفيا".
ولهذا السبب، فإن أسعار الموز المباع فى أوروجواى تتأثر بالظروف الإنتاجية لهذه البلدان المستوردة، ومع قلة العرض، يرتفع السعر. وأوضح بيريز، فى حوار مع صحيفة الباييس، أن ارتفاع سعر الموز البرازيلى يأتى نتيجة للأمطار الغزيرة التى سجلت فى بارانا وساو باولو، وهى المناطق التى يستورد منها الموز عادة إلى أوروجواي. وأوضح أن "الرطوبة والحرارة تشجعان على ظهور الفطريات التى تتسبب فى فساد الموز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة