في عام 1953 عُرضت على متحف تيت لوحة بورتريه للفنان الهولندى العالمي فان جوخ من قبل امرأة من لندن وكان السعر 19500 جنيه إسترليني ما اعتبر رقمًا قياسيًا في ذلك الوقت حتى أن المتحف لم يستطع شراءها.
تكشف المراسلات غير المنشورة في أرشيف تيت القصة إذ أنه في 8 أبريل 1953، رد مدير معرض تيت في لندن، جون روثنشتاين، على عرض البائع: "أخشى أن تكون اللوحة المعنية خارجة تمامًا عن موارد أمنائنا".
ظهرت اللوحة التي من المفترض أنها رسمت في بروفانس في 1888-1889، لأول مرة في عام 1927 في مطبخ "أوتو واكر" في برلين وفقا لموقع أرت نيوز وفي العام التالي، حاول "واكر" بيع أكثر من 30 لوحة لفان جوخ، والتي ادعى أنها جاءت من أرستقراطي روسي مجهول فر إلى سويسرا ورغم قبول الصور من قبل بعض كبار المتخصصين، إلا أن آخرين استنكروا الكثير منها ووصفوها بأنها مزيفة وتم تقديم واكر للمحاكمة في عام 1932 وأدين بالاحتيال.
في هذه الأثناء، تم شراء عدد قليل من لوحات "واكر" من قبل معرض ماتيسين في برلين، بما في ذلك بورتريه فان جوخ حيث اعتقد مؤرخ الفن الهولندي المحترم "بريمر" أنها أصلية، وكذلك هيلين كرولر مولر وفي عام 1929، وقد حاولت كرولر مولر شراء البورتريه من ماتيسين للمتحف الذي كانت تنشئه، لكنهما تشاجرا حول السعر ولم تتم عملية البيع.
في عام 1939، نُشرت للوحة باعتبارها أصلية في كتالوج فان جوخ الرسمي الذي جمعه المتخصص جاكوب بارت دي لا فايل ومن المؤكد أن قبوله كان سيشجع متحف تيت على الإيمان بأصالته وسجل دي لا فايل أيضًا أن اللوحة كانت مملوكة لسام فان ديفينتر، مستشار كرولر مولر الذي أصبح مديرًا لمتحفها بعد وفاتها في وقت لاحق من ذلك العام.
وبعد أن رفض متحف تيت شراءها سنة 1953 اختفت اللوحة في طبعة عام 1970 من كتالوج دو لا فاي، تم تسجيلها على أنها "مرفوضة" ومنذ ذلك الحين لم يقبلها أي متخصصين جادين باعتبارها لوحة لفان جوخ ولا يزال مالكها الحالي مجهولاً، على الرغم من أنه يُعتقد أن اللوحة موجودة في ألمانيا.
اللوحة المزيفة