قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن صناعة الأسمدة والمغذيات الزراعية تلعب دورًا حيويًا وأساسيًا فى منظومة الزراعة حيث تغذى التربة وتحسن جودتها، وزيادة إنتاجية المحاصيل بما يساهم فى تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان العالم وتحقيق الأمن الغذائى والمساعدة فى تقليل عدد الجياع حول العالم، والذى وصل لأكثر من 750 مليون جائع خاصة وان تقارير البنك الدولى الأخيرة، أشارت إلى أن الحصول على الأسمدة هى إحدى العقبات الرئيسية أمام تعزيز إنتاج الغذاء فى العديد من البلدان خاصة المجتمعات النامية والاقتصادات الناشئة.
وأضاف القصير فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى السنوى للأسمدة فى نسخته الثلاثين الذى ينظمه الانحاد العربى للأسمدة تحت شعار "المغذيات الزراعية لتأمين الغذاء واستدامة البيئة"، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء أن الدولة المصرية وضعت خطة لدعم صناعة الأسمدة من خلال إقامة مصانع جديدة وتطوير المصانع القديمة والمتقادمة وعمل الإحلال لتجديدها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية ورفع طاقتها الإنتاجية وتوفير المرافق والخدمات والمواد الخام اللازمة لهذه الصناعة.
وأضاف وزير الزراعة، أن المؤتمر الدولى السنوى للأسمدة والذى ينظمه الاتحاد العربى للأسمدة يمثل منصة لصناعة الأسمدة عربيًا وعالميًا، كما يعتبر الحدث العربى الاقتصادى الأبرز فى مجال صناعة وتجارة الأسمدة بالمنطقة العربية، حيث يستقبل عددًا كبيرًا من المشاركات العربية والدولية من المؤسسات والشركات العربية والعالمية المتميزة العاملة فى مجالات صناعة وتجارة الأسمدة، فى ظل وجود فرصة كبيرة لعرض أحدث المنتجات والتكنولوجيا العالمية، ليظل هذا المؤتمر واحد من أكبر الفعاليات الدولية فى مجاله.
أوضح القصير، أن المؤتمر يناقش فى دورته الحالية قضايا عديدة منها قضية الأمن الغذائى وامن الطاقة والتغيرات المناخية وأمن المياه وكذلك الغاز والفوسفات والبوتاس وسلاسل الامداد والتوقعات المستقبلية لصناعة وإنتاج وتجارة الأسمدة.
وقال القصير، إن انعقاد هذا المؤتمر فى نسخته الحالية يأتى فى خضم ظروف وتحديات كبيرة يعيشها العالم بأثره وفى القلب منه منطقتنا العربية.. أثرت كثيرًا على منظومة الطاقة والأسمدة والغذاء.. بدءًا من أزمة كورونا ومرورًا بالأزمة الروسية الأوكرانية والظروف الإقليمية الراهنة وزيادة حدة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وكلها تحديات وأزمات أثرت بشكل كبير على اقتصاديات الدول وعلى قدراتها فى بناء أنظمتها الغذائية والزراعية المستدامة مشيرا إلى أنه فى ضوء هذه الظروف كان ولابد من قيام كل الدول باتخاذ إجراءات لدعم منظومة صناعة الأسمدة والمغذيات الزراعية فى ظل ما تشهده العديد من الدول من تغيير جذرى فى السياسات والاستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بالزراعة لتأمين المحاصيل الغذائية الاستراتيجية والتى عادة ما ترتبط بالأمن القومى لكل دولة.
وأكد وزير الزراعة، أن زيادة الطلب على الغذاء يتطلب نمو صناعة الأسمدة المعدنية والمغذيات باعتبارها اللاعب الرئيسى فى تعظيم كفاءة الموارد الطبيعية الزراعية فى ظل المحدودية الشديدة لهذه الموارد، بما يدعم محاور التوسع الرأسى كما انها تعتبر من أهم المحددات للتوسع فى استصلاح الأراضي.
وقال وزير الزراعة، إن الدولة المصرية كثفت جهودها نحو تعزيز الاستدامة البيئية فى عملية إنتاج الأسمدة، من خلال وضع خطة طموحة لخفض الانبعاثات من المصانع الحالية والمستقبلية حفاظا على البيئة والمناخ. كما توفر الدولة المصرية حوافز للشركات العاملة فى مجال إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات المحلية والدولية فى مجال إنتاج الأمونيا الخضراء، وجارى حاليًا دراسة عدد من المشروعات بالشراكة مع القطاع الخاص والشركات الأجنبية مع خلق مناطق لوجستية جديدة تخدم هذه الصناعة.
وأشار القصير، إلى افتتاحات رئيس الجمهورية لعدد من مصانع الأسمدة خلال الفترة الماضية كان آخرها مجمع الأسمدة الأزوتيه بالعين السخنة فى مارس 2023، ليضاف إلى ما تم من إنجازات جعلت مصر تسير بخطى ثابتة لدعم وتطوير البنية الأساسية لصناعة الأسمدة فى الوقت فى حين بدأت بعض مصانع الأسمدة فى العالم فى تخفيض طاقتها الإنتاجية تدريجيًا بسبب أزمة الطاقة وغيرها.
ودعا القصير، المستثمرين إلى الاستثمار فى قطاع الأسمدة بجمهورية مصر العربية من خلال العمل العربى المشترك، حيث تتوفر بمصر فرص استثمارية واعدة وتقدم فرصًا للشراكة والتعاون المثمر مع القطاع الخاص كما توفر الحكومة المصرية كل اشكال الدعم والتسهيلات اللازمة للمستثمرين الراغبين فى الدخول إلى هذا القطاع الحيوي.
وتابع القصير: "لقد احتلت مصر مكانة عالمية متميزة فى صناعة وتصدير الأسمدة اذ تعتبر من ضمن الدول الكبرى المنتجة للأسمدة، حيث تأتى فى المركز الأول عربيًا والخامس عالميًا بين كبرى الدول المنتجة لسماد اليوريا بكمية تصل إلى أكثر من 7.6 مليون طن سنويًا، وفى طريقها لتكون منتجًا رئيسيًا للأسمدة الفوسفاتية بإنتاج حوالى أكثر من 4 ملايين طن، كما تحتل المركز الثانى عربيًا والثالث عالميًا فى احتياطيات خام صخور الفوسفات ً بكميات تصل إلى حوالى اكثر من 7 ملايين طن".
وأوضح وزير الزراعة، أن مصر تعد مصدرًا رئيسيًا للأسمدة على الصعيدين المحلى والدولى اذ تجاوزت صادرات الأسمدة المصرية نحو 6 مليارات دولار فى عام 2023، بما مكنها من احتلال المركز الرابع عالميًا ضمن الدول المصدرة لسماد اليوريا.