في اليوم الـ146 من الصراع الدائر في قطاع غزة، تتصاعد حدة الأزمة الإنسانية لتصل إلى ذروتها، مع تزايد عدد الضحايا والمصابين جراء القصف الإسرائيلي المستمر، حيث ارتفع عدد شهداء مجزرة "دوار النابلسى" لـ 150 شهيدا و600 جريح بعد استهداف الضربات الإسرائيلية مواطنين ينتظرون وصول المساعدات في شمال القطاع، بالتزامن مع مواصلة الاحتلال تصعيد اقتحاماته لمناطق عدة بالضفة، ويأتي ذلك بالتزامن مع دراسة الإدارة الأمريكية لإمكانية إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا على غزة، وفي هذا السياق الحرج أكدت وكالة الأونروا عن عدم وجود ما يكفى من علف الحيوانات ليأكله الناس فى شمال غزة،
وللحاق بركب الدول التي سبقتها، وأبرزها ومصر والأردن والامارات، تتجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو خطوات إنسانية جادة، حيث تدرس إمكانية إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا على غزة، لمواجهة التحديات القائمة في توصيل المساعدات عبر الطرق البرية، ومن المقرر أن تُقدم الولايات المتحدة مساعدات إضافية بقيمة 53 مليون دولار للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المتضررين من آثار الصراع.
ووفق ما أفاد موقع أكسيوس نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين فإن دراسة إدارة الرئيس جو بايدن لهذه الخطوة تسلط الضوء على المخاوف المتزايدة في البيت الأبيض من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، خاصة بشمال القطاع حيث يتصاعد خطر المجاعة.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي قوله "الوضع سيئ حقاً، نحن غير قادرين على الحصول على ما يكفي من مساعدات إنسانية عبر الشاحنات، لذلك نحن بحاجة إلى تدابير يائسة مثل الإنزال الجوي".
وتأتي هذه الخطوات في وقت يشهد فيه شمال غزة تدهورًا متزايدًا في الوضع الإنساني، مع تحذيرات من وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية من اقتراب مأساة إنسانية تهدد بلوغ مستويات المجاعة، ومع استمرار القصف الإسرائيلي وتصاعد الاشتباكات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، يتزايد القلق بشأن تصاعد الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة.
وذكر مسؤول أمريكي أن البيت الأبيض لم يتجه لدراسة خيار إسقاط المساعدات على غزة إلا في الآونة الأخيرة، وقد أصبحت المخاوف خطيرة على نحو متزايد في شمال غزة، حيث حذر برنامج الغذاء العالمي مؤخراً من أن "المجاعة وشيكة" إذا لم يتغير شيء.
وبحسب "أكسيوس"، يعترف المسؤولون الأمريكيون بأن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات سيكون لها تأثير محدود، لأن الطائرة العسكرية يمكنها فقط إسقاط كمية الإمدادات المكافئة لتلك التي تنقلها شاحنة أو شاحنتان.
وفى هذا السياق الحرج، تؤكد الأمم المتحدة أن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة تراجع بمقدار النصف بالمقارنة مع يناير، وهذا يرجع إلى عدد من الأسباب، كما يقول المسؤولون.
ويأتي ذلك في ظل وجود سامانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المنطقة، وبعد زيارتها مستودعاً لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن، الذي يعد مركزاً للمساعدات التي تذهب إلى غزة، قالت باور إن إدارة بايدن ستقدم 53 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة المتضررين من الصراع.
وأضافت أن مستوى انعدام الأمن الغذائي في غزة كارثي، ودعت إسرائيل إلى حل الروتين والاختناقات التي تمنع وصول المساعدات على الفور إلى سكان القطاع.
من جانبه قال فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنه لا يوجد ما يكفى من علف الحيوانات ليأكله الناس فى شمال غزة، فى حين أن هناك مجاعة من صنع الإنسان تلوح فى الأفق.
وكشف الإعلام الفلسطينى، عن حصيلة جديدة لشهداء مجـزرة "دوار النابلسى" قرب شارع الرشيد بغزة ضد مواطنين ينتظرون وصول شاحنات المساعدات، حيث أشار إلى ارتفاع العدد إلى 150 شهيدا و600 جريح.
وقال الدفاع المدنى الفلسطينى إن ما يحدث فى غزة خطير، والاحتلال يدفع الناس للمغادرة تحت وطأة الجوع.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد القتلى في غزة تجاوز 30 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، ويجب وضع حد لهذا العنف والمعاناة المروعة.
وإلى جانب القتلى الذين اقترب عددهم من عتبة الثلاثين ألفا في غزة، أسفرت الحرب عن وضع إنساني صعب، في ظل انتشار الأوبئة والمجاعة في أوساط قرابة مليوني شخص فروا من نيران المعارك إلى ملاذات يلاحقهم فيها الموت أينما ولوا وجوههم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة