أكدت عدد من المشاهد ريادة مصر فى حل القضية الفلسطينية في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر، وأثبتت دور القاهرة فى صنع السلام وقت الحرب، وتبنيها لعقود ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى إقامة دولة مستقلة. لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة لـ الصراع العربي - الإسرائيلى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
إدخال المساعدات براً وجواً
مشهد ادخال المساعدات براً وجواً أحد أبرز المشاهد خلال الأشهر الماضية والتى تثبت دور القاهرة الريادى المعهود للقاهرة على مدار الحروب الاسرائيلية الست على قطاع غزة، فخلال عدوان السابع من أكتوبر، انخرطت القاهرة فى محادثات مكثفة مع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطيني، أفضت إلى انتزاع اتفاق لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورغم العراقيل الإسرائيلية نجحت تلك التحركات الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى وتم إدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال، فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء.
ومن أجل تفادى العراقيل الإسرائيلية فى إدخال المساعدات وإيصالها للأشقاء الفلسطينيين، استحدثت القوات المسلحة المصرية الباسلة عمليات إسقاط مساعدات ومواد إغاثية جوا، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بتجهيز طائرات نقل عسكرية محملة بأطنان من المواد الغذائية والاحتياجات الإنسانية العاجلة للتخفيف من المعاناة التى يعيشها سكان قطاع غزة، حيث نُفذت أعمال الإسقاط الجوى للمساعدات بمناطق متفرقة بشمال القطاع، وتواصل مصر جهودها لضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لتلبى الاحتياجات الأساسية لأبناء الشعب الفلسطينى.
وساطة تاريخية
مشهد الوساطة المصرية، هو مشهد تاريخى اعتادت الدولة المصرية على القيام به فى كافة الحروب الاسرائيلة على القطاع، والهدنة الأولى تمت فى فجر الجمعة 24 من نوفمبر 2023 وبجهود مصرية بالتعاون مع دولا اقليمية توقفت آلت الحرب الاسرائيلة، ونجحت القاهرة فى انجاز اتفاق ألزم الجانب الاسرائيلى والفلسطينى بهدنة لمدة 4 أيام، تم بموجبها إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وذلك بحسب بيان لحركة حماس.
وتم تبادل 3 دفعات من الأسري والمحتجرين وكما تم مد الهدنة لـ 6 أيام، فضلا عن تسليم 130 ألف لتر من الديزل و4 شاحنات غاز يومياً إلى غزة، وحظيت الجهود المصرية بالإشادة العالمية، فقد قدمت العديد من الدول وفى مقدمتها الولايات المتحدة الشكر لمصر وقطر على جهدها في التوصل لهدنة إنسانية، كما قدمت وزير الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الشكر للسلطات المصرية، بعد الإفراج عن عدد من رعايا ألمان كانوا محتجزين في غزة.
مشهد العدل الدولية
مشهد المرافعة التاريخية لمصر يعد فصلا جديدا من فصول الدعم المصرى للقضية الفلسطينية، حيث واجهت مصر الاحتلال بجرائمه فى ساحات القضاء، فى فبراير الماضى، أمام محكمة العدل الدولية، وقدمت شهادة حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وشارك القاهرة فى الرأى الاستشارى الذى طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفتحت السجل الدموى للإحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 75 عاما، فى مواجهة سيسطرها التاريخ بأحرف من نور للقيادة المصرية، تضاف لرصيد الدبلوماسية المصرية، والدور المصرى المعهود تجاه القضية الفلسطينية على مدار تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي... ولاتزال تبذل الجهود لحقن دماء الأشقاء.
رفض التهجير
وقفت مصر حائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، ورسمت الخطوط الحمراء للعدو الإسرائيلى الذى لايزال حتى هذه اللحظة يناور لتنفيذ مؤامرة تهجير الفلسطينيين إلى الاراضى المصرية فى سيناء، وعبر قمة القاهرة للسلام 2023، نجحت مصر فى حشد موقف دولى قائل برفض استخدام الضغط الإنسانى، للإجبار على التهجير، حيث أكدت مصر من خلال كلمة الرئيس السيسى بالقمة، على الرفض التام، للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، وتنظر الدولة المصرية للتهجير باعتباره "تصفية نهائية للقضية الفلسطينية" وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطينى، والشعوب العربية والإسلامية، وشدد على أن هذا الشعب الأبى الصامد يرفض مغادرة أرضه حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف.
ووضعت القاهرة أيضا خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة