حذرت الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" من خطورة التداعيات البيئية لغرق سفينة البضائع "روبيمار" فى البحر الأحمر، حيث إنها ظلت على مدار ما يقرب من أسبوعين، تقاوم الغرق فى البحر الأحمر، بعد إصابتها بصاروخ قبالة السواحل اليمنية، والتى كانت محملة بما يقرب من 41 ألف طن مترى من أسمدة كبريتات فوسفات الأمونيوم، مصيرها المحتوم مساء يوم الجمعة الأول من مارس، لتغرق بكامل حمولتها فى المياه.
وأكدت الشبكة العربية للبيئة والتنمية رائد، فى تقريرها الصادر اليوم الإثنين، أن هذه الكارثة تهدد باختلال النظم البيئية الهشة فى البحر الأحمر، وفقدان الكثير من الأنواع البحرية، وبالتالى اختلال السلسلة الغذائية لكثير من الكائنات، كما يؤدى إلى الإضرار بمصادر أرزاق الصيادين فى المناطق الساحلية، التى تمتد إليها تأثيرات الكارثة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ إصابة السفينة «روبيمار» بصاروخ باليستى مضاد للسفن، فى 18 فبراير الماضي، بينما كانت تبحر بالقرب من ميناء «المخا» على الساحل الغربى لليمن، فى جنوب البحر الأحمر، أطلقت الحكومة اليمنية عدة نداءات لإنقاذ السفينة، لتلافى وقوع كارثة بيئية، إلى أن تم الإعلان عن غرق السفينة بسبب العوامل الجوية والرياح الشديدة فى المنطقة.
ودعت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» إلى سرعة التدخل من جانب الجهات والأجهزة المعنية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل، لمنع تسرب حمولة السفينة من المواد الكيميائية السامة إلى البيئة البحرية.
واستندت الشبكة العربية فى تحذيرها من خطورة الكارثة البيئية الوشيكة نتيجة غرق السفينة «روبيمار» فى مياه البحر الأحمر، إلى أخذ مجموعة من الاعتبارات، منها تتضمن حمولة السفينة الغارقة عشرات آلاف الأطنان من الأسمدة النيتروجينية شديدة السمية، التى يمكنها الذوبان فى الماء، مما يؤدى إلى امتداد التلوث إلى نطاقات واسعة، كما يمكن أن تتسبب فى انخفاض نسبة الأكسجين فى المناطق المتضررة، بما يؤدى إلى نفوق أنواع من الكائنات البحرية، كما أن بعض الأنواع من الكائنات البحرية، مثل الأسماك والرخويات، قد تحمل هذه السموم إلى البشر، عن طريق الصيد، مما يؤثر فى المناطق التى تعتمد عليها فى الغذاء، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالأمراض السرطانية، نتيجة تناول الأسماك الملوثة، إضافة إلى أنه تتميز النظم البيئية فى البحر الأحمر بأنها نظم حساسة وهشة، مما يجعلها أكثر عرضة للتدمير نتيجة المؤثرات الخارجية، رغم ثرائها بنظم الشعاب المرجانية، وأشجار المانجروف الساحلية، والحياة البحرية الغنية والمتنوعة، وان السفينة الغارقة مزودة بكمية كبيرة من الوقود، الذى بدأ بالفعل فى التسرب إلى المياه، بحسب ما أكدت القيادة المركزية الأمريكية، والتى أشارت إلى أن بقعة التلوث التى تم رصدها نتيجة تسرب الوقود من السفينة «روبيمار»، تمتد بطول 19 ميلاً بحرياً.
ودعت" رائد" كافة الأجهزة والهيئات المعنية بحماية البيئة فى منطقة البحر الأحمر إلى سرعة التحرك من أجل سحب حمولة السفينة الغارقة قبل تسربها إلى المياه، والعمل بكل طاقتها لتلافى حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق، تمتد تأثيراتها على مساحات واسعة بالمناطق الساحلية على البحر الأحمر، وقد تستمر التداعيات الناجمة عنها لعدة سنوات.