أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، أن الإجراءات الاستباقية التي وجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال العشر سنوات الماضية، ساهمت فى منظومة أمن غذائى قادرة على مواجهة التحديات الراهنة التى تشهدها المنطقة والعالم.
وقال القصير - في تصريح صحفى، على هامش مشاركته في المؤتمر الإقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" المنعقد في الأردن - إن القيادة السياسية تبنت، خلال العشر سنوات الماضية، إجراءات استباقية قامت بها الدولة المصرية في ظل توجيهات الرئيس السيسي، أمنت منظومة الأمن الغذائي وجعلتها ناجحة وناجعة وقادرة على مواجهات التحديات منذ أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وحتى الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة.
وأضاف أن النهضة التي شاهدها قطاع الزراعة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ورغم كل هذه الأزمات تمكنت من بناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة تكون قادرة على تلبية احتياجات الشعب المصري والضيوف المتواجدين من الاحتياجات الغذائية.
وأشار إلى أن التحديات الموجودة في المنطقة، والتي يواجهها العالم سواء منذ أزمة كورونا، أو الأزمة الروسية الأوكرانية، أو التغيرات المناخية أو الأزمات في الإقليم المرتبطة بقطاع غزة والبحر الأحمر؛ أثرت - مما لا شك فيه - على منظومة الأمن الغذائي الإقليمي والعالمي، وأصبح هناك حاجة أن تتكاتف الدول وتتعاون للبحث عن حلول وابتكارات تسهم في بناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة؛ وهو ما تقوم به مصر من خلال مشاركتها في المؤتمر الإقليمي المنعقد حاليا في الأردن.
ونوه إلى أن مصر لديها علاقات وتعاون وثيق مع منظمة "فاو"، ومن الدول الداعمة لها بقوة، مشيرا إلى أن مصر لديها مشروعات متعددة تستهدف رفع مستوى الأمن الغذائي وسلامة النظم الغذائية والزراعية محليا وإقليميا.
ولفت القصير إلى أن زيارة الدكتور شو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، ولقاءه مع الرئيس السيسي، وحرصه على زيارة العديد من المشروعات الزراعية في عدد من المحافظات؛ يؤكد على قوة العلاقات بين مصر والمنظمة؛ مما يعود بالنفع والنتائج الإيجابية على منظومة الغذاء وكذلك المشروعات الزراعية العملاقة المقامة في مصر.
واعتبر أن تجديد اتفاقية البرنامج الوطني 2023 / 2027 بين مصر والمنظمة خلال زيارة شو دونيو وبحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي؛ يمثل تأكيد على علاقات التعاون بين الجانبين فيما يخص القطاع الزراعي والغذائي، مشيرا إلى أن مدير منظمة "فاو" أشاد بالمشروعات المصرية في قطاع الزراعة والغذاء.
وتابع القصير إن المشاركة في المؤتمر الإقليمي للمنظمة يأتي أيضا من أجل عرض التجارب والمبادرات المصرية أمام لفيف من وزراء الزراعة وخبراء الغذاء في العالم، مشيرا إلى أن مصر في هذا المؤتمر تؤكد ضرورة تقديم الدعم وخصوصا في ظل هذه الأزمات المتكررة، للتنمية الريفية، وكذلك الاهتمام بصغار المزارعين وبالابتكار الزراعي والبحوث التطبيقية لتحقيق تنمية مستدامة من أنظمة مستدامة أيضا، بالإضافة إلى دعم تكنولوجي والذي يحتاج إلى تمويل ميسر ومحفز من شركاء التنمية مثل منظمة الأغذية والزراعة والمنظمات الأخرى.
وأردف وزير الزراعة: إن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من أكثر المناطق المتأثرة سلبا بالأزمات والتحديات الراهنة وأهمها التغيرات المناخية، وهشاشة النظم الإيكولوجية الزراعية والرعوية الطبيعية وندرة المياه مع نمو سكاني مرتفع.
وشدد على أن مصر منفتحة على الأشقاء في القارة الإفريقية أيضا، وتعمل على تعزيز التعاون معهم من خلال عدة مبادرات مشتركة بمجالات الاقتصاد الأخضر والمياه والغذاء والطاقة، مؤكدا أن مصر لديها علاقات قوية ووثيقة بمحيطها العربي والإفريقي؛ مما يجعلها دائما حريصة على التواجد والمشاركة في مثل هذه المؤتمرات من أجل المساهمة في مواجهة التحديات وأبرزها الأمن الغذائي.
وانطلقت أمس الاثنين، في العاصمة الأردنية عمان، أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الفاو الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بحضور وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ومحسن سرحان المدير التنفيذي لبنك الطعام المصري، وعدد من المسئولين عن الزراعة والغذاء بمصر.
ويشارك في المؤتمر وزراء وقادة من جميع أنحاء المنطقة لوضع إطار لاتفاق إقليمي بشأن المستقبل والعمل المشترك لتحقيق نظم أغذية زراعية مستدامة محددة الأهداف ولضمان الأمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة.
وبحث المؤتمر في يومه الأول، قضايا ومسائل عدة خلال موائد مستديرة، منها تمكين التحول الريفي الشامل والمستدام في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، تسريع التحول نحو الأسواق والتجارة والاستهلاك المستدام، إضافة إلى التحول نحو نظم غذائية زراعية تتسم بالكفاءة والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ، كما يشهد انطلاق "المنتدى الإقليمي للاستثمار يداً بيد".
ويشهد اليوم الثاني للمؤتمر اليوم الثلاثاء، قضايا مهمة منها "التحرك الاستباقي لمعالجة آثار الأزمات المتفاقمة، محركات الرؤى المستقبلية والمحفزات ذات الصلة بمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، العلوم والابتكار والرقمنة لتسريع عملية التحول في أنظمة الأغذية الزراعية، إضافة إلى مناقشة تحويل أنظمة الأغذية الزراعية في الدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS) وأقل البلدان نمواً (LDCs) والبلدان النامية غير الساحلية (LLDCs)".
ويأتي المؤتمر، استكمالا لاجتماع عقدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، مطلع فبراير الماضي حصلت فيه خلالها على موافقة الدول الأعضاء بشأن أولويات برنامجها لفترة السنتين 2024-2025، والتي تركز على تسريع إحداث التحول في نظم الأغذية الزراعية الإقليمية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي والتغذية وسط الأزمات المتعددة التي تواجهها المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة