مع اقتراب الحرب الدائرة فى السودان عامها الأول، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، ويكابد مئات الآلاف في العاصمة السودانية صراعا يوميا من أجل الحصول على الطعام فى ظل تعرض ما يسمى بالـ "مطابخ الشعبية" والتى يعتمدون عليها للخطر، بسبب تضاؤل الإمدادات وانقطاع الاتصالات في أنحاء كثيرة من البلاد في الأسابيع القليلة الماضية.
وتتوالى التحذيرات العالمية والتى دقت ناقوس الخطر قبل اشهر منذ اندلاع الأزمة السودانية فى منتصف أبريل 2023، وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى السودان لينى كريستين كينزلى، أن الحرب التى تجرى فى السودان سجلت أرقام جوع قياسية خلال 10 أشهر، بلغت 18 مليون سودانى فى الوقت الحالى يعانون من انعدام الأمن الغذائى ما يمثل من 37% من السكان.
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرا "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم"، في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
وقالت متحدثة البرنامج الأممى، إن الأمر سيزداد سوءا فى الأشهر المقبلة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة المخزون، وهناك تحذيرات من أن تشهد السودان أعلى مجاعة فى البشرية.
وأضافت أن منظمات الاغاثة لا تستطيع الوصول إلى الفئات المتواجدة وسط الصراع، مشيرة إلى أن وضع الأمن الغذائى يزداد سوءا سنة تلو الأخرى نظرا للأزمات الاقتصادية والجفاف والآن الصراع يزيد الأمر سوء.
وأوضحت أن المناطق الأكثر صعوبة فى الوصول إلى المحتاجين للمساعدة هى الخرطوم وكردفان ودارفور، والأكثر تحديا توصيل الشاحنات المليئة بالمساعدات من شرق السودان إلى غربها وهو تحت هيمنة الصواريخ وإطلاق الرصاص.
وناشدت بأن يعمل جميع الأطراف على تمكين إيصال المساعدات للأشخاص الذين هم فى حاجة ماسة للمساعدات الفورية، مشيرة إلى الحاجة إلى تمويل إضافى لدعم المناطق الحدودية خاصة التى سيصبح فيها سهولة للوصول بسبب الأمطار والطرق.
ويسعى مجلس الأمن لوقف القتال قبل أيام من بدء شهر رمضان، على نحو ما قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدرس الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل شهر رمضان في الحرب المستمرة منذ عام تقريباً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضواً على مشروع قرار صاغته بريطانيا وقال دبلوماسيون إنه قد يطرح للتصويت، غدا الجمعة.
ويدعو مشروع القرار الذي اطلعت عليه "رويترز" أيضاً "جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود ومختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. ونزح نحو 8 ملايين من منازلهم، كما أن مستويات الجوع مستمرة في الارتفاع.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، أصدر المجلس 3 بيانات صحافية فقط ندد فيها بالعنف وعبر عن قلقه.
وكرر نفس الموقف في قرار صدر خلال ديسمبر بإنهاء مهمة بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة بعد طلب من القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني.
ويحث مشروع قرار مجلس الأمن جميع الدول على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار"، ويطالبهم "بدعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم".
ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى موافقة 9 أعضاء على الأقل وعدم استخدام حق النقض من جانب الولايات المتحدة أو روسيا أو بريطانيا أو الصين أو فرنسا.
وتزامنا مع هذه الأوضاع كشفت الحكومة السودانية موافقتها على استلام مساعدات إنسانية دون ابداء المزيد من التفاصيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة