اختتم مهرجان شباب العالم في مدينة سوتشي الروسية فعالياته، بحفل شاركت فيه العديد من الوفود حول العالم، بعد 6 أيام من الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والعلمية، شارك فيها نحو 20 ألف شخص، من 188 دولة حول العالم، وقد قدمت الدول المشاركة عروضا متنوعة، تعبر عن ثقافاتها وتراثها الحضاري.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وبث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلمة للمشاركين في المهرجان خلال وجوده بأحد ساحات سوتشي، رحب فيها بالمشاركين، وأكد أهمية دور الشباب في صناعة المستقبل، وأهمية الملتقيات الجماهيرية في تعميق ثقافة الحوار والتواصل بين المجتمعات المختلفة.
وقد خاطب الرئيس الروسي الحضور من الشباب في جميع انحاء العالم قائلا: "عندما عرضنا عليكم القدوم إلى روسيا، وضعنا لأنفسنا مهام بسيطة للغاية، و أردنا أن نخلق جواً من الحرية والإبداع والصداقة التي من شأنها أن تسمح لكم بالتواصل مع بعضكم البعض، والعثور على أصدقاء جدد، وربما شركاء لمشاريعكم المستقبلية، آمل أن نكون قد نجحنا، وأعتقد أنكم تمكنتم من فعل ما هو أكثر مما توقعنا، ولقد صنعتم لانفسكم هنا في جنوب سوتشي، مدينة حقيقية لشباب العالم".
.jpeg "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته")
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته
وأشار إلى أن الشباب الذين جاءوا إلى المهرجان يختلفون عن بعضهم البعض في المظهر، ولكن في الوقت نفسه يتحدون في القيم التقليدية، التي هي أساس الحياة والوجود، مؤكدا أنه لا يوجد مكان للفصل العنصري ولا تفرُد لأحد في العالم، وجميع الناس متساوون منذ لحظة ولادتهم.
وأضاف فلاديمير بوتين: "لقد أتيتم إلى روسيا، ولديكم الكثير من الأصدقاء بالفعل، أريدكم أن تعرفوا أن روسيا هي صديقكم وأبوابنا ستظل مفتوحة لكم ولاحلامكم النبيلة".
.jpeg "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين")
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كان من بين الشخصيات الرئيسية في العرض سبعة مشاركين من المهرجان، شارك كل منهم انطباعاته عن الحدث وأخبر الجمهور عن حلمه. وكان من بينهم مدير برنامج اتحاد الشباب الأفريقي، راي كيليهو من تنزانيا، حيث تحدث عن حمله في تطوير وتحسين مستوى الزراعة في بلاده، كما تحدث عن اهمية التخلص من الصور النمطية والأحكام المسبقة حتى يتمكن الناس من حل العديد من المشاكل التي يواجهونها حول العالم.
وشارك مغني شاب من الأرجنتين، نيكولاس رينا، حبه للموسيقى منذ الصغر وكيف كانت تدعمه والدته دائما في طريقه إلى تحقيق حلمه ، وقد أدى أغنية باللغة الروسية لوالدته، التي كانت حاضرة في الحدث وغنى معه الآلاف من الشباب من روسيا والخارج.
كانت الحلقة الأكثر تأثيرا في الحفل الختامي هي حملة "الفوج الخالد"، التي انضم إليها جميع المشاركين في مهرجان شباب العالم، حيث تذكر الشباب من 188 دولة في العالم أحداث الحرب العالمية الثانية ورفعوا صورا للجنود القتلى. بالإضافة إلى ذلك، انضم ضيوف المهرجان إلى تهنئة جميع نساء العالم احتفالا بيوم المرأة العالمي والذي يوافق 8 مارس الجاري. وبهذه المناسبة قدم الشباب الزهور للفتيات الحاضرات في الحفل الختامي. كما هنأ الرئيس فلاديمير بوتين المشاركات في المهرجان بهذه المناسبة.
في نهاية العرض، ادى عدد من المطربين الشباب المشهورين أغاني شعبية باللغات الهندية والعربية والصينية والروسية.
في سياق متصل تستعد الوفود العربية المشاركة في المهرجان الانتهاء من الأنشطة والفعاليات وترتيب إجراءات السفر والعودة، خاصة أن هناك أعداد كبيرة من الدول العربية، فتشارك سوريا وحدها ب 180 شابا من مختلف المحافظات، تليها مصر، التي تشارك ب 109 شباب، أغلبهم من طلبة الجامعات، وتم اختيارهم من خلال وزارة الشباب والرياضة، وفق معايير محددة، واختبارات تأهيلية مكنتهم من المشاركة.
وقد حرصت العديد من الشركات والمؤسسات الروسية على دعم مهرجان شباب العالم فنيا ولوجستيا، من أجل إنجاحه، وتوفير سبل الراحة للوفود المشاركة، واستخدام المهرجان في الدعاية للسياحة داخل روسيا، والتعريف بالمؤسسات التجارية والصناعية الروسية، وتنظيم فعاليات ومؤتمرات على مدار أيام انعقاد المؤتمر داخل قاعات المهرجان، وتقديم هدايا تذكارية للمشاركين، والاستعانة بمشاهير السوشيال ميديا حول العالم للدعاية الإيجابية عن روسيا.
الأجواء العامة، وجودة التنظيم تكشف أن مهرجان شباب العالم في نسخته الروسية يحمل رسالة مهمة وقوية من بلد القياصرة، بأن موسكو قادرة على التخطيط والإدارة والتنظيم لأحداث دولية كبيرة، يمكن من خلالها توصيل صوتها وتوجهاتها إلى المجتمع الدولي، رغم كل الحصار الذي تفرضه عليها أوروبا وأمريكا، وعدد من حلفائهم حول العالم.
من ناحية أخرى تستعد موسكو بعد أيام لسباق الانتخابات الرئاسية، الذي يبدأ الجمعة 15 مارس، وينتهي 17 من الشهر ذاته، بإعلان اسم رئيسها الجديد، لفترة رئاسية تمتد 6 سنوات مقبلة حتى عام 2030، وتشير التوقعات أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الأوفر حظا بين المرشحين للفوز في السباق الانتخابي، بفارق كبير في نسب الأصوات، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والحظر الاقتصادي، لكن عامين من بداية الصراع كشفت أن روسيا قادرة على العزلة، وأنها تعرف خطواتها جيداً في تلك الحرب، ولم تتأثر داخليا بالصورة التي تصدرها وسائل الإعلام الغربية للعالم.
وعلى مدار أسبوع كامل تعيش مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، أجواء صاخبة، نظراً لالآف السياح، الذين جاءوا إليها من مختلف دول العالم للمشاركة في مهرجان الشباب، في توقيت يعتبره الروس الأفضل في هذه المدينة، نظراً لطبيعة الطقس المعتدل، الذي يشبه كثيراً مدينة شرم الشيخ المصرية، من حيث الدفء واستقرار درجات الحرارة.
