قال الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق إن مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سى كانت من أهم المبادرات الرئاسية التى تم تحقيقها لمكافحة الفيروس فى مصر، وهي من المبادرات الناجحة التى كانت لها صدى عالميا بقصة أبهرت العالم، وقد احتفلت بها منظمة الصحة العالمية فى مصر، وتعتبر مصر أول دولة فى العالم تقضى على فيروس سى.
وأكد فى حوار خاص لـ" اليوم السابع"، أن هذا المشروع بدأ منذ عام 2006، ولكن وجود رئيس الجمهورية ودعمه للمبادرة غطت الدولة كلها وتوسعت بشكل كبير جدا وكان السبب وراء نجاحها، موضحا، أن المبادرة الأخرى التى حققت نجاحا كبيرا هو المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، والكشف المبكر عن سرطان الثدى، وهى مبادرة بدأت منذ عام 2008 واهتم بها الرئيس السيسى وتم تطبيقها على مصر كلها لدعم صحة المراة بالكشف المبكر وعلاج المصابات والعالم كله يتحدث عنها.
وقال، إن المبادرة الأخرى التى تم إطلاقها هى مبادرة التقزم فى الأطفال، وقياس السكر والضغط، وهى من المبادرات الهامة التى دعمها الرئيس بشكل كبير وحققت نجاحا ملحوظا فى السنوات الأخيرة ومستمرة حتى الآن.
وأضاف، أن مصر استطاعت أن تسيطر على جائحة كورونا، موضحا، أن وباء كورونا كان مشكلة كبيرة جدا ولكن العالم كله كان مبالغا فيها من وجهة نظرى، موضحا، إنه لا توجد جائحة تستمر أكثر من عامين، سواء تلقينا التطعيم من عدمه، مضيفا، أنا تلقيت تطعيم كورونا مرتين، مؤكدا، أن سبب عدم بقاء أى جائحة لأكثر من عامين هو أنها تصيب عدد كبير من الناس فتتكون مناعة لدى البشر، مشيرا إلى أن الخطورة تكون فى بداية الجائحة، لأنه فى البداية لا يكون هناك أى مناعة قد تكونت من هذا الفيروس، ولكن مع الوقت ودخول الفيروس أجسام كثيرة من البشر تبدأ تتكون المناعة، والفيروس نفسه يضعف، لذلك عندما عادت كورونا هذا العام لم يتوفى منها أحد، والقليل هم الذين دخلوا إلى المستشفى، ولذلك فالخبراء قللوا فترة الحضانة إلى أقل من 5 أيام بدلا ما كانت أسبوعين قبل ذلك.
وتعليقا على سؤال ماذا لو كنت وزيرا للصحة فى أوقات جائحة كورونا هل كنت ستفعل ما فعلته الحكومة وقتها؟ فأجاب الدكتور حاتم الجبلى، إنه إذا كنت وزير خلال الوباء كنت قد قمت بنفس الإجراءات التى اتبعتها مصر خلال الجائحة، موضحا أنه فى هذه الحالة لابد من تكاتف أجهزة الدولة مع بعضها البعض، الداخلية مع وزارة الدفاع والتموين والحكم المحلى، موضحا أن الرئيس اهتم بالجائحة منذ بدايتها.
وأشار، إلى أن مصر لديها أماكن كبيرة ومتخصصة لعلاج الحروق بمستشفيات القوات المسلحة، وهى من أرقى الأماكن التى يتم فيها علاج إصابات الحروق، لأنها ضمن الإصابات التى يتعرض لها أفراد القوات المسلحة، موضحا إنه كان يوجد اقسام لعلاج الحروق بالأقسام الكبيرة بالجامعات مثل جامعة عين شمس، وقصر العينى، ولكن ليس بضخامة مستشفيات القوات المسلحة، لأن هناك نقص واضح فى هذا التخصص فى مصر.
وأوضح، أن أهم أسباب للحروق فى مصر هو الماء المغلى أثناء الطهى، موضحا، أن نسبة الحروق فى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، أكثر من مصر لأن البيوت كلها مصنوعة من الخشب، وبالتالى التدريب على مواجهة الحرائق فى الخارج على مستوى عالى سواء للعامة أو للقائمين فى العمل على الإطفاء.
وأضاف، أن مصر لديها الإمكانيات للاستعداد لاى وباء قادم لأنها مرت بـ 3 أوبئة، فى آخر 20 سنة، وهى أنفلونزا الخنازير، وأنفلونزا الطيور، وكورونا، ونجحتفى السيطرة عليها، ولدينا كوادر طبية كبيرة جدا فى كل القطاعات، ولكن أحب أن أثنى على قطاع الوقاية فى وزارة الصحة وهم مدربين على أعلى مستوى، ولديهم إمكانيات كبيرة، والدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائى، مع مراقبة الشئون والأمراض المتوطنة، وهو من الأطباء الذين لديهم خبرة عالمية فى مجال الوقاية وقبله الدكتور نصر السيد، وكلهم معروفين ولدينا الخبرة والامكانيات والنظام.
وتابع أن الظروف والأوضاع الصحية هى التى تحدد المبادرات الرئاسية المطلوبة، موضحا أن حصول مصر على الشهادة الذهبية لخلوها من فيروس سى يرجع لعدة أسباب أهمها هو العمل الجماعى والتخطيط السليم، مضيفا، نحن نكافح فيروس سى منذ عام 2006، وكان الانترفيرون العلاج الوحيد لعلاج الفيروس، ثم ظهر السوفالدى عام 2011، ولكن اللجنة العليا لمكافحة فيروس سى قامت بدور كبير فى مكافحة الفيروس، وتفاوضت مع شركات الأدوية حيث كان كورس العلاج بـ 52 ألف جنية وأصبح الكورس بـ 1200 جنيه فقط بعد تصنيع الأدوية المثيلة المصرية، وبدأنا نطبقه فى معهد الكبد ثم فى المحافظات، وبدأنا نقوم بعمل شبكة مراكز فى كل المحافظات ووقتها عندما جاء السوفالدى بعد الانترفيرون بـ 5 سنوات، كان يباع ب 28 ألف دولار للعلبة الواحدة فى أمريكا، وتم تخفيض سعره الكورس كله بــ 2000 جنيه.
وكانت جميع عناصر النجاح متوافرة حيث تم توفير الأطباء المصريين والذين يتمتعون بأعلى مستوى من الكفاءة، ووجدت النظام والهيكل والبنية الأساسية، وتم توفير كل الوسائل بالمراكز فى كل المحافظات، وبالتال اعطتنا هذا الحق مع مبادرة الرئيس، وأخذت المبادرة الرئاسية اتجاه آخر، وتم علاج ملايين من المرضى بدلا من الآلاف فقط.
الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق، حصل حاتم الجبلى على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة القاهرة سنة 1975، ثم حصل على الجزء الأول من الزمالة البريطانية للاشعة سنة 1981، ثم دكتوراه الأشعة التشخيصية سنة 1983، وتم ترقيته أستاذًا للأشعة التشخيصية بجامعة القاهرة سنة 2001.