هايتى تنجرف نحو حرب أهلية.. عصابة "باربكيو" تسيطر على العاصمة وتهاجم القصر الوطنى وتضرم النار فى وزارة الداخلية.. الذعر يحيط بالأهالى والعنف يضرب الاقتصاد ويسبب المجاعة.. وتقرير: النظام الصحى على وشك الانهيار

الإثنين، 11 مارس 2024 06:00 ص
هايتى تنجرف نحو حرب أهلية.. عصابة "باربكيو" تسيطر على العاصمة وتهاجم القصر الوطنى وتضرم النار فى وزارة الداخلية.. الذعر يحيط بالأهالى والعنف يضرب الاقتصاد ويسبب المجاعة.. وتقرير: النظام الصحى على وشك الانهيار الوضع فى هايتي
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسيطر حالة من الرعب على هايتى بعد الأحداث التى شهدتها الأيام السابقة، وأصدرت حكومة هايتى مرسوما بمد حالة الطوارئ وحظر التجول الليلى بعد الهجوم الذى شنته مجموعات من أفراد العصابات على السجن الرئيسى فى البلاد، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وحدث بعده هروب آلاف السجناء، ما أدى إلى حالة فوضى فى البلاد، حسبما قالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية

وأصبحت الساحة العامة الرئيسية فى عاصمة هايتى، بورت أو برنس، مسرحا لاشتباكات عنيفة بين العصابات والشرطة، مما خلق مناخا من التوتر فى المنطقة المحيطة لعدة ساعات أثناء وجود رئيس الوزراء فى بورتوريكو.

وقالت صحيفة باخينا 12 الأرجنتينية أنه قُتل مجرمين مشتبه بهم على يد الشرطة الوطنية الهايتية خلال هجوم على القصر الوطنى فى بورت أو برنس، نظمه تحالف "Vivre Ensemble" من العصابات المسلحة، خلال اشتباكات العصابات التى يقودها ضابط الشرطة السابق جيمى تشيريزير، المعروف باسم "باربيكيو"، والذى يعتبر أقوى زعيم عصابة فى هايتي.

وحاول قطاع الطرق إضرام النار فى مبنى وزارة الداخلية، لكن ضباط الشرطة نصبوا لهم كمينًا. وأضرمت النيران فى خمس سيارات على الأقل كانت متوقفة فى الموقع وفى المولد الكهربائى الخاص بمبنى المحفظة. وكانت الساحة العامة الرئيسية فى بورت أو برنس، فى محيط القصر الوطنى، مسرحًا لاشتباكات عنيفة بين قوات إنفاذ القانون، مما خلق مناخًا من التوتر فى المنطقة المحيطة طوال الليل.

ولم يصدر عن السلطات أى بيان بشأن هذه الاعتداءات التى تنضم إلى هجمات أخرى نفذتها العصابات ضد مؤسسات عامة وخاصة خلال الأيام الماضية. فى هذه الأثناء، يتواجد رئيس الوزراء أرييل هنرى، الذى تحاول العصابات الإجرامية الإطاحة به، فى بورتوريكو منذ الثلاثاء الماضى، بعد أن حاول العودة إلى بلاده بعد عدة أيام دون معرفة مكان وجوده.

وتزايد التوتر والعنف فى الدولة الواقعة فى أمريكا الوسطى بشكل كبير فى العاصمة بعد أن أصبح معروفا فى 28 فبراير الماضى أن هنرى تعهد بإجراء الانتخابات قبل نهاية أغسطس 2025. وبلغت أعمال العنف ذروتها يوم السبت الماضى، عندما دخلت العصابات إلى المنطقتين الرئيسيتين. سجون العاصمة، مما سمح لأكثر من 3000 سجين بالهروب.

 

استقالة رئيس الوزراء

ويتعرض رئيس الوزراء، وهو أعلى سلطة فى البلاد بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويز عام 2021، الآن لضغوط داخل هايتى وخارجها لتفضيل انتقال سياسى يساعد فى وقف الأزمة الحادة والعنف الشديد فى الدولة الجزيرة.

وأجرى وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتونى بلينكن، الخميس الماضى محادثة حول هذا الموضوع مع هنرى. وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها: "أعرب بلينكن عن دعمه لاقتراح تم إعداده بالشراكة مع المجموعة الكاريبية (كاريكوم) وأصحاب المصلحة فى هايتى لتسريع عملية الانتقال السياسى من خلال إنشاء هيئة رئاسية مستقلة ذات قاعدة عريضة".

ووفقًا للدبلوماسية الأمريكية فإن هذا الإجراء من شأنه أن يسهل على هايتى التحرك نحو "نشر بعثة دولية لدعم الأمن وإجراء انتخابات حرة ونزيهة". وذكرت المذكرة أن "الوزير حث هنرى على دعم هذا الاقتراح سعيا لاستعادة السلام والاستقرار فى هايتى حتى يتمكن شعب هايتى من استئناف حياته اليومية خالية من العنف واليأس".

 

عصابات إجرامية

إن العنف الذى تمارسه الجماعات المسلحة ليس جديدًا فى هايتى، لكن العصابات التى تعصف بالبلاد حاليًا أصبحت محترفة وتمتلك قوة نيران أكبر من الشرطة للقيام بعمليات الاتجار بجميع أنواعها أو عمليات الاختطاف للابتزاز.

فى تقريرهم الأخير الصادر فى سبتمبر 2023، قدر خبراء الأمم المتحدة المسؤولون عن مراقبة العقوبات المفروضة على زعماء العصابات أن تأثير السياسيين والجهات المالية الفاعلة حاليًا على أنشطة هذه المجموعات له طبيعة منهجية.

كما أشارت الوثيقة الأممية إلى أن هناك 200 عصابة تعمل فى هايتى تستخدم أسلحة نارية متطورة ومخصصة لذلك.

 

العنف يضرب الاقتصاد ويسبب مجاعة

تعيش هايتى أحداث عنف مروعة تشنها العصابات المناهضة للحكومة والتى تقاتلها الشرطة فى الشوارع إلى شل الاقتصاد الهش وجعل من الصعب للغاية على العديد من الفئات الأكثر ضعفاً فى البلاد إطعام أنفسهم، مما يؤدى إلى نشر المجاعة ونقص المياه فى البلاد.

وأغلق الميناء الرئيسى فى العاصمة، بورت أو برنس، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات الحاويات المملوءة بالغذاء والإمدادات الطبية فى وقت يقول فيه مسؤولو الأمم المتحدة أن نصف سكان البلاد الذين يزيد عددهم عن 11 مليون نسمة ليس لديهم ما يكفى من الطعام، وأن 1.4 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء.

وقالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية أن الفواكه الفاسدة والخضروات الذابلة وأباريق المياه الفارغة وأنابيب الغاز الفارغة أصبحت تملأ المتاجر فى البلاد التى تخدم الفقراء، وذلك نتيجة لهجمات العصابات المتواصلة التى أصابت البلاد بالشلل لأكثر من أسبوع وتركت مع إمدادات متضائلة من السلع الأساسية.

 

النظام الصحى على وشك الانهيار

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من أن النظام الصحى فى البلاد "على وشك الانهيار" بسبب نقص الموظفين والمعدات والأسرة والأدوية والدم لعلاج الجرحى.

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، تقطعت السبل بعشرين شاحنة تحمل معدات حيوية وإمدادات طبية وغذائية فى ميناء العاصمة بورت أو برنس، وأعلن برنامج الأغذية العالمى تعليق خدمة النقل البحرى بسبب "انعدام الأمن".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة