تبحث القوى السياسية السودانية فى القاهرة، عن حلول لـ الأزمة السودانية، وايقاف الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، وفى هذا السياق، أجرى وفد تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) تقدم برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك زيارة إلى مصر ضمن جولاتها الإقليمية لشرح الأزمة السودانية والبحث فى الحلول العاجلة لوقف الحرب، شملت ضمن لقاءات عديدة لقاء مع المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، بهدف البحث فى الرؤى والتصورات المشتركة حول أبعاد الأزمة وحلولها المقترحة.
ووفقا لتقرير المركز، شهدت زيارة "تقدم" للقاهرة زيارة وفد التنسيقية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية وهو اللقاء الذى الذى شهد تبادل الرؤى والتصورات بين الجانبين عبر مناقشة جذور الأزمة والعوائق أمام القبول بوقف إطلاق النار واستمرار الصراع رغم ما طرحه حول المنامة من توافق على أغلب القضايا بين الطرفين المتحاربين.
وعكس اللقاء توافق مصرى سودانى على المسببات والحلول للأزمة، التى باتت تمثل تهديدًا وجوديًا للدولة السودانية، التى بات يعانى فيها نحو 25 مليون مواطن من أزمة جوع حادة، علاوة على أزمة النزوج واللجوء المتصاعدة.
وأكدّ كافة الأطراف على ضرورة وقف إطلاق النار كمطلب حاسم وضرورى لصون الدولة من الانهيار، ومن ثمّ البدء فى الحديث عن القضايا الخلافية، فى الوقت الذى تبدو فيه الرؤى أيضًا مجمعة على ضرورة توحيد المنابر ومنصات الوساطة الإقليمية، لتكون هناك منصة واحدة يمكن من خلالها ضمّ كافة الأطراف الفاعلة فى الأزمة.
وفيما يتعلق بالقضايا الانتقالية وقضايا السلام، أوضح وفد “تقدم” استعدادهم لإعادة طرح كافة القضايا الانتقالية للنقاش ومراجعة القضايا الخلافية، بما يتواكب ومستجدات اللحظة الراهنة، على نحوٍ يضمن تحقيق أكبر قدر من التوافق بين كافة الأطراف السودانية، باستثناء أعضاء المؤتمر الوطني. وتطرق النقاش إلى ضرورة فتح نقاش مصرى سودانى على مستوى النخبة وقادة الفكر، بما يضمن تكوين رؤية وتصورات مشتركة، بعيدًا عن اقتصار التدخلات على مستوى المؤسسات والسياسات الرسمية.
وفى كلمته قال للدكتور عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ورئيس الوزراء السودانى السابق، " خلفت الحرب الدائرة فى السودان أكبر كارثة إنسانية، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكرى للحرب، لافتا إلى طرح العديد من المبادرات لحل الازمة، من بينها خريطة طريق لـ "تقدم".
وأكد على أنه: "لو حدث انهار للدولة السودانية سيكون له تداعيات على المستوى الإقليمى والدولى".
ووفقا للمركز المصرى للدراسات الاستراتيجية، ترمى جولات تنسيقية القوى المدنية إلى دول الجوار بما فى ذلك الزيارة الراهنة لمصر فى إطار تنسيقية تقدم بعد التى عقدتها فى يوليو الماضى فى إطار الحرية والتغيير، إلى ضمان إعادة تشكيل وتوحيد الصف، بما يضمن تنسيق المواقف والرؤى المستقبلية ضمن أية عملية تفاوضية شاملة.
وتأتى أهمية تلك الزيارة فى ضوء الانفتاح المصرى على كافة الأطراف السودانية المؤثرة والحاضرة فى المشهد، بما يضمن خلق توافق يسهم فى حلّ جذرى وشامل للأزمة.