رغم ترحيب طرفى الأزمة السودانية بهدنة أقرها مجلس الأمن فى رمضان لم تتم على أرض الواقع، احتدم القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، في مناطق أم درمان القديمة، وعدة مناطق في العاصمة الخرطوم، مع دخول شهر رمضان يومه الثالث، ليستعيد الجيش سيطرته على مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد قرابة عام من سيطرة الدعم السريع.
وبحسب وكالة سونا السودانية للأنباء، أعلن الجيش السوداني في بيان، تحرير مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان من المليشيا المتمردة والمرتزقة، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، وجاء ذلك في بيان نشرته القوات المسلحة السودانية في صفحتها في موقع فيسبوك.
وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لقواته إن الجيش سيواصل الضغط للسيطرة على مزيد من الأراضي، مضيفا "سنواصل حصار العدو المتمرد في الجزيرة ونيالا و زالنجي والجنينة والخرطوم وبحري وكل مكان في هذا الوطن" .
ومن جانبه، أقر مستشار الدعم السريع، عمران عبدالله، بخسارتهم لموقع "إذاعة أمدرمان"، أثناء المعارك المحتدمة مع الجيش السوداني، بحسب صحيفة التغيير السودانية.
وأظهر مقطع مصور نشره الجيش، مجموعة من جنود الجيش في محيط كيلومتر من مبنى الإذاعة والتلفزيون وهم يهتفون بعد الاستيلاء على مركبات وأسلحة.
ويقع مقر الهيئة في أم درمان المطلة على نهر النيل قبالة الخرطوم، وهي جزء من منطقة العاصمة الكبرى حيث حقق الجيش انتصارات في الفترة الأخيرة عقب سلسلة من الهزائم. ويبث التلفزيون والإذاعة الرسمية برامجهما حالياً من بورتسودان، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والتي يعمل منها المسؤولون المتحالفون مع الجيش منذ أن احتلت قوات الدعم السريع مساحات واسعة من العاصمة في وقت مبكر من الحرب.
وفي سياق متصل، قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني إنه لن تكون هناك هدنة في السودان خلال شهر رمضان، ما لم تغادر قوات الدعم السريع المواقع المدنية. جاء ذلك في بيان صدر بعد إعلان الجيش تقدم قواته في أم درمان، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى هدنة في رمضان. وأشار العطا في البيان، الذي صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق تيليغرام أنه لا يجب أن يكون لمحمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المعروف باسم حميدتي، أو لأسرته أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن الجيش أمهل عناصر الدعم السريع وقتًا كافيًا للاستسلام أو الانسحاب من مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون، لكنها رفضت هذه الطلبات.
وأشارت إلى أن الجيش التزم بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك، وابدى حرصًا على أرواح المدنيين خاصة من تستخدمهم قوات الدعم السريع دروعًا بشرية، علاوة على سلامة الممتلكات العامة والخاصة.
وشددت على أن تحرير مقر الهيئة يأتي استكمالًا لاستعادة عددًا من المباني ذات الرمزية الوطنية والتاريخية والثقافية، بعد أن حولتها قوات الدعم السريع إلى ثكنات عسكرية تنطلق منها اعتداءاتها على المدنيين ومؤسسات الدولة.
ووضعت وزارة الخارجية أمام قوات الدعم السريع خيار الانسحاب الشامل من الأعيان المدنية والمرافق الحيوية، في ظل تقدم الجيش لتحرير الأرض وحماية المدنيين.
من جانبه يواصل المبعوث الخاص الجديد للرئيس الأمريكي إلى السودان جولته الأفريقية والشرق أوسطية، ومن أديش أبابا، قالت تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم” إنها اجرت مشاورات مع توم بيرييليو ناقشت العمل على اشراك القوى المدنية في مفاوضات إيقاف الحرب وبناء عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية.
وحسب بيان لتنسيقية تقدم فإن وفدا منها التقى بأديس أبابا، المبعوث الأمريكي حيث بحث الطرفان جهود إنهاء الحرب ومخاطر الأوضاع الإنسانية التي افرزتها الحرب.
وأكد بيان تنسيقية تقدم أن اللقاء تطرق لتصورات “تقدم” وما صاغته من خارطة طريق لإنهاء الحرب والأسس والمبادئ التي تستند عليها رؤيتها، وأوضح البيان أن “رؤى الطرفين تطابقت حول أهمية توحيد المبادرات الدولية الرامية لإنهاء الصراع والعمل على مشاركة القوى المدنية في مفاوضات إيقاف الحرب وبناء عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما”
بينما حذرت مؤسسة خيرية من تزايد احتمالات حدوث وفيات بسبب الجوع، وقالت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية الدولية إن نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من سبعة آلاف أُم جديدة في السودان قد يمتن جوعًا في الأشهر المقبلة ما لم يتوفر مزيد من التمويل للإغاثة الإنسانية.
ويطالب برنامج الأغذية بشكل عاجل بمبلغ 242 مليون دولار لدعم عملياته في الأشهر الستة المقبلة.
وكان أطلق مسؤول في ولاية غرب كردفان تحذيرات من احتمال وقوع مجاعة اثر تزايد أعداد النازحين جراء الاشتباكات الدامية في مدينة بابنوسة، والنقص الحاد في المعينات الغذائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة