كوارث بيئية في فلسطين والسودان وأوكرانيا والأمم المتحدة تتجاهل وتناقش اضرار البلاستيك.. بيان مصر بنيروبى يرفض ازدواجية المعايير.. وزيرة البيئة: ما يحدث فى غزة حرب إبادة وتدمير متعمد

الجمعة، 22 مارس 2024 04:00 م
كوارث بيئية في فلسطين والسودان وأوكرانيا والأمم المتحدة تتجاهل وتناقش اضرار البلاستيك.. بيان مصر بنيروبى يرفض ازدواجية المعايير.. وزيرة البيئة: ما يحدث فى غزة حرب إبادة وتدمير متعمد الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 

• ووزيرة البيئة الفلسطينية تطالب الأمم المتحدة باجتماع نيروبي بنزول لجنة خلال أول هدنة  للحرب لتقييم الوضع البيئي 

 
الكيل بمكيالين، هو منطق يعكس مفهوم التحيز وعدم الحيادية، وهو منطق قد يقبل أحيانا في المصالح العالمية والسياسية، لكنه غير مقبول بالمرة فيما يخص الحق في الحياة على كوكب الأرض، وهو المنطق الذى ظهر جليا خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة والذى عقد بمقره في نيروبي، حين دارات مناقشات لمدة أسبوع حول قضايا التغير المناخى والتنوع البيولوجى، والتصحر، والتجاهل التام للكوارث البيئية وخاصة التي تحدث في المنطقة العربية وخاصة في فلسطين والسودان، ومثلها في أوكرانيا.
 
خلال هذا التقرير نكشف الستار عن سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها اعلى سلطة في القرارات البيئية وهى الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة ، فيما يخص التعامل مع المنطقة العربية، وتصدرها مشهد غزة وفلسطين، بعيدا عن الانتهاك الإنساني للحق في الحياة، تدمير البنية التحتية والموارد الطبيعية وهى حق الشعب الفلسطيني في الاستمرار على كوكب الأرض، لأن ما يحدث هو إبادة متعمده للبشر ومواردهم الطبيعية.
 
اجتماع الأمم المتحدة للبيئة الأخير الذى عقد في نيروبي، وشاركت فيه وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، كان نموذج صارخ لتطبيق سياسة الكيل بمكيالين في الملف البيئي في فلسطين والسودان وأوكرانيا، حيث كانت وزيرة البيئة شاهد عيان على نقاش لمدة أسبوع خلال الاجتماع الأخير بنيروبي، وتم التجاهل لما يحدث في فلسطين،  والذى تم التصدي له بحسم من خلال كلمة مصر التي أعلنت رفضها لهذا التحيز ووصفته بالازدواجية في المعايير، والمطالبة بإرساء قواعد عادلة، حيث كان بيان مصر بيانا مختلف عن المجموعة العربية، وتمت المطالبة بألا يتم استخدام الازدواجية في هذا المحفل الدولي الخاص بالتعاون متعدد الأطراف البيئي .
 
خلال السطور القادمة نرصد ماهي سياسة الكيل بمكيالين ، وما الوضع البيئي في فلسطين، وماهي الحلول المقترحة للتعامل مع هذا الملف ، وماهي خطة وزارة البيئة المقبلة ، وخاصة مع تأكيدها على أهمية ربط الملف البيئي بالقضية الفلسطينية، وكيف يرصد خبراء البيئة في الوطن العربي الوضع المتدهور في فلسطين الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة السلطة الأعلى في القرار تتجاهل الكوارث البيئية في فلسطين والسودان كل عام هناك مجموعة من المحافل الدولية، تنعقد على مستوى العالم أشهرها مؤتمر المناخ، بالتوازي مع محافل أخرى سنوية أهمها محفل الجمعية العامة للبيئة والذى عقد بمقره في مدينة نيروبي بكينيا، ضمن فعاليات أعمال الدورة السادسة وانتهت أعماله الأسبوع الماضي،  هي أعلى هيئة لصنع القرار في العالم بشأن البيئة، حيث أنها تعالج التحديات البيئية الحرجة التي تواجه العالم، الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعاتها هذا العام اهتمت بمناقشة عددا من القضايا البيئية مثل التصحر والتنوع البيولوجي والتغير المناخي، وتم إضافة الحد من التلوث البلاستيكي.
 
وزيرة البيئة: لابد من ربط القضية الفلسطنية بالملف البيئي
 
وأوضحت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الموقف المصرى واضح تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان هناك قرارا مقدما من دولة أوكرانيا يتحدث عن الحرب دون تسليط الضوء على ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، ولكن قامت مصر والمجموعة العربية بالتأكيد على ضرورة أن يكون القرارعام وشامل، و لا يتحدث فقط عن أوكرانيا، بل لابد وأن يسلط الضوء على ما يحدث من انتهاكات على الأراضى الفلسطينية وتأثيراته البيئية على الشعب الفلسطيني، وحق هذا الشعب فى العيش الآمن وفى الحصول على  احتياجاته الاساسية من الموارد الطبيعية.
 
وواصلت وزيرة البيئة تأكيدها على أهمية البيان المصري الداعي إلى عدم الانحياز، و إلى تأكيد مبادئ وأهداف التعاون البيئي متعدد الأطراف والذى يواجه خطر ويواجه ازدواجية فى المعايير، حيث أن هناك غياب تام لما يحدث فى فلسطين فى هذا المحفل الدولي الهام، فعندما نتحدث عن الموضوعات البيئية سواء فى ملف تغير المناخ أو التنوع البيولوجي أو موضوع التلوث البلاستيكي ويتم مناقشة تلك الاتفاقيات ويتم التفاوض عليها، ونجد أن أهم قضية والتى تمس الكوارث البيئية مثل القضية الفلسطينية أو ما يحدث فى السوادن وغيرها من الدول يتم تجاهلها وعدم الإشارة إليها، مؤكدة أن التعاون متعدد الأطراف يجب أن يثبت مصداقيته لجميع البشر على كوكبنا دون انتقاء أو أختيار، مُشيرةً إلى ضرورة التفاف الجميع وتضامنه نحو وقف كافة أشكال الصراع لإنقاذ كوكب الأرض.
 
وزيرة البيئة : دراسة فنية للوضع البيئي في فلسطين 
 
في ذات السياق اكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أنه لا يوجد أي دراسات موثوقة توضح الوضع البيئى للأراضى الفلسطينية حتى الآن، لكن جرت العادة بعد الحروب أن تقوم لجنة من  الأمم المتحدة للبيئة، كجهة منوطة بالبيئة بالنزول إلى مكان الصراع، من أجل تقييم الوضع هناك وعمل الدراسات اللازمة، وهو ما طالبت به وزيرة البيئة الفلسطينية الدكتورة نسرين التميمى ، بضرورة نزول لجنة بعد أول هدنة للحرب.
 
وشددت وزيرة البيئة على انه نظرا للوضع الحالي في الأراضى الفلسطينية فسيتم عمل دراسات فنية فقط عن الوضع البيئي ، إضافة  لأمكانية التعاون بين الوزارة وبعض الإعلاميين لتوفير بعض الدراسات غير الرسمية حول أبعاد الحرب   وتأثيراتها على حقوق البشر، وتأثيرها على الموارد الطبيعية ، كما أنه يمكن الاستعانة بالتقارير السابقة، والتى تُشير إلى تأثيرات الحرب فى  نقص المياه أو طاقة او غذاء، أوكافة أشكال الاحتياجات الأساسية على البيئة وحياة الأنسان ، ويتم ربطها بالمعاهدات الدولية.
 
صندوق الاضرار والخسائر المناخى لن يدعم غزة
حول إمكانية صرف تعويضات لفلسطين من صندوق تعويض الخسائر والأضرار المناخى، قالت فؤاد:" إن الصندوق يتم الصرف منه للكوارث الطبيعية من سيول وزلازل، لكن ما يحدث في غزة حرب إبادة ودمار متعمد، مشيرة الى أن القضية الفلسطينية وعلاقتها بالبيئة من القضايا الدولية المهمة، التي تم ادرجها على أجندة مجلس وزراء البيئة العرب، والتي تتضمن موضوعين مهمين وهما القضية الفلسطينية وعلاقتها بالتدهور البيئي وتأثيرها على الموارد الطبيعية، وحق الفلسطينيين في الحصول على الاحتياجات الأساسية من الموارد الطبيعية.
 
وكشفت وزيرة البيئة الستار عن المناقشات التي دارت على مدار أسبوع قائلة:" الاجتماعات كان مقررا لها مناقشة قضايا تغير المناخ، التنوع البيولوجي والتلوث البلاستيكي، مع التجاهل التام للكوارث البيئية التي تخلفها الحروب في غزة والسودان وأوكرانيا، وهو الامر الذى يعكس ازدواجية المعاييرعند تناول قضايا البيئة، و ليس من المعقول مناقشة تصدير أو منع تصدير البلاستيك لو كان داخل في تصنيعه بوليمرات، في الوقت الذي تتم فيه إبادة شعب.
 
 
نسرين التميمى : تدمير البيئة الفلسطينية بكل عناصرها
أعلنت وزيرة البيئة الفلسطينية نسرين التميمى،  أن فلسطين تواجه تحديات تدمير البيئة الفلسطينية بكل عناصرها من خلال المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي الذى استضافته المملكة العربية السعودية خلال شهر أكتوبر الماضى 2023 ، أن قطاع غزة يتعرض لكارثة بيئية وصحية ستمتد آثارها إلى كل دول المنطقة، من خلال آلة الحرب الإسرائيلية التي تشن حرب شعواء على قطاع غزة تستهدف كل كافة مقومات الحياة.
 
ولم تتوقف وزيرة البيئة الفلسطينية عن محاولتها في طلب لجنة لتقييم الوضع البيئي في فلسطين من قبل الأمم المتحدة للبيئة على هامش فعاليات الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التي عقدت في نيروبي بدولة كينيا، حيث تقدمت بطلب رسمي للمديرة التنفيذية للبرنامج الأممي إنجر أندرسن، بحضور السفير الفلسطيني في كينيا حازم شبات، ومدير عام المشاريع والعلاقات الدولية في سلطة جودة البيئة أحمد أبو ظاهر.
 
واعتبرت التميمي هذه الاستجابة خطوة هامة لإعداد التقرير الأولي ، باعتباره مقدمة لدراسة أعمق للتأثيرات البيئية للحرب ، بعد دخول الطواقم الفنية للقطاع، ولتسليط الضوء على الحاجة الملحة لحماية البيئة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا قطاع غزة.
 
تقارير دولية ترصد تدهور الموارد الطبيعية بفلسطين
الاعتداءات الإسرائيلية تهدد البيئة الفلسطينية في جميع جوانب الحياة، وتعمل على إحداث تغييرات جوهرية في المصادر الطبيعية الفلسطينية، الامر الذى يلحق ضرراً فادحاً وعاجلاً بالخريطة البيئية الفلسطينية، وعلى عكس الإيقاع البطيء للتدهور البيئي في العالم، فإن النظام البيئي الفلسطيني يتدهور بمعدلات قياسية.
رصدت أحد التقارير التي تم مناقشتها في جنيف، حول أثر الاحتلال على البيئة والموارد الطبيعية، إن سياسة إسرائيل المسؤولة عن الاستيلاء على الموارد الطبيعية الفلسطينية وإهمال البيئة في فلسطين، وسلبهم مواردهم  الحيوية، وتدهور إمدادات المياه الخاصة بهم، واستغلال مواردهم الطبيعية وتشويه بيئتهم، وأن نهج إسرائيل تجاه الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة استخدامها وكأنها ملكا لها، وأنه أصبح الماء رمزا قويا للانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث انه مع انهيار الموارد الطبيعية لمياه الشرب في غزة وعدم قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مواردهم الخاصة في الضفة الغربية هو انتهاك صريح لحقهم في الحياة.
 
المياه الملوثة
اعتبارا من عام 2017 أصبح هناك أكثر من 96% من المياه الجوفية الساحلية في غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي، بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي ومياه البحر، والحروب غير المتكافئة شلت البنية الأساسية في غزة بشح شبه مستمر للكهرباء، إضافة إلى ان الثروة الطبيعية والمعدنية من البحر الميت، يتم استغلالها  من قبل إسرائيل ويتم حرمان الفلسطينيين منها، معربا عن قلقه بإلقاء إسرائيل المواد الخطرة في مناطق بالضفة الغربية.
 
المواد الخطرة 
وأكدت دراسة مركز المعلومات الوطنى الفلسطيني " وفا" تحت عنوان " الاحتلال الإسرائيلي والتدهور البيئي في فلسطين" كما أن إسرائيل تستخدم مواد خطرة محظورة دوليا مثل الفسفور الأبيض الذي اعتاد الجيش الإسرائيلي استخدامه في المناطق المأهولة بالسكان، وهو أحد المواد المحرمة دوليا في الحروب وفقا للمادة الثالثة من اتفاقية لاهاي، الأمر الذى يعرض المدنيين للمخاطر البيولوجية، وأن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحماية البيئة، كما انه يساهم بشكل كبير في انتشار تلوث الهواء من خلال استخدامهم أسلحة الدمار الشامل، التي يتم تحريمها دوليا، حيث يستخدمون الأسلحة الكيميائية والمشعة والفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وهو الأمر الذى يترتب عليه تسرب المواد الخطرة، والملوثات العضوية الخطرة  إلى التربة والمياه والهواء.
 
المياه الفلسطينية جزء من الاستراتيجية الاسرائيلية
منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، أصدرت سلطات الاحتلال العسكري مجموعة من الأوامر العسكرية، تم بموجبها فرض سيطرتها الكاملة على المياه الفلسطينية، ومنعت الفلسطينيين من حرية التصرف في مواردهم المائية، حيث أن المياه تحتل موقعاً هاماً من الاستراتيجية الإسرائيلية، اتضح من خلال قادتهم والتي تحدث عنها  ثيودور هرتزل  في كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج" ، الذى أصدره أعقاب مؤتمر بازل عام 1897، وحاييم وايزمان في رسالته لرئيس وزراء بريطانيا 9/2/1919، وبن جوريون عام 1941 وعام 1955، ومناحيم بيجن عام 1987. 
 
اتفاقية "أوسلو" أعطت الاتفاقية السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية 127.4 مليون متر3 أي ما نسبته 18.7% من مجموع كميات المياه التي قدرتها الاتفاقية بـ 679 مليون متر3، بينما تذهب 552 مليون متر مكعب إلى إسرائيل، وفي قطاع غزة تستخدم إسرائيل كميات كبيرة من مياهه، فيما هو يعاني أصلاً من نقصان مياه الخزان الجوفي، وبشكل عام، تسيطر إسرائيل على 86.5% من المياه الفلسطينية في الوقت الذي منعت فيه إسرائيل المواطنين الفلسطينيين من حفر الآبار لاستخراج المياه للأغراض المختلفة قامت بحفر أكثر من 300 بئر بالقرب من الخط الأخضر لاستنزاف مياه الحوض الغربي، كما قامت بحفر 51 بئراً في مستوطناتها في الضفة الغربية، وتم هدم 78 بئراً كاملة مع ملحقاتها، و150 بركة ماء مع ملحقاتها، كما دمير 43000 متر طولي من خطوط المياه، كما تم جريف 2500 دونم من شبكات الري.
 
التلوث بالمواد المشعة
تقوم إسرائيل بتطوير أسلحتها وذخائرها باستخدام مادة اليورانيوم وقد أجرت العديد من التجارب النووية في خليج العقبة، وهذا أدى إلى إحداث نشاط إشعاعي خطير في الدول العربية المجاورة لإسرائيل، كما تقوم بتجربة الذخائر المحتوية على اليورانيوم المستنفذ على المواطنين الفلسطينيين ولمدة 32 يوماً بمعدل قصف يومي 12 ساعة في اليوم. 
 
(36) النفايات الصلبة
لعبت إسرائيل ومستوطناتها في الأراضي الفلسطينية دوراً كبيراً في تلويث البيئة الفلسطينية بالنفايات الصلبة بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث تلقى نفاياتها الصلبة الناتجة عن استخدامات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية، حيث استخدمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية طوال سنوات احتلالها كملجأ للتخلص من نفاياتها الخطرة، واستخدمت في ذلك أكثر من 50 موقعاً الأمر الذي يعرض الأراضي الفلسطينية لأخطار هذه النفايات بشكل مباشر وغير مباشر.
  
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة