مرئيًا من أقصى شرق آسيا وأستراليا والأمريكتين وأوروبا الغربية وأفريقيا.. ولن يرى فى مصر ومعظم الوطن العربى
يكون هواة الفلك والظواهر الفلكية على موعد غدا الاثنين، مع أول خسوف قمرى في عام 2024 ، وهو من النوع "شبه ظلي" ، ولن يرى في مصر والمنطقة العربية، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1445.
وهذا الخسوف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها جزء كبير من قارة أوروبا، شمال/ شرق قارة آسيا، جزء كبير من استراليا، أمريكا الشمالية والجنوبية، جزء كبير من قارة أفريقيا، المحيط الأطلسي المحيط الهادي، والقارتين القطبية الشمالية والجنوبية.
وعن تفاصيل هذا الخسوف، قال الدكتور ياسر عبد الهادى أستاذ أبحاث الشمس ورئيس قسم معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية ، إن الكرة الأرضية تشهد يوم غدا الاثنين، في الساعة السادسة و53 دقيقة و11 ثانية صباحا أول خسوف للقمر في عام 2024 وهو من النوع "شبه ظلي"، لكنه لن يُرَ في مصر والمنطقة العربية.
وأشار الدكتور ياسر عبد الهادى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا الخسوف يتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1445، موضحا أنه في هذا الخسوف سيغطي شبه ظل الأرض 6ر95% تقريبا من قرص القمر، وستكون ذروته في الساعة التاسعة و13 دقيقة و59 ثانية صباحا، وينتهي في الساعة 11 و32 دقيقة و18 ثانية صباحا، حيث تستغرق جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و39 دقيقة تقريبا.
وأكد أن هذا الخسوف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها جزء كبير من قارة أوروبا، وشمال/شرق قارة آسيا، وجزء كبير من أستراليا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وجزء كبير من قارة إفريقيا، والمحيط الأطلسي -المحيط الهادي، والقارتين القطبية الشمالية والجنوبية.
ونوه إلى أن خسوف القمر شبه ظلي يحدث عندما يمر القمر عبر شبه ظل الأرض، حيث يصبح القمر أغمق قليلا فقط ولا يظلم تماما أو يميل لونه إلى الإحمرار مثل الخسوف الكلي.
من جانبه، قال أستاذ الفلك بالمعهد، الدكتور أشرف تادرس، إن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر ليسقط ظل الأرض على القمر.
وأضاف أنه تأكيدا لذلك فإن (بدر شهر رمضان) سيكتمل في ذات اليوم /الإثنين المقبل/ في الساعة التاسعة ودقيقة واحدة صباحا وتبلغ نسبة لمعانه 100%، ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأشار إلى أن بدر رمضان سيبدأ في التناقص تدريجيا بعد ذلك إلى أن يصل تربيعه الآخر يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل المقبل في الساعة الخامسة و16 دقيقة صباحا.
وأوضح أن للقمر 3 أوجه يمر بها بعد ميلاد الهلال وهي "التربيع الأول وفيه تكون نسبة الجزء المضاء من القمر 50%، وهو ما يعني وصول الشهر الهجري لنهاية أسبوعه الأول، ثم يكتمل القمر بدرا في منتصف الشهر الهجري، والتربيع الأخير وفيه يتناقص البدر تدريجيا ليشغل الجزء المضاء منه نصفه فقط".
ونوه الى أن بدر شهر مارس يُعرَف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء أشهرها "القمر الدودي" حيث يكثر ظهور ديدان الأرض في هذا الوقت من العام، مؤكدا أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وفى نفس السياق كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن الكرة الأرضية على موعد مع خسوف شبة ظل "عميق" للقمر يوم غدا الاثنين 15 رمضان 1445 الموافق 25 مارس 2024 سيستمر 4 ساعات و 39 دقيقة حيث سيكون حوالي 96٪ من قرص القمر داخل شبة ظل الأرض عند الذروة العظمى للخسوف وسيكون مرئيًا من أقصى شرق آسيا وأستراليا والأمريكتين وأوروبا الغربية وأفريقيا وقد كانت آخر مرة يحدث فيها خسوف بهذا العمق في مايو 2023.
وأشار التقرير إلى أن هذا الخسوف غير مشاهد في معظم الوطن العربي باستثناء بلدان المغربي العربي تشمل الجزائر وتونس والمغرب و موريتانيا وغرب ليبيا حيث سيحدث الخسوف بالتزامن مع توقيت غروبه في تلك المناطق).
وتابعت: خسوف شبة الظل يحدث عندما يمر القمر عبر منطقة خارجية من ظل الأرض تسمى شبه الظل وعادة في هذا النوع من الخسوف تخفت إضاءة القمر ولكن بالكاد يمكن ملاحظة أي تغيير عند رصده بالعين المجردة ولكن هذا الخسوف يتمتع بخصائص تجعله استثنائياً حيث سيمر القمر بأكمله تقريباً داخل ظل شبه الأرض وبالتالي سيكون انخفاض إضاءة القمر أكثر وضوحا من المعتاد وتسمى مثل هذه الحالات خسوف شبه ظل كامل والسبب في ندرته لأن الفرصة لدخول القمر إلى ظل الأرض في نقطة ما تكون عالية جداً بمجرد مروره بالكامل داخل شبة ظل القمر.
وخلال هذا الخسوف سيكون القمر قد تجاوز نقطة الأوج بيوم واحد فقط، مما يجعل حجمه الظاهري صغيرًا جدًا. وعد الذروة العظمى للخسوف سيكون قطره الظاهري أصغر بنسبة 6.1% من المتوسط.
إن مراحل الخسوف ستكون في نفس الوقت في كافة المناطق التي ستشهد هذا الخسوف حيث سيبدأ الخسوف بدخول القمر إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 07:53 ص بتوقيت مكة (04:53 ص بتوقيت جرينتش) وفي هذه المرحلة لن يشاهد أي تغيير في إضاءة قرص القمر حيث سيبدو كالمعتاد في مثل هذا الوقت من الشهر القمري.
بالتزامن مع ذلك سيصل قمر رمضان لحظة الاكتمال عند الساعة 10:00 ص بتوقيت مكة (07:00 ص بتوقيت غرينتش) ويكون أكمل نصف مدارة حول الأرض هذا الشهر، وسيتبع ذلك وصول الخسوف إلى ذروته العظمى عند الساعة 10:12 ص بتوقيت مكة (07:12 ص بتوقيت غرينتش) وسيكون هذا أفضل وقت لرصد خفوت إضاءة قرص القمر ورؤية وعتمه واضحة في القمر نظراً لاقترابه إلى حدود 5% من ظل الأرض في ذلك الوقت.
والخسوف سوف ينتهي بخروج القمر من منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 12:32 ظهراً بتوقيت مكة (09:32 ص بتوقيت غرينتش)، بعكس كسوف الشمس يمكن رصد خسوف القمر بالعين المجردة ويفضل استخدام منظار أو تلسكوب صغير لرؤية التفاصيل عن سطح القمر وكذلك تصوير الخسوف في مراحل مختلفة حيث يمكن للكاميرا الرقمية مثبتة على حامل ثلاثي التقاط أدق التفاصيل أو بعدسة الكاميرا للهاتف الذكي فوق العدسة العينية وتحتوي بعض أحدث الهواتف على أوضاع تصوير مناسبة لسماء الليل لذا يمكن محاولة استخدامها بدلاً من الكاميرا الرقمية لكن لا يزال الحامل ثلاثي ضرورياً.
يعود السبب لعدم حدوث الخسوف شهرياً إلى أن مدار القمر حول الأرض مائل بحوالي 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس، ما يعني بأن القمر يقضي معظم الوقت إما أعلى أو أسفل مستوى مدار الأرض حول الشمس حيث ظل الأرض يكون على نفس المستوى لذلك لا يحدث خسوف شهرياً.
جدير بالذكر، أنه بعد أسبوعين من خسوف شبة الظل للقمر سيحدث كسوف كلي للشمس في الثامن من أبريل غير مشاهد في سماء الوطن العربي.