خلافات في إسرائيل بسبب قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب على غزة.. نتنياهو يصطدم بالولايات المتحدة الأمريكية و"يختار الأزمة معها".. واشنطن تفسر لـ"تل أبيب" عدم استخدام الفيتو.. والمجتمع الدولي يرحب بالمشروع

الإثنين، 25 مارس 2024 08:40 م
خلافات في إسرائيل بسبب قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب على غزة.. نتنياهو يصطدم بالولايات المتحدة الأمريكية و"يختار الأزمة معها".. واشنطن تفسر لـ"تل أبيب" عدم استخدام الفيتو.. والمجتمع الدولي يرحب بالمشروع مجلس الامن
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشب خلاف جديد في الأوساط الإسرائيلية، وتباينت المواقف مع الإدارة الأمريكية، بعد أن اعتمد مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف، بما يؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وذلك بتأييد 14 عضواً وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت واستخدام حق النقض "الفيتو"، وقدمت مشروع القرار الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس، ومنها الجزائر العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن.

وفي أول رد فعل على القرار، قال ديوان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، إن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن، إثر امتناع أمريكا عن التصويت على القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، ووصف الديوان ما حدث بأنه "تراجع واضح عن موقف الولايات المتحدة المتسق في مجلس الأمن منذ بدء الحرب". 

واشنطن تعبر عن خيبة آمالها
 

بدوره قال البيت الأبيض، إن قرار الحكومة الإسرائيلية عدم إرسال وفد لواشنطن لتبادل الآراء بشأن عملية في رفح "مخيب للآمال"، في حين قال البنتاجون، إن اجتماع وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء لا يزال قائما، وإن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي  منفصلة عن زيارة الوفد الإسرائيلي إلى البيت الأبيض.

كما قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن الامتناع الأمريكي عن التصويت على قرار مجلس الأمن "لا يمثل تحولا في سياستنا"، موضحا "لم نصوت لصالح القرار، واكتفينا بالامتناع عن التصويت، لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس".
وأضاف كيربي "إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن، بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر بالتواصل معهم لإيصال آرائنا".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قال إن وقف الحرب في غزة قد يقرّب حربا على الجبهة الشمالية، وذلك تعليقا على تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف جالانت: "ليس هناك حق أخلاقي لأحد لوقف الحرب دون تحرير المختطفين".


فيما قال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس: "ليس من الصواب أن يسافر الوفد فحسب، بل سيكون من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة، ويعقد حواراً مباشراً مع الرئيس بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة.


وأضاف على موقع إكس: "يصدق هذا بشكل روتيني، وهو صحيح بكل تأكيد الآن، حيث أصبح حجم الدعم الأميركي لإسرائيل بالغ الأهمية."

وزراء إسرائيليون يرفضون قرار مجلس الأمن
 

فيما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إن قرار مجلس الأمن "يثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية، وأمينها العام معادٍ للسامية، ويشجع حماس".

وأضاف بن غفير أن "عدم استخدام بايدن للفيتو يثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية"، مضيفا: "علينا زيادة التصعيد ومواصلة القتال بكل قوتنا وبأي ثمن لهزيمة حماس بعد القرار الدولي الأخير".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن توقف القتال، "وسنقضي على حركة حماس، وسنقاتل حتى عودة آخر المختطفين".

فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن "عدم استخدام واشنطن الفيتو يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة المختطفين".
وأضاف سموتريتش: "لن نتوقف حتى يتم القضاء التام على حماس وإعادة المختطفين، وعلى قادة إسرائيل التعالي على الخلافات".

في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي أن واشنطن منزعجة من الرد الإسرائيلي، وأنه "لا تغيير" في السياسة الأمريكية تجاه تل أبيب، لافتا إلى أن الرئيس جو بايدن "لا يخطط" للاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاليا.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن الخلافات الإسرائيلية هي السبب المحتمل لقرار نتنياهو إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، وأن واشنطن ستبحث عن فرصة أخرى للتحدث مع الوفد الإسرائيلي بعد إلغاء تلك الزيارة.

رد وسائل الإعلام الإسرائيلية على قرار مجلس الأمن
 

أما وسائل إعلام إسرائيلية، فقالت إن هناك توقعات بإعلان الوزير الإسرائيلي غدعون ساعر استقالته مساء اليوم.


وسبق أن هدد الوزير ساعر بالانسحاب من الحكومة إذا لم ينضم إلى مجلس الحرب، متهما الحكومة بعدم امتلاك خطة واضحة لتدمير قدرات (حماس) في قطاع غزة.


ونقل موقع والا الإسرائيلي عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "اختار خلق الأزمة مع واشنطن لأسباب سياسية داخلية".
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن إلغاء نتنياهو زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن "يفاقم الوضع ويعرضنا لمزيد من المشاكل".

وتعليقا على قرار مجلس الأمن الدولي، وإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، قالت الخارجية الأمريكية، إنه أمر مستغرب ومؤسف.
وأضافت: "اخترنا الامتناع عن التصويت على القرار، لأنه فقط لا يدين عملية حماس في 7 أكتوبر، و"عدم استخدامنا الفيتو ضد قرار مجلس الأمن، لأنه يتماشى مع موقفنا".

من جانبه قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "الخلاف مع واشنطن ضار وغير ضروري وكان من الممكن تجنبه، وتصرف نتنياهو اللامسؤول في تصعيد الأزمة مع واشنطن هو لكسب نقاط في الانتخابات وصرف النظر عن قانون التجنيد"، مضيفا: "الأزمة التي يقودها نتنياهو مع واشنطن سيئة لإسرائيل".


أما رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، قال إن قرار مجلس الأمن "يعكس أزمة عميقة مع واشنطن والمطلوب اتخاذ قرارات صعبة"، مشيرا إلى أن "إجراء انتخابات فورا هو ما سيخرج إسرائيل من أزمتها العميقة".


من جهتها، قالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني إن "وجود صدع مع واشنطن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماس ونتنياهو يقودنا لذلك".

ترحيب عربي ودولي بقرار مجلس الأمن
 

ورحب المجتمع الدولي والعربي بالقرار، وفي مقدمته مصر حيث وصفت الخارجية المصرية القرار بـ"خطوة أولى هامة وضرورية لوقف نزيف الدماء ووضع لحد لسقوط الضحايا المدنيين"، وأكدت أنها ستواصل جهودها الحثيثة بهدف وقف الحرب وإنهاء الأزمة.


فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، اليوم الإثنين، بتنفيذ أول قرار يصدره مجلس الأمن الدولي ويطالب به بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.


وكتب جوتيريش على منصة اكس "ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمرًا لا يغتفر".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة