عززت الرئيس الأمريكى جو بايدن، خزينة حملته الانتخابية بأكثر من 25 مليون دولار من التبرعات جمعها خلال فعالية فى نيويورك مساء الخميس، والتى شارك فيها الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، فيما وصفته حملته الانتخابية بجمع التبرعات الأكثر نجاحا فى التاريخ الأمريكى، ليواصل تفوقه المالى على خصمه الجمهورى المفترض فى سباق الانتخابات الرئيس السابق دونالد ترامب.
وحضر أكثر من 5 آلاف شخص الفعالية التى أقيمت فى قاعدة راديو سيتى الموسيقية، وفقا لحملة بايدن، ودفع الضيوف ما بين 225 دولارا إلى 500 ألف دولار. وجاءت الدفعة القوية فى الوقت الذى سعى فيه الرئيس وحلفاؤه إلى إبراز تفوق بايدن المالى المتزايد فى السباق ضد الرئيس السابق دونالد ترامب على أنه إشارة أوسع على القوة والزخم.
وحصل أكبر المانحين فى هذه الفعالية على امتيازات مثل صورة مع الرؤساء الثلاثة، وكانت المصورة الأسطورية آنى ليبوفيتز جاهزة لالتقاط صور للمتبرعين مع بايدن وكلينتون وأوباما.
وتم استقبال الرؤساء الثلاثة بحفاوة بالغة، واتجه كلينتون وأوباما نحو بايدن لغمره بالثناء قبل أن يجلسا.
وقال بايدن فى نهاية الحدث: "بالمناسبة دارك براندون شخصية حقيقية". وقد ارتدى الرؤساء الثلاثة نظارات سوداء فى إشارة إلى شخصية بايدن الأفاتار التى أصبحت منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعى.
وفى حين لم تحدد حملة بايدن كيف حكمت أن مبلغ 25 مليون دولار كان أكبر حملة لجمع التبرعات فى التاريخ، فقد وصف قطب هوليود جيفرى كاتزنبرج، الرئيس المشارك فى الحملة، الفعالية بانها انعكاس حقيقى للزخم وراء مساعى بايدن لإعادة انتخابه.
وقال كاتزنبرج فى بيان، إن الجمع التاريخى للأموال هو تعبير عن الحماس القوى للرئيس بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس واختبار لماكينة جمع التبرعات غير المسبوقة التى طوروها.
وكانت حملة إعادة انتخاب جو بايدن زادت من تفوقها فى جمع التبرعات فى شهر فبراير، وأعلنت الأسبوع الماضى حصلت على 21 مليون دولار فى فبراير، وفقا لتقرير تقدمت به للجنة الانتخابات الفيدرالية، لتنهى الشهر ومعها 71 مليون دولار نقدا، وهو ما يجعل إجمالى الأموال التى جمعتها حملة بايدن واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى 97.5 مليون دولار نقدا بنهاية فبراير، أكثر من ضعف المبلغ البالغ 44.8 مليون دولار الموجود فى البنك بين حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهورى. ولا تشمل تلك المبالغ لجان جمع التبرعات المشتركة لأى من الجانبين.
وعلقت مجلة بولتيكو على هذا الأمر، وقالت أنه فى حين يتخلف بايدن عن ترامب فى استطلاعات الرأى المبكرة للانتخابات العامة، فإن تقدمه فى جمع التبرعات يعد ميزة. فقد تراجعت التبرعات التى جمعها ترامب فى هذه المفترة مقارنة بما كانت عليه فى انتخابات 2020، ووجه الملايين من الدولارات إلى لجنة عمل سياسى قيادية تساعد فى تغطية نفقاته القانونية. فى حين أعلنت حملة بايدن أنها أنفقت فقط 122 ألف دولار على الخدمات القانونية.
وتشير المجلة إلى أن هذا التفاوت المالى يعد جزءا أساسيا من استراتيجية بايدن لإغراق ترامب فى إنفاق إعلانى مبكر ومكثف، والذى بدأ بالفعل هذا الربيع بـ 30 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية والرقمية. ورغم ذلك، فإن جمع بايدن للتبرعات يظل متراجعا عن ترامب خلال نفس الفترة من عام 2020.
وبينما تفاخر بايدن بأموال المتبرعين الصغار التى جمعها خلال حفل لجمع التبرعات فى دالاس ليل الأربعاء، سخر الرئيس الأمريكة من الوضع المالى لخصمه، وقال بايدن: "أنا آسف يا دونالد لأننى لا أستطيع مساعدتك".
فى المقابل، يعانى ترامب من غرامات قانونية هائلة تكلفه الكثير. فى وقت سابق هذا الأسبوع، خفضت محكمة استئناف فى نيويورك الغرامة المفروضة على الرئيس السابق فى قضية الاحتيال المدنى من نحو نصف مليار دولار إلى 175 مليونا، فى خطوة تمنح طوق نجاة من احتمال مصادرة ممتلكاته أو حساباته البنكية. حيث كانت الغرامة الاصلية 454 مليون دولار، ناهيك عن احتساب فائدة يومية بـ 100 ألف دولار. كما دفع ترامب أيضا خلال الأسابيع الماضية أكثر من 83 مليون دولار فى الحكم الصادر ضده بقضية التشهير بكاتبة اتهمته باغتصابها.