مأساة إنسانية خلفتها حرب امتدت لعام كامل فى السودان، ترويها الأرقام المفزعة التى تظهر بين الحين والآخر من المنظمات الدولية، وقالت سفيرة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أن «18 مليون سودانى يواجهون الجوع الحاد، وخطر المجاعة يلوح فى الأفق».
وأضافت أنه بالرغم من ذلك، لم يتم تلبية سوى جزء ضئيل من النداء الإنسانى للأمم المتحدة من أجل السودان. هذا الوضع غير مقبول.
وتابعت: الولايات المتحدة هى أكبر دولة مانحة منفردة، والآن يتعين على الدول الأخرى زيادة دعمها غرينفيلد: منذ ما يقرب من عام منذ اندلاع الحرب الأهلية فى السودان، تدهور الوضع الإنسانى ليصبح أكثر من كارثى.
وشددت المبعوث الأمريكى الخاص إلى السودان توم بيرييلو، فى جلسة لمجلس الأمن الدولى أمس، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضمان تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية وتوزيعها على من هم فى أمس الحاجة إليها.
وأردفت جرينفيلد: أُقدّر جهود المبعوث الأمريكى الخاص إلى السودان توم بيرييلو، وممتنة بشدّة لقيادته فى دفع جهودنا لإنهاء الأعمال العدائية فى السودان، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ودعم السودانيين فى سعيهم نحو تحقيق العدالة والديمقراطية.
كما نبهت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائى تدعمها الأمم المتحدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "لمنع انتشار الموت على نطاق واسع والانهيار الكامل لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية فى السودان".
وكان من المقرر أن يصدر التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى تحديثاً لتحليله فى ديسمبر الذى خلص إلى أن ما يقرب من 5 ملايين شخص كانوا على شفا مجاعة كارثية. لكن لم يتسن ذلك بسبب الحرب.
وبدلا من ذلك، قال التصنيف المرحلى إنه راجع أحدث الأدلة المتاحة ونشر التحذير "للتعبير عن قلقه الكبير" بشأن تدهور الوضع والضغط من أجل اتخاذ إجراءات فورية "لمنع المجاعة".
وورد فى تقرير التصنيف المرحلى أنه «من دون وقف فورى للأعمال القتالية، ونشر كبير للمساعدات الإنسانية... فإن سكان ولايتى الخرطوم والجزيرة ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، مهددون بالوصول إلى أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائى الحاد، وسوء التغذية خلال موسم الجفاف المقبل الذى يبدأ فى أبريل - مايو (أيار) 2024».
من جانبها أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا صحفيا حول احتجاز المليشيا عددا من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونسيف كانت فى طريقها للفاشر للمساهمة فى احتواء الأزمة الغذائية والصحية فى معسكرات النازحين، خاصة انتشار حالات سوء التغذية وسط الأطفال.
وبحسب البيان الذى نشرته وكالة الأنباء السودانية سونا، امتدادا للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التى ترتكبها المليشيا الإرهابية فى أنحاء مختلفة من البلاد، إحتجزت المليشيا عددا من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونسيف كانت فى طريقها للفاشر للمساهمة فى احتواء الأزمة الغذائية والصحية فى معسكرات النازحين، خاصة انتشار حالات سوء التغذية وسط الأطفال.
فى نفس الوقت شرعت المليشيا الإرهابية فى تنفيذ تهديداتها المعلنة بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة - مليط - الفاشر، حيث حشدت أعدادا من مرتزقتها بالقرب من مليط لقطع الطريق على قوافل المساعدات الإنسانية والاستيلاء على تلك المساعدات. وتزامنا مع بدء شهر رمضان المعظم، صعدت المليشيا اعتداءاتها على القرى الآمنة فى ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان.
وتتفاقم الحرب الأوضاع المالية جنوب السودان، فقد أكد وزير المالية فى جنوب السودان أن إيرادات البلاد من مبيعات النفط الخام تضاءلت لأن الحرب فى السودان أدت إلى تعطل خط أنابيب يصل إلى ميناء هناك مما ساهم فى تأخر صرف رواتب موظفى الحكومة.
وكان جنوب السودان يضخ نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام لتصديره عبر السودان ويدفع له رسوم عبور بموجب صيغة تم الاتفاق عليها عندما حصل جنوب السودان على استقلاله فى عام 2011 ومعه معظم إنتاج النفط الذى كان لدى السودان قبل الاستقلال.
وقال 3 مسؤولين سودانيين لرويترز فى وقت سابق من الأسبوع أن خط الأنابيب الرئيسى من جنوب السودان يشهد توقفات عن العمل منذ الشهر الماضى بسبب مشاكل مرتبطة بالحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة