خلال الحلقة 20 مسلسل الحشاشين، طلب برزك آميد من الشاب " يحيى" أن يكون بصاص على رفقائه ورفع تقرير مفصل له، فما هو تاريخ البصاصين وفقًا لرواية "الزينى بركات" للروائى الكبير جمال الغيطانى.
ورواية "الزينى بركات" أحد أهم الروايات البارزة فى الروايات العربية، التى صدرت عام 1974، وجسدت تجربة معاناة القهر البوليسى فى مصر، حيث كانت تدور حول شخصية تدعى "الزيني" والذى كان يعمل كبيرًا للبصاصين، أى رئيسا للمخبرين، فى عهد السلطان الغورى أوائل القرن العاشر الهجرى، وهى فترة كان الشعب يعانى فيها من سطوة السلطان وصراع الأمراء واحتكار التجار وعيون البصاصين، فكانت الرواية نموذجاّ من نماذج القهر والاستبداد التى تعرض له المصريين فى هذه الفترة.
وتحولت الرواية إلى مسلسل مصرى تاريخى من إخراج يحيى العلمى وبطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوى.
كشف الكاتب الكبير جمال الغيطاني، عن كواليس كتابة أشهر رواياته "الزيني بركات"، والتي تعد استعارة لعهد عبدالناصر وتتحدث عن دسائس المخابرات وتدور أحداثها في القرن السادس عشر.
وقال الغيطاني في حوار نادر له، نشر في إحدى المجلات عام 1992: "عندما بدأت التفكير في هذه الرواية لفتت نظري في كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" لابن إياس، شخصية حقيقية موجودة في الكتاب وهو الزيني بركات بن موسى محتسب القاهرة، الذي كان من كبار موظفي الدولة، ويذكر ابن إياس في آخر صفحات كتابه قبل وفاته، إن الزيني بركات ما زال نجمه في طلوع وسعده في سُطُوع، ولك أن تتخيل غرابة هذا الأمر إذا علمت أن الدولة كانت قد تغيرت تمامًا من الدولة المملوكية التي كانت سلطنة مستقلة إلى دولة ما بعد الهزيمة، حين أصبحت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية، وكانت الشخصية مهمة جدًا في الدولة المملوكية وأصبح في الوضع الجديد شخصية مهمة أيضًا وفي نفس المنصب، إذن لقد وجدت نفسي أمام شخصية انتهازية من طراز فريد، وكنت ألاحظ آنذاك شخصية الانتهازي التي نمت في الستينيات، وهو انتهازي يختلف عن محجوب عبدالدائم الانتهازي التقليدي لنجيب محفوظ (في القاهرة الجديدة) في الستينيات ظهر نوع من الانتهازي الجديد، وكنت أراقب بالتحديد شخصية معينة في واقع الحياة الأدبية، كان يسعى إلى السلطة من خلال التقرب إليها وحتى الارتباط الشخصي بامرأة تمت بصلة إلى أحد الكبار".
وأضاف الغيطاني: وبدأت كتابة الرواية على هذا النمط، لكن فى الحقيقة بعد أن بدأت الكتابة فُوجئتُ بأنّ هنالك موضوعًا آخر يطرح نفسه من خلال العمل (الروائي)، وهو موضوع القهر الذي تمارسه السلطة على الفرد وهذا الموضوع عانيناه في الستينيات، وكان من سلبيات التجربة الاشتراكية في مصر في ذلك الوقت وأصبح هذا الموضوع سيد الموقف في الرواية، إلى درجة أنّني عايشتُ الزيني بركات في مخيلتي فترة طويلة قبل الكتابة، وعندما بدأت كتابة الرواية وجدت أنني لا أستطيع أن أواجهه، ولذلك تجد أن الزيني بركات في الرواية لا يظهر في مشهد مباشر إلا مرة واحدة فقط، وهي مرة سريعة عندما يلتقي بزكريا بن راضى فى المنزل.. ولكن كل ما نراه من الزيني بركات نراه من خلال الآخرين.. نرى ردود أفعاله، ولكن لا نعرف ما يفعل بالتحديد في تلك اللحظة، فتلك شخصية مركبة ومعقدة جدًا، أساسها في المواقع، لا يمت بصلة إلى ما انتهت إليه الرواية، إذن هناك دائمًا بذرة في الواقع".
بدأت الحلقة 19 من مسلسل الحشاشين بإثارة كبيرة بعدما تقابل أحمد عيد – زيد بن سيحون – بالشاب يحيى وحينما سألهما كريم عبد العزيز – حسن الصباح – حول ما إذا كانا تقابلا من قبل أم لا، ينكر يحيى معرفته به من قبل أو رؤيته فى وقت سابق وهو ما حصل من زيد بن سيحون أيضاً.
كما شهدت الحلقة 19 من مسلسل الحشاشين تمكن سارة الشامى من الذهاب خلسة من أجل مشاهدة يحيى حبيبها السابق، وذلك بمساعدة صديقة لها من الجوارى، وهو ما حصل بالفعل، إلا أن سوزان نجم الدين علمت فى نهاية الحلقة بما حصل، وبالتالى قد تقتلها هى الأخرى.
أيضاً وبخ أصدقاء يحيى الأخير، ووصفوه بالمتخاذل والجبان بعدما علموا بإنكاره معرفة قاتل أبيه، متهمين إياه بالتخاذل، إلا أنه رفض الرد عليهما.
فى حين شهدت الحلقة الـ 19 من مسلسل الحشاشين تلاعب حسن الصباح بالشاب يحيى أثناء الحلقة، وذلك بعدما علم أنه رأى فى حلم الجنة فتاة يعلمها، وهو ما جعله يخبر برزك أميد ألا يقتله ويستمر فى ممارسة لعبة جديدة بإتقان مع هذا الفتى، وبالفعل بات يحيى يحلم بكابوس يرى فيه نيران كثيفة ثم يخرج له حسن الصباح يطمئنه أنه ملاذه وسنده.
مسلسل الحشاشين من بطولة كريم عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب، نيقولا معوض، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، بسنت أبو باشا وعدد كبير من الفنانين، وضيوف الشرف، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى.