وعضوية مجلس الأمن وبريكس وقيادة الاتحاد الأفريقى
10 سنوات سِمان رسمت نهاية سابقتها من السنوات العجاف، فنجحت مصر بقيادتها الحكيمة فى عبور التحديات، ومواصلة مسيرة الصعود واستعادة دورها الريادى إقليميا وعالميا، وكان الفضل الأول لثورة 30 يونيو، ثم لانحياز المؤسسات الصلبة لإرادة الشعب، ومن بعدها استجابة المشير السيسى لمناشدات الملايين باضطلاعه بمسؤولية المرحلة الجديدة.
وخلال السنوات الماضية تخلصت مصر من رواسب حقبة الفوضى، واستعادت الأمن والاستقرار، وشقت مسارا طموحا للبناء والتنمية وترقية الاقتصاد. والحصيلة اليوم بينما يستعد الرئيس لأداء اليمين الدستورية لولايته الجديدة، أن مصر تقف على أرض صلبة، وتمسك بمؤشرات لامعة فى كل المجالات، وقد تجاوزت كل المصاعب والتحديات التى وضعت فى طريقها أو أنشأتها المصادفة والظروف الطارئة.
عادت مصر لحضورها القوى فى كل المحافل، كانت البداية من ترميم صورتها والتخلص من آثار حالة الدعاية والحشد التى استهدفتها، من خلال الإخوان وداعميها، واسترجاع مقعدها فى الاتحاد الأفريقى، ثم إجبار الجميع عمليا على الاعتراف بثورة 30 يونيو، وأنها خيار الإرادة الشعبية، وفى يناير 2016 فازت بعضوية مجلس الأمن لسنتين، انعكاسا لثقة المجتمع الدولى فى مسارها الجديد، وقدرتها على المساهمة الفعالة فى تحقيق أهداف المنظومة الأممية.
وفى العام نفسه، ركزت مصر على تحديات السلم والأمن الدوليين، وطرحت مبادرة لعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن والجامعة العربية، وحدث بالفعل فى القاهرة «مايو 2016»، وخلال فترة العضوية تولت رئاسة المجلس مرتين: مايو 2016 وأغسطس 2017، وساهمت بكثير من المناقشات والأفكار الخلاقة فى القضايا الدولية، وركزت على مكافحة الإرهاب، وطرحت مبادرة ومشروع قرار لمنع حصول الإرهابيين على الأسلحة.
وفى 2018 شاركت فى الجلسة العامة للأمم المتحدة حول مسألة التمثيل العادل فى مجلس الأمن وزيادة أعضائه، وامتد حضورها القوى بالمنظمة عبر المشاركة الجادة والفعالة فى أعمال الدورة السنوية بانتظام، لعرض مواقفها وتوجهات سياستها الخارجية، وحرص الرئيس السيسى منذ توليه المنصب عام 2014 على المشاركة الدورية، ليصبح أول رئيس مصرى يشارك فى 6 دورات متتالية، بل أكثر قادة مصر مشاركة منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
وحرص الرئيس فى مشاركاته على عقد عشرات القمم مع زعماء العالم، ناقش خلالها قضايا السلم والأمن الدوليين، وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وقضايا التنمية المستدامة، والتعليم ومكافحة الفقر، والصحة والتعاون فى مكافحة الأمراض، وصولا لقضايا المناخ، واستعراض مخاطر الإرهاب.
ودفع دور مصر الفعال عددا من البلدان والتجمعات لدعوتها لمحافلها النوعية، ومنها الحضور فى قمم مجموعة العشرين، انعكاسا لروابط الصداقة والتعاون الدولية، وتجسيدا لمكانة مصر فى منطقتها والعالم. وقد شاركت فى نسخة 2019 باليابان، بالتزامن مع رئاستها للاتحاد الأفريقى، وركزت خلالها على موضوعات تهم الدول النامية بوجه عام، والأفريقية خصوصا، وشدد الرئيس فى كلمته على ضرورة المساندة الفعالة للدول النامية فى سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى، وضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس للمناخ، وتمكين الدول النامية من الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتكررت التجربة فى نسخة 2023 بالهند.
وانطلاقا من حرص مصر على تعزيز التعاون مع تكتل بريكس، وتحويل الفرص لمشروعات واقعية، انضمت للتكتل مؤخرا، وبحسب مركز المعلومات فالخطوة تؤكد متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجانبين، ومكانة مصر بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما أن التقارب مع المجموعة يساعد فى ترويج الإصلاحات وفرص الاستثمار، ويرفع جاذبية السوق المحلية، ويُفيدها بأثر مستهدفات التكتل الساعية لخلق نظام عالمى مُحدَّث ويمنح مزيدا من الثقل للدول النامية والناشئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة