مع استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة المحاصر، وقعت عضوة مجلس النواب الأمريكي ورئيسته السابقة نانسي بيلوسي على رسالة موجهة من عشرات الديمقراطيين في الكونجرس إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
ودعا النواب الديمقراطيون في رسالتهم، إدارة بايدن إلى إجراء تحقيق خاص بها في غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة موظفين من مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية.
ووقعت بيلوسي و 36 عضوا ديمقراطيا على الرسالة، حيث أظهر دعم بيلوسي لوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل أن هذا هو الموقف السائد بشكل كبير داخل الحزب، وتعتبر نانسي حليفة رئيسية لبايدن ولإسرائيل، ومن الأعضاء المخضرمين في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها المعنونة "تحذير بايدن لإسرائيل بشأن غزة: متأخر وأقل من المطلوب"، على موقف الإدارة الأمريكية من الحرب الغشيمة المستمرة منذ ستة أشهر فى قطاع غزة، وقالت إن الرئيس الأمريكى جو بايدن عليه الضغط أكثر على إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الحرب الكارثية وصلت لنقطة غليان بعد قتل قوات الدفاع الإسرائيلية لسبعة من عمال الإغاثة الأجانب وسائقهم الفلسطيني مما ساهم في دفع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاء أوروبيين آخرين إلى رسم الخط الذي كان ينبغي عليهم وضعه منذ فترة طويلة. ودعا جو بايدن الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار وأخبر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال أن الدعم المستقبلي سيعتمد على اتخاذ إسرائيل خطوات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة.
واعتبرت الافتتاحية أن هذه التحذيرات جاءت متأخرة للغاية بالنسبة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال. لكنهم يستطيعون الآن حماية الآخرين من الهجوم المستمر، والهجوم البري التهديدي في رفح، والمجاعة التي بدأت تتفاقم: تقول منظمة أوكسفام إن الناس في الشمال يستهلكون في المتوسط 245 سعرة حرارية فقط في اليوم. وفي مواجهة احتمال فرض عقوبات أو وقف صفقات الأسلحة، وافقت حكومة نتنياهو الحربية على فتح معبر إيريز والاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل. ولكن كما قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، فإن "الاختبار الحقيقي هو النتائج". وتريد حكومة الولايات المتحدة رؤيتها في غضون أيام.
وأضافت الافتتاحية أنه يجب أن يقابل زيادة كبيرة في حجم المساعدات انخفاض كبير في عدد الضحايا.
وقالت: لم يسلط مقتل طاقم المطبخ المركزي العالمي الضوء على الوضع الكارثي في غزة فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب. ورغم طرد اثنين من كبار الضباط بسبب "الخطأ الفادح"، لكن هذه الوفيات لم تكن حالة شاذة؛ لقد سلطوا الضوء على خواء مزاعم الاحتلال بشأن تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وقد أصبح ذلك أكثر وضوحًا في شهادة مسئولي المخابرات حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف والقواعد "المتساهلة للغاية" بشأن عدد الشهداء المدنيين المسموح به.
وجاءت دعوة بايدن وسط ضغوط متزايدة. ولم يبدو الرئيس الأمريكي متواطئا فحسب، بل بدا ضعيفا، حيث تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي المناشدات والانتقادات على حد سواء. تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة قرارا يدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المحتملة. لقد كان التعاطف والدعم الشعبي لإسرائيل الناتج عن هجوم 7 أكتوبر هائلين. ومع ذلك فإن أعداد الناخبين في الولايات المتحدة الذين يرفضون أسلوبها في الحرب يفوق عدد الذين يوافقون عليها. كما يريد معظم الناخبين في المملكة المتحدة وقف مبيعات الأسلحة. وهذه ليست مسألة أخلاقية فحسب، بل مسألة قانونية. حذر مئات الخبراء القانونيين، من بينهم أربعة قضاة سابقين في المحكمة العليا، من أن بريطانيا تنتهك القانون الدولي بمواصلتها تسليح إسرائيل.
وأضافت الافتتاحية: حتى لو توقفت الحرب في غزة غداً، فإن عدد الشهداء والجرحى والأيتام والمصابين بصدمات نفسية يضمن أن يدفع الفلسطينيون الثمن طوال حياتهم وعلى مدى أجيال. كان من المفترض أن يؤدي احتضان بايدن لنتنياهو إلى منع التصعيد الإقليمي، ولكن هناك قلق متزايد بشأن صراع شامل مع حزب الله في لبنان. وتعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من انتقام إيراني لمقتل قادة الحرس الثوري في مقار دبلوماسية في سوريا.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن فتح ممرات المساعدات في أعقاب دعوة بايدن يعزز حقيقة أنه كان ينبغي على حلفاء إسرائيل أن يتصرفوا بشكل حاسم في وقت سابق. وبدلاً من ذلك، سمحت الولايات المتحدة بتمرير قرار بالغ الأهمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ثم وصفته بأنه غير ملزم؛ وتحدث الرئيس بايدت عن خطوط حمراء، ثم محاها بعد لحظات. والمطلوب الآن هو ما كان مطلوباً قبل أشهر: وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وبذل جهود إغاثة إنسانية ضخمة ومستدامة وليس أقل من ذلك.