يوافق اليوم الثامن من أبريل الذكرى الـ54 لقصف طيران العدو الإسرائيلي مدرسة بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية شمال محافظة الشرقية 1970، وفى الثامن من أبريل من كل عام تتجدد أحزان الشعب المصرى من بشاعة الجريمة، التى راح ضحيتها 19 تلميذًا وتلميذة وأصيب 50 آخرين، ولا ينسى المصريون صور المدرسة المقصوفة والأهالي وهم يهرعون إلى المدرسة للبحث عن أطفالهم الذين راحوا في العملية الإجرامية ما بين شهيد وجريح، "اليوم السابع" زار القرية والتقى بعدد من شهود عيان المذبحة منهم المصابين وأهالى التلاميذ الشهداء.
بالرغم من مرور 54 عاما على ذكرى ضرب العدوان الصهيوني مدرسة بحر البقر الابتدائية، لم تمحى الجريمة من ذاكرة كمال محمد راشد، وهو من مصابي المذبحة، مقيم قرية 3 بحر البقر التى تبعد أمتار عن قرية 2 بحر البقر، تفاصيل أصعب يوم مر فى حياته حيث كان تلميذا بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة.
ويسترجع كمال تلك الذكرى الأليمة خلال حديثه لـ"اليوم السابع" قائلا: كنت فى حصة حساب وساعة ضرب الغارات على المدرسة سمعنا صوت انفجار شديد حاول مدرس الحساب مغادرة الفصل لاستطلاع الأمر ولم نشاهده من قوة الانفجار، وفى لحظات معدودة انهارت جدران المدرسة علينا وكان ذلك آخر منظر شاهدته، حيث فقدت الوعي لمدة 30 يوما، ومكثت فى مستشفى الحسينية لمدة 3 شهور حتى بدأت فى التعافى والنطق، حيث أصبت بفقد النطق من هول المنظر وتوفي 3 من زملائي فى الدكة التى كنت أجلس بها، وبعد فترة من مغادرة المصابين للمستشفى، سافرت بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر لمدة 15 يوما مع عدد من المصابين إلى روسيا وبلغاريا وقبرص مكثا فى كل دولة 5 أيام للعلاج، ومع صبيحة هذا اليوم من كل عام تتجدد أحزاني التى لا تنسى.
وفى قرية بحر البقر 2 وعلى بعد أمتار من النصب التذكاري الذى خلدته الحكومة المصرية لشهداء المذبحة بنفس مكان المدرسة التى تم قصفها، يوجد منزل أسرة الشهيد "ممدوح حسن" واسترجعت أسرته تفاصيل الذكرى الأليمة.
"كل ما يتردد على مسامعي شهر أبريل تتجدد أحزاني معه، حيث لم يمحى من ذاكرتى مشهد رحيل شقيقي الأكبر ممدوح فى المذبحة الإسرائيلية التى ارتكبتها إسرائيل فى حق البراءة".. بهذه الكلمات سرد صلاح حسنى صادق، مزارع مقيم بقرية شهداء بحر البقر، ذكرياته مع يوم قصف العدوان الصهيوني لمدرسة بحر البقر بقرية بحر البقر 2، قائلا: كان عمره 5 سنوات ونصف وفجأة شاهدت نوافذ المنزل تتطاير ويتعالى معها صراخ والدتي تنادى علينا: أخوكم "ممدوح" ياولاد فى المدرسة، هرعنا جميعا إلى المدرسة حيث كان مصدر صوت الانفجار من داخلها وفى طريقنا وجدنا 3 أشخاص حاملين شقيقي فى طيات ملابسهم، حيث كان من أوائل الذين استشهدوا، وتم تهشيم رأسه نصفين من شدة القنابل المستخدمة فى القصف، وبعدها قام جدى بوضعه فى بالطو أسود ووثقه بالحبال وتوجهنا إلى قرية المناجاة لدفنه، وفى الطريق لم نجد وسيلة مواصلات سوى العربية التى كانت تنقل باقى المصابين الناجين من المذبحة إلى المستشفى، ومازالت آهاتهم عالقة بذهني.
فيما تحرص الحاجة "نبيلة" صاحبة الـ82 عاما على زيارة النصب التذكاري صباح يوم 8 أبريل من كل عام لقراءة الفاتحة على روح نجلها الشهيد "ممدوح حسن"، واسترجعت لنا ذكرياتها مع هذا اليوم الذي أصيبت فيه بجلطة بالقلب من بشاعة منظر وفاة نجلها وتهشم رأسه نصفين، قائلة: زوجى توفى قبل المذبحة بأربعة سنوات، وترك لي 4 أطفال، ويوم المذبحة، جهزت الساندوتشات لأطفالى، لأنهم يذهبون لمدرسة بعيدة عن القرية، وقمت بأعمال الخبيز فى الصباح، و"ممدوح" قالى ياماما عايز ساندوتش أخذه المدرسة، قلت له هخبز عيش وأجهز لك ساندوتش وأبقى تعالى فى الفسحة خده، وبعدها بنصف ساعة سمعت صوت غارة قوية، أسفرت عن تهشم نوافذ المنزل، من صوت الانفجار، وخرجت مسرعة لكى أبحث عن أطفالى، وعندما شاهدتهم حضنتهم، وحمدت الله أنهم بخير، ولكنها سرعان ما تذكرت أن "ممدوح" كان بالمدرسة، فهرعت حافية إليه وجدته جثة وأحد الأهالى يحتضنه ويضعه فى طيات ملابسه لتهشم رأسه نصفين، وأصيبت بجلطة بالقلب من هول المنظر.
اثار قصف العدوان للمدرسة
احد التلاميذ المصابين
الحاجة نبيلة والدة الشهيد ممددوح
المدرسة اثناء العدوان
النصب التذكارى بقرية بحر البقر 2
النصب التذكارى بقرية بحر البقر 2_1
النصب التذكارى بمكان المدرسة التى تم قصفها
النصب التذكارى لشهداء مدرسة بحر البقر
النصب التذكارى
النصب التذكارى_1
بقايا اثار القصف
تخليذ اسماء شهداء المذبحة الاسرائلية
تخليذ اسماء شهداء المذبحة الاسرائلية_1
دكة كان يجلس عليها التلاميذ بالمدرسة
دكة احد الشهداء
صلاح حسنى صادق شقيق احد شهداء مذبحة بحر البقر
كمال محمد راشد من مصابي مذبحة مدرسة بحر البقر،
متعلقات التلاميذ
مدرسة بحر البقر
ملابس التلاميذ ملطخة بالدماء
نصب شهداء مذبحة بحر البقر
والدة الشهيد ممدوح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة