فى شرق العاصمة السودانية الخرطوم، يتجدد القتال العنيف بين طرفى الأزمة السودانية ، وخلال المعارك المتواصلة قتل 13 شخصاً على الأقل وأصيب آخرين إثر قصف مدفعي عنيف نفذته قوات الدعم السريع على منطقة الجريف شرقي العاصمة، وذلك قبل أيام من اتمام الحرب فى السودان عامها الأول.
وبحسب صحيفة تريبون سودان، يتصاعد في نطاق المواجهات العسكرية بين الطرفين لاصرارهم على تحقيق نصر عسكري كاسح متجاهلين دعوات دولية واقليمية ومحلية لوقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات، وسط أزمة إنسانية توصف بالكارثية حيث يواجه ملايين الجوع والأوبئة.
وفى هذا السياق، نددت الولايات المتحدة بـ"صمت" المجتمع الدولي حيال الوضع المأساوي في السودان، قائلة إنها تأمل في سرعة تحديد تاريخ لاستئناف المحادثات.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للصحفيين: "بينما تتجه المجموعات السكانية نحو المجاعة، ومع انتشار الكوليرا والحصبة، وبينما يواصل العنف حصد أرواح عدد لا يحصى من الضحايا، ظل العالم صامتاً إلى حد كبير، وهذا يجب أن يتغير".
وأضافت: "يجب على المجتمع الدولي أن يقدم المزيد، وعليه أن يفعل المزيد، ويجب أن يكون أكثر قلقاً حيال الوضع"، مشيرة إلى أنه حتى الآن "بالكاد تمت تلبية 5% من نداء الأمم المتحدة الإنساني للسودان".
وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستعلن "قريباً" عن زيادة كبيرة في مساهمتها المالية.
ويُعقد مؤتمر إنساني دولي للسودان وجيرانه في باريس الاثنين. ويهدف المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلى سد فجوة التمويل بهدف معالجة الأزمة السودانية.
من جهته، أثار المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو "إحساساً بالإلحاح" من أجل استئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكنه لم يحدد موعداً.
وأودت الحرب بحياة الآلاف وتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة. كما دمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي باتت على شفا مجاعة.
فيما أكدت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان، ضرورة أن تلتزم الأطراف المتحاربة في السودان تلتزم بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الهجمات على المدنيين، وضمان الوصول دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.
وذكر الموقع الرسمي لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل آلاف المدنيين منذ بدايته في 15 أبريل 2023.
وأشارت البعثة إلى أن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من ستة ملايين شخص داخليا، بينما فر ما يقرب من مليوني لاجئ إلى البلدان المجاورة. ويحتاج ما يقرب من 24 مليون شخص إلى المساعدات، ويعاني 18 مليونا من مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان محمد شاندي عثمان،:"لقد فات الأوان لكي تتوقف هذه الحرب المدمرة، ويجب على الأطراف المتحاربة وضع حد فوري لجميع أعمال العنف، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على أفعالهم".
وتابع عثمان:"الأطراف المتحاربة في السودان ملزمة قانونا بحماية المدنيين، لكنها لم تظهر أي اهتمام يذكر للقيام بذلك، ونحن نحقق الآن في التقارير المثيرة للقلق حول الهجمات المتكررة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس".
وقالت بعثة تقصي الحقائق إنه تم الإبلاغ عن هجمات على قوافل المساعدات والبنية التحتية فيما يبدو أنها انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي.
وأشارت الخبيرة في البعثة منى رشماوي،:"إن وكالات الإغاثة مثابرة على الرغم من الهجمات ونهب القوافل الإنسانية والموظفين والمستودعات".
وتابعت:"نحن نحقق أيضا في المنع المتعمد للمساعدات الإنسانية الموجهة للمدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الجانب الآخر،ويجب على أطراف النزاع ضمان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وحر ودون عوائق إلى السكان المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وحذر محللو الأمن الغذائي من خطر المجاعة الشديد، خاصة في أجزاء من إقليم دارفور. وقد انخفض محصول الحبوب بمقدار النصف تقريبا مقارنة بالعام الماضي، وتضاعفت أسعار الحبوب بالفعل أو تضاعفت ثلاث مرات في المناطق المتضررة من الحرب، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة.