أشاد عدد من رؤساء الأحزاب السياسية والحقوقيين والخبراء الدوليين بالجهود المصرية لوقف التصعيد في المنطقة، في إطار سعيها للتهدئة وتحقيق السلام، وتواصلها المستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد الإيراني الإسرائيلى، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها،مؤكدين أن مصر ومختلف الدول العربية أدانوا بشكل واضح وصريح الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في 1 أبريل الماضي واعتباره مخالفا للأعراف الدولية، وحذروا من خطورة التصعيد.
وأكد عبد الجواد أحمد، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس المجلس العربى لحقوق الإنسان، أن الجهود المصرية لا تتوقف من أجل أمن واستقرار المنطقة بأسرها ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بصفة خاصة، موضحا أن مصر هي كلمة السر دائما في كل ما يتعلق بحل أزمات منطقة الشرق الأوسط.
وقال عبد النعيم رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الانسان إن المنطقة تشهد الآن صراعا كبيرا بين إيران وإسرائيل بسبب ضرب القنصلية فى سوريا، حيث بدأت منذ قليل بإرسال طائرات مسيرة من العراق فى تحد واضح للصهيونية، محذرا من خطورة هذا التصعيد على الأمن الإقليمي بأكمله.
وأضاف عبد النعيم في تصريحات له أنه على دول الشرق الأوسط إعمال التهدئة حيث أن المنطقة على حذر من الدخول فى آتون حرب لا يعلم مداها، وأنه من الممكن أن تستعر نار الحرب وتشمل الدول الكبرى فتنقلب بين غمضه عين وضحاها إلى حرب عالمية ثالثة.
وأشار الى أن مصر دائما تسعى إلى السلام والاستقرار للمنطقة، متابعا :" فعندما نبحث عن الاستقرار وعن الأمن والتنمية والمحبة بين الجميع، سنجد مصر تتصدر المشهد".
وحذر هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة من مغبة تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب تدمير إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق، داعيًا الأطراف جميعها إلى الالتزام بأعلى درجات ضبط النفس، مؤكدًا بأن على المجتمع الدولي إيقاف إسرائيل عن الاستمرار في مزيد من محاولات التصعيد.
وأوضح عبد العزيز، أن حكومة نتنياهو تدفع بالمنطقة كلها إلى المجهول وتحاول توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط لحماية نفسها، مؤكدًا أن على عقلاء العالم الاستماع إلى صوت العقل الذي دعت إليه مصر منذ مؤتمر السلام في القاهرة في أكتوبر الماضي.
وأشار هشام إلى أن المنطقة تحتاج إلى التهدئة في ظل توترات دولية عدة، وأنه ليس من مصلحة أحد الاستمرار في تأجيج الصراعات، محذرًا من أن نتيجة هذا التصعيد ستلحق الضرر بالجميع بلا استثناء.
وشدد رئيس حزب الإصلاح والنهضة على أهمية اصطفاف القوى الوطنية المصرية خلف القيادة السياسية في ظل هذه الظروف الدقيقة، مؤكدًا أنه في تلك التوقيتات الحرجة لا مكان للحياد، فإما أن يقف الجميع خلف القيادة السياسية التي تمثل الأمن القومي المصري وإما أن الخيانة، محذرًا من أن محاولات بعض القوى السياسية الاصطياد في الماء العكر واستثمار الضغوطات التي تتعرض لها مصر لتمرير أجندتهم التاريخية هي جريمة خيانة لن يغفرها التاريخ.
وأكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، أن التصعيد الإيراني الإسرائيلى يمثل تهديداً صارخاً للسلم والأمن الدوليين، داعياً جميع الأطراف لوقف إطلاق النار فوراً والانخراط في حوار بناء لتسوية الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
وقال مهران في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن السبيل الوحيد لكسر حلقة العنف والعداء المستحكمة يكمن في التوصل لتسوية سياسية جذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تنهي الاحتلال وتمكّن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأضاف: "ينبغي على جميع الأطراف الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني أثناء سير الأعمال العدائية، خاصة فيما يتعلق بمبادئ التمييز والتناسب وتوخي الحيطة أثناء الهجوم، والامتناع عن استهداف المدنيين والأعيان المدنية أو استخدام أسلحة عشوائية الأثر، نظراً لما يترتب على ذلك من معاناة إنسانية لا تبررها الضرورات العسكرية".
وفيما يخص الوضع في فلسطين المحتلة، أكد مهران أنه لا يمكن تحقيق أي استقرار أو سلام دائم دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف سياساته الاستيطانية والعدوانية، مشدداً على أهمية التنفيذ الكامل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأشاد الخبير الدولي بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها مصر من أجل نزع فتيل الأزمة والحيلولة دون تصاعد التوتر بالمنطقة، معتبراً أن ذلك ينسجم مع دورها التاريخي كركيزة للاستقرار الإقليمي، وحرصها الدائم على تغليب لغة الحوار والتفاوض، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بما يحافظ على الأمن القومي العربي.
وأكد على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد العسكري الراهن، داعياً مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، واتخاذ تدابير حاسمة وفقاً للفصل السابع من الميثاق لمنع تفاقم الصراع وإجبار الأطراف على الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار خاصة في غزة.
كما طالب المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم لإطلاق عملية سياسية شاملة تفضي لتسوية عادلة ودائمة للنزاع، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، محذراً من أن استمرار الوضع الراهن وغياب أفق سياسي حقيقي سيؤدي لتفجر الأوضاع مجدداً ويقوض كل فرص تحقيق السلام.
هذا وأكد أستاذ القانون على أن اللجوء للقوة لن يحل الإشكاليات العميقة التي تعصف بالمنطقة، بل سيزيد من حدة التوترات ويعمق الكراهية، داعياً لتغليب صوت العقل والحكمة واحترام سيادة القانون الدولي كسبيل وحيد لضمان الأمن والرخاء والاستقرار لشعوب المنطقة قاطبة.
وعلق طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية على هجوم إيران على إسرائيل قائلا:" إن هذا ما كانت تتوقعه وحذرت منه مصر منذ شهور، الهجوم والهجوم المضاد واتساع الفتق على الراتق الدولي لكن الأسرة الدولية لم تضطلع بمسؤولياتها كما ينبغي أن يكون الاضطلاع والتصدي".
وأضاف "البرديسي" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"أن يوماً بعد آخر يتضح أن الدول تسعى تجاه مصلحتها الضيقة، لكن مصر هي البصر السياسي والبصيرة الاستراتيجية، وإن كان العالم سماء ملبدة بغيوم المصالح وغبار الحروب فإن مصر لم تدخر جهدا لتحقيق الاستقرار والسلام فهي القمر المنير في هذه الظلمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة