إسرائيل تجر المنطقة لحرب إقليمية مفتوحة.. إطالة أمد العدوان على غزة واستهداف قنصلية طهران.. رد إيران رقعة صراع جديدة تتفجر بالشرق الأوسط وتغير قواعد الاشتباك.. والقاهرة قرأت المستقبل وحذرت من مخاطر اتساع الصراع

الأحد، 14 أبريل 2024 03:00 م
إسرائيل تجر المنطقة لحرب إقليمية مفتوحة.. إطالة أمد العدوان على غزة واستهداف قنصلية طهران.. رد إيران رقعة صراع جديدة تتفجر بالشرق الأوسط وتغير قواعد الاشتباك.. والقاهرة قرأت المستقبل وحذرت من مخاطر اتساع الصراع هجوم إيران
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليلة تصفية الحسابات، خلقت مواجهة إيرانية - إسرائيلية عسكرية مباشرة لأول مرة فى تاريخ قواعد الاشتباك الإيرانى - الإسرائيلى، ومن عمليات الوعد الصادق فى وقت متأخر من مساء السبت اطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز بعيدة المدى برؤوس حربية ووابل من المسيرات على عمق تل أبيب، ردا على استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية فى دمشق مطلع أبريل الجاري، راح ضحيته عسكريين بالحرس الثورى الإيرانى.

العملية العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل التى اعتبرتها طهران جزء من العقاب على الأفعال الإسرائيلية، تعد مصداقا واضحا على اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، وتجاهل إسرائيلى للتحذيرات التى أطلقتها الدولة المصرية فى استشراقة نحو مستقبل المنطقة، جراء تداعيات تصعيد العدوان الإسرائيلى على غزة وإطالة أمده، ومساعى إسرائيل لجر كلا من إيران وسوريا ولبنان والعراق نحو هذا الصراع.

وبخلاف اتساع رقعة الصراع، فالهجمات الإسرائيلية والرد الإيرانى، يعد تغييرات كبيرا فى قواعد الاشتباك بين الطرفين المتعارف عليها فى تاريخ المناوشات الإيرانية الإسرائيلية، واجتياز للخطوط الحمراء من الطرفين، وتصعيد قرأت القاهرة مؤشراته قبل نحو 6 أشهر منذ بداية العدوان الغاشم على غزة.

القاهرة طالبت الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، عقب الاعلان عن الهجوم الإيرانى، وأعربت عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.

واعتبرت مصر بحسب بيان لوزارة الخارجية أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية/الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.

وأكدت مصر على أنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.

وجدد بيان وزارة الخارجية موقف القاهرة الثابت منذ 7 أكتوبر، والداعي إلى ضرورة تجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وهي الرسائل التي طالما أكدت عليها الدولة المصرية بداية من قمة  القاهرة للسلام، وكذا خلال القمة العربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية، بخلاف اللقاءات والاتصالات الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وقادة دول المنطقة وبمقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورؤساء الدول الأوروبية.

وكانت مصر ودولاً عربية عدة فى طليعة المحذرين من تداعيات الاعتداء الإسرائيلي علي القنصلية الإيرانية ، حيث قال مصدر مصري رفيع المستوي فى تصريحات بثتها قناة القاهرة الإخبارية إن الدفاعات الجوية المصرية فى حالة تأهب قصوي بالتزامن مع اتصالات مكثفة تجريها القاهرة مع كافة الأطراف لوقف التصعيد في المنطقة، في إطار سعيها للتهدئة وتحقيق السلام، مؤكداً فى الوقت نفسه تشكيل خلية أزمة من كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية لمتابعة التطورات ورفعها للرئيس عبدالفتاح السيسي علي مدار الساعة.

الرسائل المصرية الأخيرة عكست موقف القاهرة الثابت فى اتخاذ كافة ما يلزم للحفاظ علي الأمن القومي من جهة ، والاستمرار فى جهود خفض التصعيد ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني مع الحفاظ علي ثوابت القضية الفلسطينية وبمقدمتها التصدي لسيناريو التهجير القسري الذي حاولت إسرائيل ولا تزال فرضه علي اهالي قطاع غزة، وهو ما يظهر واضحاً فى محاولات التوغل الإسرائيلي فى مدينة رفح الفلسطينية.

وقبل أقل من 24 ساعة علي الرد الإيراني ، جددت مصر علي لسان وزير الخارجية سامح شكري مواقفها ، وذلك فى اتصال هاتفي جمعه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن ، حيث أكد شكري على ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل للامتثال لمسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، لاسيما من خلال التوقف عن استهداف المدنيين العزل، وفتح المعابر البرية الحدودية بين إسرائيل والقطاع لزيادة تدفق المساعدات، وإزالة المعوقات الخاصة بدخول المساعدات، بالإضافة إلى السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.

وأكد الوزيران على رفض إقدام إسرائيل على أية عملية عسكرية برية في رفح الفلسطينية، لاسيما في ظل العواقب الإنسانية الجسيمة لمثل هذا الإجراء، وتداعياته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة. كما جدد الوزير شكري التأكيد على رفض مصر القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، لما ينطوي عليه هذا الإجراء من هدف تصفية القضية الفلسطينية، في انتهاك جسيم لأحكام القانون الدولي.

وعلى مدار الأشهر الماضية كررت القيادة المصرية تحذيراتها على نحو ما قال الرئيس السيسى أن "المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا" وعبر خلالها فى أكثر من مناسبة، عن المخاطر التى ستطال الجميع على حد سواء، حال استمرت إسرائيل فى تعنتها ورفضت وقف الحرب فى غزة، ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة فى حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام فى المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

واستغلت الدولة المصرية ايضا المحافل الدولية للتعريف بمخاطر اتساع رقعة الحروب من خلال كلمة مصر واللقاءات مع قادة وزعماء العالم، فعلى هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض التى انعقدت نوفمبر 2023، جدد الرئيس تحذيره خلال لقاءاته على أهمية عدم اتساع دائرة الصراع فى المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى، وسبق أن أعلنت أيضا عن هذه المخاطر خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها فى اكتوبر 2023.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة