مواجهة هى الأولى من نوعها، فى تاريخ العداء الإيرانى - الإسرائيلى، اطلق عليها ضمنيا ليلة تصفية الحسابات، حيث نفذت إيران لأول مرة فى تاريخ قواعد الإشتباك مع إسرائيل، عملية عسكرية فى عمق الأراضى الإسرائيلية، ردا على استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية فى دمشق مطلع أبريل الجاري، راح ضحيته عسكريين بالحرس الثورى الإيرانى.
العملية الإيرانية استغرقت ساعات، وبحسب بيانات الحرس الثورى الإيرانى، تم إطلاق عمليات الوعد الصادق فى وقت متأخر من مساء السبت اطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز بعيدة المدى برؤوس حربية ووابلا من المسيرات على عمق تل أبيب.
وحول تفاصيل العملية، كشف القائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامي، قائلا: كانت الأهداف دقيقة للغاية وقمنا بتنفيذ عملية محدودة بحجم الاعتداءات التى ارتكبها الكيان الصهيونى.
وقال: كان من الممكن أن تكون هذه العملية عملية واسعة النطاق، لكننا حصرنا نطاق العملية فى ذلك الجزء من القدرات التى استخدمها الكيان الصهيونى لمهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق واستشهاد المستشارين العسكريين.
وقال حسين سلامي، أن العملية كانت أكثر نجاحاً مما توقعنا، حتى هذه اللحظة معلوماتنا عن جميع الضربات ليست كاملة، لكن التقارير التى وصلتنا تظهر أن هذه العملية تمت أكثر نجاحا مما كان متوقعا.
وقال: "بهذه العملية أنشئت معادلة جديدة، والمعادلة الجديدة هى أنه من الآن فصاعدا إذا هاجم الكيان الصهيونى مصالحنا وممتلكاتنا وشخصياتنا ومواطنينا فى أى لحظة سوف نقوم بهجوم مضاد عليه، وعملية الوعد الصادق هى مثال واضح وبارز للغاية لهذه المعادلة الجديدة.
وتابع القول اللواء سلامي: لكن المهم أن هذه المعركة كانت مجهولة وغامضة إلى حد ما وفتحت لنا فصلاً جديداً من المواجهة تجاه أنظمة الدفاع الجوى والصاروخى للعدو، أى الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوى المضادة للمسيرات، تم زرعها وتوسيعها بكثرة فى مساحة الأرض الصغيرة للكيان الصهيوني، ومن أنظمة القبة الحديدية التى تتعامل مع المقذوفات قصيرة المدى إلى فلاخون داود وأنظمة آرو.
وتابع القائد العام لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية، أن ترتيب وتسلسل هذه العملية تم تنفيذها بطريقة لا يمكن قولها الآن، حيث تمكنت العشرات من طائرات الكروز والصواريخ الباليستية من اختراق الطبقات العميقة للوضع المطمئن على ما يبدو لإسرائيل.
قال المسئول الإيرانى: على إسرائيل أن تتوقف عن سلوكها السابق ويتعلم من هذه الخطوة، إذا أبدى الاحتلال أى رد فعل، فإن رد فعلنا يستند إلى هذه التجربة الجديدة التى اكتسبناها، وسيكون ردنا بالتأكيد اكثر صعوبة للغاية بحسب وكالة مهر الإيرانية.
فيما قال رئيس إيران آية الله إبراهيم رئيسى الأحد أن أى مغامرات إسرائيلية جديدة ستقابل برد أقوى وأكثر حزمًا.
وعبر رئيسى – فى بيان نشرته وكالة (تسنيم) الإيرانية – أن هجوم الليلة الماضية على إسرائيل بمثابة درس للعبرة.. مؤكدًا أن أى مغامرة جديدة ضد مصالح الشعب الإيرانى ستواجه برد قاس ومؤلم.
فيما قال وزير الخارجية الإيرانى أن طهران ليس لديها نية لإطالة أمد عملياتها الدفاعية، متابعا: "طهران لن تتردد فى الدفاع عن مصالحها المشروعة ضد أى عدوان جديد إذا لزم الأمر"، وذلك وفق خبر عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية".
من جانبه زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى أن إيران أطلقت أكثر من 300 تهديد من أنواع مختلفة تجاه إسرائيل، بما فى ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
وزعم أدرعي: لقد اعترضنا 99% من التهديدات الموجهة نحو الأراضى الإسرائيلية، مؤكدا: هذا إنجاز استراتيجى مهم للغاية.
فى منشور على موقع X، أعطى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى تفاصيل عن عدد الأسلحة المستخدمة لاستهداف إسرائيل. وقال من بين حوالى 170 طائرة بدون طيار أطلقتها إيران، لم تخترق أى منها دولة إسرائيل، كما اعترضت الطائرات الحربية للقوات الجوية وأنظمة الدفاع الجوى التابعة لنا ولحلفائنا العشرات منها.
القاهرة طالبت الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، عقب الاعلان عن الهجوم الإيرانى، وأعربت عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
واعتبرت مصر بحسب بيان لوزارة الخارجية أن التصعيد الخطير الذى تشهده الساحة الإيرانية/الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.
وكانت مصر ودولاً عربية عدة فى طليعة المحذرين من تداعيات الاعتداء الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية، حيث قال مصدر مصرى رفيع المستوى فى تصريحات بثتها قناة القاهرة الإخبارية أن الدفاعات الجوية المصرية فى حالة تأهب قصوى بالتزامن مع اتصالات مكثفة تجريها القاهرة مع كافة الأطراف لوقف التصعيد فى المنطقة، فى إطار سعيها للتهدئة وتحقيق السلام، مؤكداً فى الوقت نفسه تشكيل خلية أزمة من كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية لمتابعة التطورات ورفعها للرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار الساعة.
الرسائل المصرية الأخيرة عكست موقف القاهرة الثابت فى اتخاذ كافة ما يلزم للحفاظ على الأمن القومى من جهة، والاستمرار فى جهود خفض التصعيد ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى مع الحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية وبمقدمتها التصدى لسيناريو التهجير القسرى الذى حاولت إسرائيل ولا تزال فرضه على أهالى قطاع غزة، وهو ما يظهر واضحاً فى محاولات التوغل الإسرائيلى فى مدينة رفح الفلسطينية.
وقبل أقل من 24 ساعة على الرد الإيراني، جددت مصر على لسان وزير الخارجية سامح شكرى مواقفها، وذلك فى اتصال هاتفى جمعه مع نظيره الأمريكى أنتونى بلينكن، حيث أكد شكرى على ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل للامتثال لمسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، لاسيما من خلال التوقف عن استهداف المدنيين العزل، وفتح المعابر البرية الحدودية بين إسرائيل والقطاع لزيادة تدفق المساعدات، وإزالة المعوقات الخاصة بدخول المساعدات، بالإضافة إلى السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم فى شمال غزة.
وأكد الوزيران على رفض إقدام إسرائيل على أية عملية عسكرية برية فى رفح الفلسطينية، لاسيما فى ظل العواقب الإنسانية الجسيمة لمثل هذا الإجراء، وتداعياته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة. كما جدد الوزير شكرى التأكيد على رفض مصر القاطع لمحاولات التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، لما ينطوى عليه هذا الإجراء من هدف تصفية القضية الفلسطينية، فى انتهاك جسيم لأحكام القانون الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة