تعانى دول أمريكا اللاتينية من موجة جفاف شديدة ، أثرت على عدد من الدول ، وتأثرت بحيرة شعبية في وسط المكسيك تعتبر مقصداً سياحياً رئيسياً، بشدة بسبب الجفاف وإزالة الغابات وسرقة مياهها، وفقدت أكثر من نصف حجمها خلال احتفالات عيد الموتى في نوفمبر الماضى، حتى تعثر السلطات المكسيكية على البحيرة جافة تماما، وبدأت التحقيقات حول سرقة المياه لبيعها نتيجة لأزمة المياه التي تعانى منها البلاد.
وأشارت صحيفة لا إكسبانثيون المكسيكية، إلى أن حكومة باتزكوارو المحلية قالت، إن البحيرة التي تعد جزءًا من بلدية تحمل الاسم نفسه والمعروفة أيضًا باسم المدينة السحرية، تتأثر بالعديد من العوامل البيئية واستخراج المياه غير المشروع.
جفاف بحيرة فى المكسيك
وأشارت الصحيفة، إلى أن حكومة باتزكزارو أكدت أن مياه البحيرة تعرضت للسرقة عدة مرات من أجل بيعها بأسعار باهظة بشكل غير شرعى وذلك بسبب أزمة المياه التي تعانى منها البلاد، وقامت الحكومة بتشكيل لجنة قامت بمنع سرقة 600 ألف لتر من الماء يوميا.
ويقول المسؤولون إن حالات الجفاف تؤثر أيضًا على البحيرة، لأن مستويات المياه فيها لا تتجدد ولأن فترات الجفاف تشجع المجرمين على تحويل مياهها للبيع.
كما تعانى بوليفيا من موجة جفاف شديدة ، أثرت على العديد من السلع ، ومنها الحليب وفول الصويا ، حيث أفاد ماريو ميركادو، رئيس رابطة مربي هولشتاين في بوليفيا (أكروبول) وزعيم منتجي الألبان، أن مدينة كوتشابامبا تعاني من عجز يبلغ حوالي 600 ألف لتر من الحليب شهريًا بسبب الجفاف الذي أثر على إنتاج العلف في المقاطعة.
بوليفيا
وأشار إلى أنه بموجب الاتفاق مع مشروع العزل يجب على المزارع توصيل 310 آلاف لتر من الحليب يومياً؛ ومع ذلك، ونظراً لنقص الأعلاف والمدخلات الأخرى، لا يمكن الوصول إلى هذه الحصة، وأوضح أن المنتجين حالياً يقومون بتسليم ما بين 280 ألف إلى 290 ألف لتر من الحليب إلى مصنع PIL يومياً، وهو ما يعني متوسط عجز قدره 20 ألف لتر يومياً و600 ألف لتر شهرياً.
وقد أدى هذا الوضع إلى توقف مزارعي الألبان عن تلقي 1800000 بوليفيانو، وهو الجانب الذي يؤثر على اقتصادهم المتدهور، حسبما قال زعيم القطاع في مقابلة مع لوس تيمبوس البوليفية.
وشدد ميركادو على أن ، هناك عجزا فى إنتاج الحليب وهذا يؤثر على منتجي كوتشابامبا، مضيفا أنه على الرغم من هذا الوضع، فإن إمدادات السوق الوطنية مضمونة.
وقال رئيس أكروبول إن زراعة الأعلاف تأثرت في ديسمبر من العام الماضي بسبب الجفاف الذي استمر حتى بداية 2024، مما زاد من الأمراض التي تسببت في إنتاج الذرة وغيرها من المزارع الضرورية لتغذية الألبان.
وأشار إلى أنه أمام هذا الوضع، اضطر منتجو الألبان إلى شراء الأعلاف من سانتا كروز، ولكن بأسعار مرتفعة للغاية وغير مغذية للحيوانات، لأن المزارعين في تلك المحافظة تضرروا أيضا من قلة الأمطار.
وذكر ميركادو أن هناك تأخرا طويلا في هطول الأمطار، وبالتالي تأخرت أيضا فترة زراعة العلف الثانية، والتي من المتوقع أن يتم حصادها نهاية الشهر الجاري وبداية شهر مايو.
الاكوادور1
كما تمر كولومبيا بأسوأ فترات الجفاف في تاريخها ، والتي جعل العديد من محطات الكهرومائية تقترب من مستويات حرجة ، وتوقفت كولومبيا عن تصدير الكهرباء إلى الإكوادور ، الغارقة حاليا في انقطاع التيار الكهربائى، ومع الجفاف المطول المرتبط بظاهرة النينيو، قررت كولومبيا، التي تعتمد إلى حد كبير على توليد الطاقة الكهرومائية، تعليق صادراتها من الطاقة الكهربائية إلى البلدان المجاورة مثل الإكوادور.
وأشارت صحيفة التيمبو التشيلية إلى أن نسبة خزانات المياه تبلغ حاليا 29.8% من طاقتها، وفقًا لمشغل النظام، XM. يقترب من المستوى الحرج البالغ 27% في مارس، سجلت XM تصدير 129 جيجاوات/ساعة إلى الإكوادور، مما أدى إلى زيادة وارداتها من الطاقة في نهاية عام 2023، عندما شهدت أول أزمة طاقة.
وتشير الحكومة أيضاً إلى الانحباس الحراري العالمي باعتباره أحد عوامل الأزمة، ولأن ظاهرة تغير المناخ معقدة للغاية، فمن المستحيل بالنسبة للعلماء والسلطات الكولومبية أن يتنبأوا بالمدة التي سيستمر فيها الجفاف.
وبالتالي، سيعاني 10 ملايين شخصا من انقطاع المياه في كولومبيا بسبب الجفاف.
وتعاني الإكوادور من أزمة طاقة خطيرة مع انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق، بما فى ذلك مدينتي كيتو وخواياكيل، وأعلن مكتب الرئيس دانييل نوبوا عن عدة إجراءات صادمة لمعالجة هذا الوضع، والذي نتج جزئيًا عن الجفاف الذي يؤثر على خزانات البلاد.
وقال مكتب الرئيس دانييل نوبوا إن أزمة الطاقة في الإكوادور ، تتجاوز الأرقام القياسية التاريخية، وقد سلط هذا الضوء على الوضع غير المستقر لخزاني مزار وباوت، في سلسلة جبال الأنديز، حيث يبلغ مستوى تخزينهما التشغيلي 0% و4% على التوالي.
وفي الوقت نفسه، سجلت محطة كوكا كودو سنكلير للطاقة الكهرومائية - وهي المحطة التي تساهم بأكبر قدر من الطاقة في البلاد بقدرة 1500 ميجاوات - عجزا بنسبة 40% مقارنة بالمتوسط التاريخي.
واتهم مسؤولين في وزارة الطاقة والمناجم بإخفاء معلومات حول أزمة الكهرباء في البلاد، وخص بالذكر الوزير السابق أندريا أروبو.
كما أعلنت حكومة ماتو جروسو دو سول ، البرازيلية ، حالة طوارئ بيئية في منطقة بانتانال لمدة 180 يوما ، بسبب نشوب الحرائق الناجمة عن الجفاف، حيث وقعت الحكومة على مرسوم إعلان حالة الطوارئ البيئية. والسبب هو الظروف المناخية الحالية التى تساعد على انتشار حرائق الغابات دون السيطرة على أى نوع من النباتات، مما يتسبب فى انخفاض كبير فى جودة الهواء.