يعد تأسيس مدينة روما القديمة من أهم الأحداث التاريخية التي لا تزال قيد الدراسة حتى الآن، خاصة أن ليس هناك وثائق أو اثباتات توضح التاريخ الفعلي لدخول الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيس المدينة، إنما يرجع التاريخ المرجح بشدة إلى يوم 21 أبريل عام 753 ق.م، وبذلك تمر اليوم ذكرى إنشاء مدينة روما العاصمة الإيطالية الحالية، ومهد الإمبراطورية الرومانية فى عصور ما قبل الميلاد.
وحسب ما جاء في كتاب "حضارة الرومان" تأليف محمد علي فإن تأسيس مدينة روما التاريخية هو حدث تاريخي هام لا زال قيد الدراسة، ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور حيث تنقسم المعلومات المتاحة عنه إلى أساطير شديدة القدم وأبحاث أثاريّة حديثة.
ورغم قدم الأساطير المدوَّنة عن تأسيس روما الأول، إلا أن أقدمها كتبت بعد مئات السنين من ظهور المدينة الفعليَ، ولذلك فإنٌ الاعتماد عليها غير ممكن، أما المسموحات الآثارية فإن نتائجها تتغيّر باستمرار مع حدوث الاكتشافات الجديدة.
وأضاف الكتاب: لفترة طويلة كان يفترض أن المؤسسين الحقيقيّين لمدينة روما هما قوم الإتروسكانيين، الذين كانوا قد استقرُوا في المنطقة المجاورة منذ القرن السادس قبل الميلاد، إلا أنْ الدلائل الأثرية المكتشفة حديثًا تشكّك بمدى صحّة هذا الافتراض.
التاريخ الدقيق لتأسيس مدينة روما لا زال مجهولًا، لكن بعض الباحثين، مثل تم كورنل، يعتقدون أنه كان في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، ويزعم المؤرخ ماركوس تبرينتبوس فارفو الذي عاش خلال عهد الإمبراطور الأول أغسطس: (116- 27 ق.م) أن تاريخ تأسيس المدينة هو 21 أبريل سنة 753 ق.م، معتمدًا في هذا التاريخ على منجّم روماني عاش في زمنه اسمه لوسيوس تاروتيوس فرمانوس.
ثمّة نقطة جدلية أخرى في تاريخ روما المبكر، هو أصل اسمها، فرغم أنَّ الحكاية الأسطورية تُرجعه إلى اسم مؤسس المدينة "رمولوس" إلا أن العديد من الباحثين حاليا يرجعونه إلى أصول أخرى.
وتحدثنا الأسطورة عن وقائع تأسيس القرية الصغيرة أنه كان حول النزاع الأول بين الأخوين رومليوس وريموس حول تأسيس مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وأبيها ايمليوس حول مصير الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك أن التوأمين قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن أسبوع، ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة ونقلهما مباشرة إلى زوجته حيث قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عام.
وحسب أسطورة تأسيس روما، كانت هذه الذئبة الرماديّة هي من رعى وأطعم التوأمين رومولوس ورموس في طفولتهما، واللّذِين أسّسا فيما بعد مدينة روما، لذلك فإنُ رسومات وتماثيل هذه الذئبة هي أكثر تمثيلٍ معروف لحدث تأسيس المدينة.
وقد سُميت روما نسبة إلى مؤسسها روميلوس الذي نصب نفسه ملكًا عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما.