أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس فى حوار مع "اليوم السابع": لا احتفالات هذا العام بسبب حرب غزة وتقتصر على الصلوات والدعاء.. صلاح الدين الأيوبى كلف عائلتى بحمل مفاتيح الكنيسة ونتوارث المهمة عبر الأجيال

السبت، 04 مايو 2024 12:00 م
أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس فى حوار مع "اليوم السابع": لا احتفالات هذا العام بسبب حرب غزة وتقتصر على الصلوات والدعاء.. صلاح الدين الأيوبى كلف عائلتى بحمل مفاتيح الكنيسة ونتوارث المهمة عبر الأجيال أديب جواد الحسيني
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< القدس تلبس الحداد كما سائر المدن الفلسطينية بعد أن طالها الأذى من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه

<< الاحتلال يخلى كنيسة القيامة من الحجيج المعتكفين ويعرقل وصول المسيحيين المتوجهين للمشاركة في صلوات سبت النور

<< قابلت 5 باباوات وبايدن وبوتين والملك تشارلز.. والتقين رؤساء وزعماء لا يحصون خلال مهمتى

<< من يدير الولايات المتحدة الأمريكية اليوم اللوبي الصهيوني لهذا عرقلت إقامة دولة فلسطينية

<< الشعب الفلسطيني لا ينسى دماء الأخوة المصريين والتي روت أرضنا ولم يتفانوا يوما في تقديم الدعم والمساعدة

<< الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في مهمته العدوانية على غزة

<< الرواية الفلسطينية دائماً منتصرة لكن هناك من يحاربها بشراسة

<< حافظت عائلتي على كنيسة القيامة منذ العام 1187.. وقانون العائلة توارث مفتاح الكنيسة من الأب للابن البكر

خرج أديب جواد الحسيني للحياة ليجد نفسه منتميا لأحد أعرق العائلات الفلسطينية، وينتظره مهمة خاصة كلفت بها عائلته منذ أكثر من 8 قرون، وهي تولى مفاتيح كنيسة القيامة، أحد أقدس الكنائس المسيحية، وأكثرها أهمية في العالم المسيحي، لها مكانة خاصة ليس فقط لدى المسيحيين بل لدى كل شعوب العالم لما تحمله من عبق التاريخ، حيث كلف صلاح الدين عائلة "الحسيني" بحمل مفتاح الكنيسة للحفاظ عليه، ولهذا الأمر قصة كبيرة، ومنذ عهد صلاح الدين أصبحت مسئولية كنيسة القيامة لتلك العائلة المسلمة، ليجد نفسه بحكم أنه الابن الأكبر مسئولا عن تلك المهمة المقدسة بعد أبيه.

يأتي عيد القيامة المجيد في هذا العام، وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة جريمة إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بجانب انتهاكات غير مسبوقة في مدن الضفة وتدنيس للمقدسات الدينية واقتحامها واعتقال الآلاف، وهو ما حول الاحتفالات بهذا العيد إلى آلام وأحزان على فراق الأحبة ووجع القمع الذي يتعرضون له يوميا من قبل قوات الاحتلال في ظل صمت مريب من جانب المجتمع الدولى، وفشل من المنظمات الدولية في وضع حد لتلك الجرائم.

ومع حلول عيد القيامة المجيد، كان لنا حوارا مع أديب جواد الحسيني، أمين مفاتيح كنيسة القيامة، وهو المسلم الحامل لختم القبر المقدس في القدس الشريف، والذي يفتح يوميا أبواب الكنيسة، والذي حدثنا عن مظاهر الاحتفال في كنيسة القيامة بعيد القيامة الجديد وشعور الأخوة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحلول هذا العيد وهم يتعرضون لأبشع المجازر والانتهاكات، بجانب سر تولى عائلته مسئولية مفاتيح كنيسة القيامة، وأسباب تكليف صلاح الدين لعائلته بهذه المهمة، كما تحدث عن تاريخ عائلته النضالية منذ عشرات السنوات، بالإضافة إلى الحديث عن موقفه من صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر التي ترتكب في غزة وإعاقة الولايات المتحدة مشروع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

كيف تحتفل كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس بعيد القيامة وهناك حرب إبادة جماعية تشهدها غزة حتى الآن؟

لا احتفالات في كنيسة القيامة لهذا العام وذلك بسبب الحرب الهمجية من قبل الاحتلال الدائرة في غزة هاشم.

أديب جواد الحسيني
أديب جواد الحسيني

إذن كيف سيتم إحياء عيد القيامة في الكنيسة؟

ستقتصر على الصلوات والدعاء لغزة وشهدائها وجرحاها ، والدعاء بأن تنتهي هذه الحرب المأساوية ويعم السلام أرض السلام .

كيف استعدت الكنيسة للأعياد؟

برنامج عيد الفصح المجيد لم يتغير إطلاقا لأنه طقس ديني، حيث تقام الصلوات في أسبوع الآلام في جميع الكنائس في الأراضي المقدسة وحتى في كنائس غزة هاشم رغم الحرب الدائرة هناك.

هل هناك مظاهر للأعياد في الكنيسة القديمة أو في البلدة القديمة بالقدس أم الحزن يخيم على البلاد؟

القدس تلبس الحداد كما هي سائر المدن الفلسطينية والتي أيضاً طالها الأذى من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه.

أديب جواد الحسيني أميم مفاتيح كنيسة القيامة
أديب جواد الحسيني أميم مفاتيح كنيسة القيامة

هل سعى الاحتلال لمنع الاحتفالات في كنيسة القيامة؟

الاحتلال دائماً يضع العقبات أمام المواطنين الفلسطينيين في احتفالاتهم الدينية في كنيسة القيامة، بحيث يقوم بمنع المواطنين من التوجه الى كنيسة القيامة للمشاركة في صلوات سبت النور، ويقيم الحواجز ويعرقل وصول المسيحيين المتوجهين للمشاركة في صلوات سبت النور وهو اليوم الاكثر تقدسياً لأسبوع الآلام.

ما هي أبرز الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في كنيسة القيامة؟

تبدأ قوات الاحتلال في ليلة الجمعة العظيمة بإخلاء كنيسة القيامة من الحجيج المعتكفين داخل الكنيسة وإبعادهم خارج باحات كنيسة القيامة ووضع المتاريس والحواجز المعززة بشرطة وجنود الاحتلال ومنع أي شخص لا يملك تصريح عبور إلى كنيسة القيامة من اجتياز هذه الأعداد الهائلة من الحواجز والمتاريس الاحتلالية.

أنت تنتمى لعائلة الحسيني تلك العائلة الشهيرة في فلسطين وهي من الأشراف.. وهناك قصة مرتبطة بحصولكم على مفتاح كنيسة القيامة رغم أنكم عائلة مسلمة أرجو أن تحدثنا عنها؟

في العام 1187عند فتح مدينة القدس على يد السلطان صلاح الدين الايوبي وجد بأن هناك انتهاكات صارمة للعهدة العمرية والتي خطها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحيث أعطى حينها الأمن والأمان للمسيحيين وسمح لهم بأداء صلواتهم وبناء كنائسهم دون التعرض لهم ، لكن حدث بأن تم انتهاك هذه العهدة المقدسة وهناك بعض من الحكام كان قد خالف العهدة العمرية ، لذلك أحب السلطان صلاح الدين الأيوبي بأن يحذو حذو سيدنا عمر للمحافظة على العهدة العرية للأمد البعيد فكانت فكرته لرؤساء الطوائف بأن يتم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة إلى عائلة جودة الحسيني والذين كانوا في ذلك الوقت علماء وشيوخ المسجد الأقصى المبارك وعائلتي أيضا تنتمي بنسبها الشريف لآل بيت رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم وذلك للمحافظة على كنيسة القيامة وتنفيذ عهدة الخليفة عمر بن الخطاب فوافق حينها رؤساء الكنائس وتم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة لعائلتي ومنذ ذلك الحين نحن الامناء على هذه الكنيسة المقدسة والتي تعتبر من أهم الكنائس المسيحية في العالم .

كيف تعمل عائلة الحسيني على حماية ورعاية كنيسة القيامة والتي تتولى مفاتيحها؟

حافظت عائلتي على كنيسة القيامة منذ العام 1187 أي ما يقارب 850 عاما وما زالت تحافظ عليها حتى يومنا هذا .

كيف يسلم الأباء الأبناء مفتاح الكنيسة وما هي الوصايا التي يقولوها لأبنائهم عندما يتسلمون مفتاح الكنيسة؟

في قانون العائلة يتم توارث مفتاح الكنيسة من الأب للابن البكر، بحيث يتم تعليم الابن البكر على العادات والتقاليد المتبعة في خدمة أمانة مفتاح الكنيسة، نعلم أولادنا المحبة للأخر، ومد يد العون والمساعدة لأي زائر يحتاج لأي مساعدة كانت ، والدقة في مواعيد فتح الكنيسة وإغلاقها ، وعلى الأمين أن يتحلى بالأخلاق الحميدة.

أديب جواد الحسيني مع أحد القساوسة
أديب جواد الحسيني مع أحد القساوسة

هل هناك شخصيات دينية وسياسية التقيت بها بحكم حملك مفاتيح كنيسة القيامة ؟

بالطبع.. أعداد لا تعد ولا تحصى من رؤساء دول وملوك وقادة وسفراء وقناصل وأمراء، وحصل لي الشرف بمسيرتي المقدسة كأمين مفتاح كنيسة القيامة بأن أقابل 5 باباوات.

تحدثت أنك التقت زعماء دول.. هل ممكن تذكر أبرزهم؟

نعم.. جو بايدن الرئيس الأمريكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والملك البريطاني تشارلز الثالث ، والأمير البريطاني وليم ، وابنى الكبير عندما كنت في مؤتمر خارج فلسطين استقبل مكاني الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب .

وهل التقيت قبل ذلك بالزعيم الراحل ياسر عرفات؟

الزعيم ياسر عرفات لم أقابله أنا شخصيا وإنما قابله والدي رحمه الله.

هل يعتبر انتماء الشخص لعائلة الحسيني مسئولية عليه أكثر من تشريفا له؟ ولماذا؟

أفراد عائلة الحسيني ينتمون لآل بيت رسول الله وعليهم أن يتحلوا بالأخلاق الحسنة أسوة بجدهم النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فهم أكثر الناس حرصاً على دينهم ومعاملتهم الطيبة للأخر، فالدين هو معاملة الأخر على ما نصت عليه السنة النبوية الشريفة.

عائلتك شهدت شخصيات مناضلة مثل عبد القادر الحسيني حدثنا عن تاريخ العائلة النضالي؟

القائد عبد القادر الحسيني هو أحد افراد العائلة وهو من المجاهدين والذين ضحوا بأنفسهم من أجل تحرير فلسطين، وهناك المئات من المجاهدين والذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن ، نحن نملك في العائلة لائحة طويلة من المجاهدين أمثال عبد القادر الحسيني والذي استشهد في معركة القسطل وهو يدافع عن تحرير مدينة القدس.

بما تفسر صمت العالم حتى الآن عن حرب الإبادة والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة والضفة؟

الشعب الفلسطيني اليوم أصبح يعلم علم اليقين بأن حكام العالم خذلوا الشعب الفلسطيني بل هناك من الحكام والملوك من هم أياديهم ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني ، والشعب الفلسطيني أصبح يطلق على هؤلاء الحكام بالمنبطحين ، فهناك بعض الحكام والملوك ممن خانوا هذا الشعب والذي يتطلع لتحرير أراضيه المغتصبة من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم .

لماذا تعرقل الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟

لأن من يدير الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هو اللوبي الصهيوني والذي هو أشد عداوة للفلسطينيين ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

كيف ترى الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية؟

الشعب الفلسطيني لا ينسى دماء الأخوة المصريين والتي روت أرض فلسطين في الأعوام 1948 وفي 1967 وفي حروب عديدة أخرى حيث كافح الجنود المصريين جنبا إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين وفي خندق واحد هناك المئات من الشهداء المصريين والذين جاهدوا من على جبهات القتال لينصروا إخوانهم الفلسطينيين وما زالت قبور هؤلاء الشهداء موجودة حتى يومنا هذا على التراب الفلسطيني المحتل وهذه الشواهد شاهده على التحام الدماء الفلسطينية بدماء إخوانهم المصريين، فالشعب المصري والفلسطيني ما هم إلا أخوة ، ولم يتفان المصريين يوما في تقديم الدعم والمساعدة والمساندة لأخوانهم الفلسطينيين ، فالشكر كل الشكر لهذا الشعب العظيم والذي يساند إخوانه الفلسطينيين في الحرب على غزة.

هل ترى أن الاحتلال فشل في مهمته العسكرية في غزة؟

لا شك بأن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في مهمته العدوانية على غزة، الاحتلال اليوم يعترف بأن حساباته بشأن الحرب على غزة والقضاء على حركات المقاومة كانت خاطئة تماما ، مخططاتهم كانت احتلال غزة في مدة زمنية قصيرة لا تتعدى الشهر ، فكانت حساباتهم فاشلة كما هم .

كيف ترى انتهاكات الاحتلال للمقدسات الدينية في الضفة والقدس؟

هي استفزاز لمشاعر الأمة العربية والإسلامية ليس إلا وخلق العداء وإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

كيف ترى إعلان الاحتلال ذبح البقرات المقدسة بالأقصى؟

هي ليست بقصة جديدة ولإنما هم يحاولون ومنذ سنوات طويلة بان يتحقق حلمهم بذبح البقرات بل والأضاحي في الحرم القدسي الشريف لكن مرابطو المسجد الأقصى المبارك وسكان مدينة القدس يجعلون أمنياتهم وكأنها حلم لن يتحقق باذن الله تعالى.

لماذا يصر المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى يوميا وما هي رسالتهم في ذلك؟

لأنهم يؤمنون بأن المسجد الأقصى المبارك مبني على ركام هيكل سليمان المزعوم  وأمنياتهم هي هدم المسجد الأقصى المبارك والسيطرة على 144 دونم وإقامة هيكل سليمان ، لكن هيهات هيهات، حلم إبليس بالجنة.

هل تتوقع انهيار قريب لحكومة نتنياهو؟

عاجلآ بإذن الله ستنتهي هذه الحكومة والتي أصبح أيضا الشعب الاسرائيلي يؤمن بأنها حكومة فاشلة أوصلت إسرائيل إلى الدرك الأسفل.

كيف ترى انتفاضة الجامعات الأمريكية لدعم الشعب الفلسطيني وهل ستؤثر على المشهد في الولايات المتحدة؟

هي مظاهرات يباركها الشعب الفلسطيني والشعوب المتعاطفة عالمياً مع الشعب الفلسطيني ، وهي أيضا مظاهرات ضاغطة على الحكومات المناصرة والداعمة للاحتلال الإسرائيلي وهذه المظاهرات أصبحت تخيف الحكومات الأجنبية.

هل ترى أن الرواية الفلسطينية أصبحت هي المنتصرة الآن في كافة أنحاء العالم ضد الرواية الإسرائيلية وما انعكاس ذلك على الفلسطينيين في المستقبل؟

الرواية الفلسطينية دائماً منتصرة ، لكن هناك من يحاربها بشراسة أيضا، وهذا يقلق الشعب الفلسطيني، لذلك الفلسطيني يشعر نفسه دائماً بأنه محارب لذلك هو مستنفر دائما وجاهز لخوض المعارك من أجل هذه الرواية المقدسة.

كنيسة القيامة
كنيسة القيامة

في النهاية ما هي الوصية التي ستقولها لابنك عندما تسلم له مفاتيح كنيسة القيامة؟

اعلم أولادي ما تعلمته من والدي رحمه الله حيث قال لي هذه العبارات والتي لن ولم أنساها مطلقا :"اعلم يا ولدي بأن الانسانية  قبل التدين ، والوئام والمحبة والتعايش المشترك بين جميع الاديان والملل والطوائف المختلفة يجب ان تترسخ وتسود ،  لأننا نتقاسم الوجود على هذه الأرض، بالإنسانية نحيا وبالحب والاخلاق نلتقي ونرتقي".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة