يوما بعد يوم تتفاقم الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة المحاصر مع استمرار الحرب الإسرائيلية منذ 7 أشهر، ولكن مع التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي يحتمي بها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، زادت التحذيرات الدولية من الكارثة الإنسانية التي ستنتج عن استهداف المدينة.
وعكفت قوات الاحتلال الإسرائيلي على زيادة التصعيد فى الوقت الذى منحت فيه حركة حماس الجانب الإسرائيلي مبررا بالإقدام على عملية كرم أبو سالم، حيث أفاد الجيش الإسرائيلى بمقتل 3 جنود فى هجوم صاروخى لحركة حماس على المعبر.
وأفاد الجيش الإسرائيلى لوكالة فرانس برس بأنه إضافة إلى القتلى أصيب 12 جنديا، جروح 3 منهم خطرة. وأفاد الجيش الإسرائيلى أن 10 صواريخ أطلقت باتجاه منطقة كرم أبو سالم، على بعد مئات الأمتار من المعبر.
وأشار إلى إن الصواريخ انطلقت من منطقة رفح المجاورة للمنطقة.
ولاحقا، أعلنت الحكومة الإسرائيلية "منع مرور المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم" إلى قطاع غزة، عقب سقوط صواريخ قرب المنطقة.
وكرر، من ناحية أخرى، وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن تحذيراته من هجوم إسرائيلى كبير على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة فى غزة، قائلاً إن إسرائيل لم تقدم خطة لحماية المدنيين.
وقال بلينكن فى منتدى سيدونا الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا "فى غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح الفلسطينية لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".
وكان قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، فى تصريحات سابقة إن بلينكن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معارضة واشنطن الهجوم على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
ومن جانبها، أعربت القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، فى غزة إيناس حمدان عن تخوفها من اجتياح برى محتمل لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، مؤكدة أنه سيؤدى لمزيد من الخسائر والكوارث فى القطاع.
وقالت حمدان في مداخلة لقناة العربية الإخبارية، إن تواجد أكثر من مليون ونصف مواطن في مدينة رفح ينذر بكارثة إذا ما تم اجتياحها بالنسبة للمدنيين ، كما سيؤدي الاجتياح أيضا للمزيد من الكوارث بالنسبة لدخول المساعدات لأن معابر ادخال المساعدات والمواد الإغاثية موجودة في رفح.
وأضافت أن الأونروا تعمل بخطط طوارىء منذ بدء الحرب على قطاع غزة ويتم تحديثها بحسب المعطيات الموجودة على الأرض، مؤكدة أن الوكالة مستمرة في تقديم خدماتها الإغاثية والصحية والغذائية وستستمر في تقديم خدماتها لأنه دورها الأساسي كأكبر منظمة إنسانية لا تزال تدير الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، ولكن ستتعرض هذه الخدمات إلى العرقلة وسنواجه العديد من التحديات إذا ما تمت عملية الاجتياح.
أما الاتحاد الأوروبى، فأكد أن أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى مزيد من المعاناة بحق المدنيين ، داعيا إلى حماية المدنيين في القطاع المحاصر بموجب القانون الدولي الإنساني.
وكان حث قادة الاتحاد الأوروبي إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في رفح وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
وكان أطلع الجيش الإسرائيلي، منظمات الإغاثة وإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن على خطة للبدء في إخراج سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة قبل غزوها، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو"، عن مسئول أميركي، ومصدرين مطلعين.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ الحكومة الأمريكية والمنظمات الإغاثية، أنه وضع خطة لنقل السكان من رفح إلى منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي صغير جنوب غربي قطاع غزة، لافتةً إلى أن الجيش أرسل خريطة للمنطقة، حصلت "بوليتيكو" على نسخة منها، إلى عمال الإغاثة خلال الأسبوع الجاري.
وحثت إدارة بايدن بشكل متكرر إسرائيل على تجنب اجتياح رفح ما لم تكن لديها خطة لحماية المدنيين، لكن المجلة نقلت عن المصدرين المطلعين قولهما، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ منظمات الإغاثة أن "غزو رفح سيتم قريباً".