نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الخميس حلقة نقاشية بعنوان "تجارب إعلامية لدعم أهداف التنمية المستدامة (1)"، ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمرها العلمي الدولي التاسع والعشرين، تحت عنوان "الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية". ترأس الحلقة الدكتور حسن عماد مكاوي الأستاذ بالكلية، بحضور الدكتورة شيماء ذو الفقار الأستاذ بالكلية (مُعقبًا)، والدكتورة أسماء أبو زيد الأستاذ المساعد بالكلية (مقررًا) للحلقة، وبمشاركة عدد من أساتذة وعمداء كليات الإعلام والخبراء.
وتضمنت الحلقة النقاشية الحديث عن عدد من الموضوعات والقضايا المحورية، منها: مفهوم الإعلام التشاركي والتنمية المستدامة: "تقييم التجربة المصرية"، دور المؤسسات الأكاديمية الإعلامية في التوعية بأهداف التنمية المستدامة، ودور كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية في هذا الشأن، بالإضافة إلى كيفية تعزيز الوعي البيئي من خلال مشروعات الطلاب.
وفي مستهل حديثه، عبر الدكتور حسن عماد مكاوي، الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية، عن سعادته في المشاركة في المؤتمر هذا العام، لافتا إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام التشاركي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحا أننا نفتقد هذا النوع من الإعلام إذ أن تطبيقه بالشكل الفعلي قليل في مصر، وذلك بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي التي يتحقق قيها ذلك وتسمح بمساحة من التفاعل والمشاركة.
وأوضحت الدكتور إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، مفهوم الإعلام التشاركي والذي يعني مشاركة المواطنين في الإعلام، بحيث يكون لهم الفرصة في تقديم محتوى يعبر عنهم ويتبادلوا من خلاله الخبرات الحياتية، لافتة إلى أن بداية هذا الشكل من الإعلام قد بدأ من العالم الثالث، وذلك من خلال شبكة أرر نت في أندونيسيا والتي قدمت للجمهور المحلي ٤٦ محطة ليتبادلوا من خلالها الخبرات، ومن بعدها ظهرت العديد من التجارب في الدول العربية، وكذلك في مصر مثل: محطة باب مصر وبودكاست فاهمة وعيب والباشكاتب.
وعبرت "أبو يوسف" عن استيائها حول قلة هذه التجارب في الإعلام المحلي في مصر، منوهة إلى إمكانية قيام الجمعيات الخيرية بتبني مثل هذه المشاريع الإعلامية، ولكن غالبيتهم يقتصر عملهم الآن على توفير الطعام والشراب، ونادت في ختام حديثها بضرورة تعديل قانون الجمعيات الأهلية بما يتيح لهم المجال لإنشاء قنوات تشاركية يعبر فيها المواطن المصري عن نفسه ويشارك في الحياة السياسية.
وأشار الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر، إلى أهمية موضوع موضوع مؤتمر الكلية لهذا العام، لافتا إلى أن تحقيق التنمية المستدامة لا يؤثر فقط على الأجيال الحالية ولكن على مستقبل الأجيال المُتعاقبة، لذلك تهتم مؤسسة الأزهر بكافة كياناتها بنشر التوعية حول هذا الموضوع بغرض تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، موضحا أن كلية الإعلام جامعة الأزهر تتضمن خطتها الاستراتيجية العديد من الأهداف العامة والتكتيكية التي تتصل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما تركز العديد من الخطط البحثية الأكاديمية فيها على هذا الموضوع، وتنشر المجلات العلمية للكلية العديد من الأبحاث حوله أيضا، ويأتي هذا الاهتمام انطلاقا من التوجيه الديني المباشر في العديد من الآيات القرانية بنهي الإنسان عن العبث بموارد الكوكب ومطالبته بترشيد استخدامها، حيث إن عدم استغلال الموارد يعود بالضرر على السكان أجمعهم، منوها أن ظاهرة الاحتباس الحراري وغيرها من الظواهر المناخية التي نواجهها الآن هي من عمل الانسان، ناصحا بضرورة توظيف الإعلام الرقمي لتوعية الجمهور، فضلا عن توجيه الطلاب لتنظيم حملات ومشاريع توعوية بهذه القضية.
ومن جانبها، استعرضت الدكتورة سهير عثمان، أستاذ الصحافة بالكلية ووكيل كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية لشئون التعليم والطلاب، خلال كلمتها تجربة كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية كمؤسسة أكاديمية في دعم التنمية المستدامة، لافتة إلى وجود العديد من المقررات الدراسية بالكلية عن التنمية المستدامة وكيفية تحقيق الأهداف الإنمائية وذلك في ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠، موضحة ان اهتمام قيادات الكلية بذلك انعكس على الطلاب أيضا، مما أدى إلى إنتاج العديد من المشروعات الطلابية والحملات التوعوية حول ذلك في الأقسام المختلفة بالكلية، مثل حملة "واحد زيادة نزيد سعادة"، وحملة "بين جدران القاهرة" ومنصة بين السطور كصوت لذوي الهمم، ومنصة أبو قردان كهمزة وصل بين المزارعين والهيئات الحكومية، وغيرها من المشروعات التي تناولت قضايا التنمية والمياه والمرأة والتغيرات المناخية.
أما الدكتور محمد منصور هيبة، المستشار الإعلامي لرئيس جامعة القاهرة، تطرق خلال كلمته في الحلقة النقاشية إلى الحديث عن دور الاعلام في مراحل التحول في المجتمعات، لافتا إلى وجود خطورة في هذه المراحل وهي أن يصبح الإعلام "متحولا" وذلك كما حدث في ثورات الربيع العربي، مؤكدا أهمية قيام الإعلام بدور مؤسسي ومحوري لدعم أهداف التنمية المستدامة، مشددا على ضرورة أن لا يكون تابعا لأي جهة أو مؤسسة ويراعي السياق المجتمعي.
وأضاف "هيبة" أن الإعلام في هذه المرحلة ينبغي أن يحرص على أداء عدد من الأدوار، أهمها تقديم المعرفة في السياق والتوقيت المناسب للجمهور إذ أنها حق ومطلب أساسي له، فضلا عن إجراء حوار مجتمعي يشارك فيه الجمهور حول المشاكل البيئة، وترجع أهمية ذلك نظرا لأن المجتمع هو جزء من المشاكل البيئية، لذلك لا يحق للإعلام تغييب دوره في هذا الأمر، مشددا على ضروة مشاركة الجمهور في صناعة القرارات والإجراءات التي تتصل بهذا الشأن، منوها أن جامعة القاهرة هي أول جامعة تؤسس مكتبا يهدف الي تخريج كوارد تحقق اهداف التنمية المستدامة، كما أنها الاولى محليا والثانية على مستوى أفريقيا في تصنيف الجامعات الخضراء.
وبدورها، أكدت الدكتورة بسنت محمد عطية، رئيس قسم الإعلام بكلية اللغة والإعلام بالإسكندرية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أهمية تعزيز الوعي البيئي في المؤسسات الأكاديمية من خلال المقررات الدراسية والمشاريع والحملات التوعوية، مُستعرضة بعض المشاريع الطلابية التي تم إنتاجها بالكلية مثل مشروع سلامة البيئة البحرية ومشروع إعادة التدوير ومخاطر البلاستيك.