تجتاح الفيضانات والزلازل والسيول العديد من البلدان حول العالم، كانعكاس ونتيجة لأفعال البشر التى أهدرت خيرات الطبيعة بأدوات مختلفة على مدى سنوات، حتى أصبحت الكوارث من أكبر المخاطر المُهددة للبشرية.
فى هذا السياق، قالت باولا ألبرتو مديرة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، إن نحو 11 مليون شخص فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى تضرروا من الكوارث فى عام 2023، معظمها مرتبط بالمناخ، "مما أدى إلى خسائر اقتصادية قدرها أكثر من 20 مليار دولار."
من بين تلك الكوارث ما تواجهه البرازيل هذه الأيام، حيث أودت الفيضانات بحياة أكثر من 136 قتيلا فى ولاية ريو جراندى دى سول، وفق ما أعلنت وكالة الدفاع المدنى البرازيلية، إضافة إلى 125 شخصا ما زالوا فى عداد المفقودين، مشيرة إلى أن 70 ألف شخص على الأقل اضطروا للعيش فى ملاجئ مؤقتة.
وفى هذا السياق، أعلنت الحكومة البرازيلية تخصيص عشرة مليارات دولار من أجل المساعدة فى جهود الإنقاذ وإعادة الإعمار فى ولاية "ريو جراندى دو سول" المتضررة جراء الفيضانات.
ليست البرازيل وحدها من تعانى من الفيضانات، ففى أفغانستان أيضا أودت الفيضانات بحياة 311 شخصا جراء سيول اجتاحت ولاية بغلان شمال أفغانستان، حسب حصيلة جديدة أوردها "برنامج الأغذية العالمى".
وتسببت فيضانات مفاجئة ضربت شمال أفغانستان، بمقتل أكثر من 200 شخص فى ولاية بغلان وحدها فى حصيلة أولية سابقة، فيما أعلنت السلطات حالة طوارئ وأرسلت فرق إنقاذ لإسعاف الجرحى.
وقد سبق أن اجتاحت الفيضانات الصين أيضا، حيث تم إجلاء عشرات الآلاف جراء أمطار غزيرة وفيضانات ضربت جنوب الصين، وهطلت أمطار غزيرة على مقاطعة قوانجدونج بجنوب البلاد فى الأيام الماضية، ما أدى لارتفاع منسوب الأنهر وأثار مخاوف من فيضانات لا يحدث مثلها سوى مرة واحدة فى قرن من الزمن.
وأكد قسم إدارة الكوارث المحلى أن عشرات الأشخاص فقدوا بعد الهطول المتواصل للأمطار فى أنحاء مختلفة من قوانجدونج.
وأشارت إلى أنه تم إجلاء أكثر من 53 ألف شخص فى المقاطعة ونقلهم إلى أماكن أخرى، منهم أكثر من 45 ألفاً من مدينة تشينجيوان الواقعة على ضفتى نهر بى فى منطقة دلتا نهر اللؤلؤة.
هكذا الحال أيضا فى روسيا، ففى منطقة كورجان فى جبال الأورال الروسية تم إخلاء عدة مناطق، بسبب ارتفاع منسوب الأنهار بعد ذوبان كميات كبيرة من الثلوج وتساقط أمطار غزيرة.
أمطار رعدية فى السعودية
ومن البرازيل إلى السعودية، تستمر موجات الطقس السيئ فى بعض المناطق، بالتزامن مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين فى منطقة عسير، حيث جرفتهم السيول فى أحد الأودية بمحافظة الأمواه.
وتوقع المركز الوطنى للأرصاد بالمملكة أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدى إلى جريان السيول مصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد على أجزاء من مناطق: نجران، جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، فى حين تكون متوسطة على أجزاء من مناطق: المدينة المنورة، حائل، القصيم، الرياض؛ تمتد إلى الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية، كما تنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق: الحدود الشمالية، الجوف، تبوك.
وأشار المركز إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 15-40 كم/ساعة على الجزء الشمالى، وشمالية غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 12-32 كم/ساعة على الجزء الأوسط، وجنوبية غربية إلى جنوبية شرقية بسرعة 15-35 كم/ساعة تصل إلى 50 كم/ساعة مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزء الجنوبى، وارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف على الجزأين الشمالى والجنوبى، مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزء الجنوبى، فيما تكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربى جنوبية غربية إلى جنوبية شرقية بسرعة 15-35 كم/ساعة على الجزء الشمالى، وشمالية شرقية إلى جنوبية شرقية بسرعة 10-30 كم/ساعة على الجزء الأوسط، وشرقية إلى شمالية شرقية بسرعة 10-25 كم/ساعة على الجزء الجنوبى.
سيول اليمن
وفى السياق نفسه، واجهت اليمن سيول شديدة نتيجة المنخفض الجوى الذى غلف أجواء عدد من الدول الخليجية، وتسببت اليول فى اليمن فى نزوح مئات الأسر، إضافة إلى عشرا تمن الضحايا والمفقودين، خاصة فى محافظتى حضرموت والمهرة فى جنوب شرق اليمن، حيث أغرقت السيول خاصة فى محافظة حضرموت عددا كبيرا من المنازل والمبانى الطينية وانسداد قنوات تصريف السيول، وأدت غلى تشريد أكثر من 3 آلاف أسرة.