أثار الهجوم على رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، ناقوس الخطر فى أوروبا، خاصة أنه حليف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وتعرض لإطلاق النار عدة مرات، مما أثار المخاوف من أن السياسة الأوروبية المستقطبة تميل نحو العنف، يأتى إطلاق النار فى سلوفاكيا قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات البرلمان الأوروبى الحاسمة، والتى يبدو أن الأحزاب الشعبوية واليمينية المتشددة فى الكتلة المكونة من 27 دولة تستعد لتحقيق مكاسب فيها، والتى ينتمى لها رئيس الوزراء.
سلوفاكيا
وقالت صحيفة الموندو الإسبانية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى، إن فيكو معروف بتحدى زملائه بالاتحاد الأوروبى، ومحاولة اغتياله أخطر هجوم ضد زعيم أوروبى منذ عقود، فقد تم إطلاق النار على فيكو بعد مغادرته دار الثقافة فى هاندلوفا، وهى بلدية فى وسط سلوفاكيا، بينما كان يستقبل حشدًا صغيرًا فى ساحة بانيكوف، وتم نقله إلى مستشفى قريب ثم نقل جوا إلى مستشفى آخر لإجراء عملية جراحية طارئة.
وبعد ساعات، قال نائب رئيس الوزراء توماس تارابا، إن وضع فيكو بين الحياة والموت، وأعرب عن أمله فى أن يبقى على قيد الحياة، وتم القبض على المهاجم، الذى قالت وسائل الإعلام السلوفاكية أنه يبلغ من العمر 71 عاما، على الفور من قبل ضباط الأمن.
وقال وزير الداخلية ماتوس سوتاج إستوك، فى مؤتمر صحفى، إن فيكو تعرض لإطلاق النار خمس مرات وأن الدليل الأول، يشير بوضوح إلى وجود دافع سياسى، وعندما سئل عن اسم المهاجم قال: ليس اليوم.
وأثارت محاولة الاغتيال المخاوف من أن المناقشات السياسية المسمومة والاستقطابية على نحو متزايد فى أوروبا كانت تميل نحو العنف، خاصة فى ظل الاستعداد لانتخابات البرلمان الأوروبى المقررة فى يونيو المقبل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن فيكو بدأ مسيرته السياسية التى استمرت ثلاثة عقود كزعيم يسارى، لكنه تحول مع مرور السنين نحو اليمين، وتولى رئاسة الوزراء من 2006 إلى 2010 ومن 2012 إلى 2018، قبل أن يعود إلى السلطة فى انتخابات العام الماضي. وبعد الإطاحة به وسط احتجاجات فى الشوارع عام 2018، وأعيد انتخابه بفضل خطة حكومية تعتمد على المحافظة الاجتماعية والقومية ووعود ببرامج مساعدات سخية.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها، أن معارضته للدعم العسكرى لأوكرانيا، وعلاقاته الودية مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، وغير ذلك من المواقف، جعلته خارج التيار الرئيسى الأوروبى، ومثله كمثل حليفه فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، دأب فيكو على انتقاد الاتحاد الأوروبى بشكل متكرر.
ومثل أوربان والزعيم الهولندى اليمينى المتطرف خيرت فيلدرز، استمتع فيكو بتقديم نفسه كمدافع قوى عن الرجل العادى، وعدو صريح للنخب الليبرالية وحصن ضد الهجرة من خارج أوروبا.
واتهم منتقدوه فيكو بتقويض استقلال وسائل الإعلام، وعارضوا جهوده لتقييد التمويل الأجنبى للمنظمات المدنية ووصفوه بأنه تهديد للديمقراطية. كما يتهمونه بالرغبة فى إعادة سلوفاكيا إلى العصر القمعى للكتلة السوفيتية.
وبدا أن مهنة فيكو السياسية قد انتهت بعد الإطاحة به فى عام 2018، لكنه وجد دعمًا جديدًا فى العام الماضى من خلال الترويج لمواقف مناهضة لمجتمع المثليين، ومهاجمة الاتحاد الأوروبى باعتباره تهديدًا للسيادة الوطنية ومعارضة استمرار إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، أصبحت سلوفاكيا أول دولة تتوقف عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، على الرغم من استمرارها فى تقديم المساعدات غير العسكرية.
وكانت عودته إلى السلطة فى العام الماضى انعكاسًا لاتجاه أوسع فى قسم كبير من أوروبا: تراجع الدعم لأحزاب يسار الوسط ويمين الوسط التى تداولت بهدوء بعد الانتخابات واتفقت على أغلبية الأمور.
ولم يكن لدى الشرطة تعليق فورى على الهجوم، وهو أخطر محاولة لاغتيال رئيس حكومة أوروبية منذ اغتيال رئيس الوزراء الصربى زوران جيندجيتش فى عام 2003.
وأثار الهجوم مجموعة من الإدانات من زعماء العالم، بما فى ذلك الرئيس جو بايدن، الذى وصفه بأنه، عمل عنف مروع، وبوتين، الذى أشاد بفيكو ووصفه بأنه، رجل شجاع وقوى العقل.
وقالت رئيسة سلوفاكيا زوزانا كابوتوفا، التى يعتبر منصبها شرفيا إلى حد كبير، فى بيان: الهجوم على رئيسة الوزراء هو أولا وقبل كل شيء هجوم على إنسان، ولكنه أيضا هجوم على الديمقراطية.
وأشار بعض حلفاء فيكو فى البرلمان إلى أن خصومه الليبراليين هيأوا البيئة لإطلاق النار.
وعلقت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على الأمر قائلة: إننى أدين بشدة الهجوم الخسيس ضد رئيس الوزراء روبرت فيكو. أن هذه الأفعال ليس لها مكان فى مجتمعنا، وهى تقوض الديمقراطية، وهى أثمن صالحنا المشترك، من جانبها، قال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، أن الخبر تركه مصدوما، ووجه رسالة دعم لعائلة رئيس الوزراء.
كما انتقد عدد من الرؤساء والزعماء الهجوم الذى تعرض له فيكو، مثل رئيس وزراء المملكة المتحدة، ريشى سوناك؛ ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز؛ ورئيس وزراء ألمانيا أولاف شولتز؛ كما رفضوا الهجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة