تتوالى الضربات ضد رئيس الوزراء الإسرائليى بنيامين نتنياهو، بسبب الإبادة الجماعية التي يمارسها فى غزة، وبعد أن أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، عزمها الاعتراف بوجود الدولة الفلسطينية، وهو القرار التاريخى الذى أثار إدانة إسرائيل وفرح الشعب الفلسطينى، أعلنت كولومبيا إقامة سفارة فى الأراضى الفلسطينية فى رام الله ، بالإضافة إلى أن جامعة برشلونة أعلنت قطع علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية.
أمر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بافتتاح سفارة فى مدينة رام الله الفلسطينية، حسبما أفاد وزير الخارجية لويس جيلبرتو موريلو، حيث أنه فى بداية الشهر، أعلن بيترو قرار حكومته بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب تصرفاتها فى غزة.
وسبق للرئيس أن انتقد بشدة نتنياهو وطلب الانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا التى تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وقال وزير الخارجية موريلو، أصدر الرئيس بيترو تعليمات بأن نقيم سفارة كولومبيا فى رام الله، والممثلية الكولومبية فى رام الله، وهذه هى الخطوة التالية التى سنتخذها، حسبما قالت وكالة كولمبيانو.
وأكد موريلو أن المزيد من الدول ستعترف بفلسطين كدولة تتمتع بحقوقها الكاملة أمام الأمم المتحدة، وهى الجهود التى تدعمها كولومبيا.
وكانت شهدت منصة إكس حربا كلامية بين الرئيس بيترو ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول الحرب الإسرائيلية على غزة، التى اعتبرها بيترو، حرب إبادة، والذى قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع إسرائيل.
ووجه بيترو حديثه لنتنياهو: قائلا: "سيد نتنياهو، سوف يسجلك التاريخ على أنك ترتكب إبادة جماعية، أن إلقاء القنابل على آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء لا يجعل منك بطلا.. أنتم تقفون إلى جانب أولئك الذين قتلوا ملايين اليهود فى أوروبا".
برشلونة
وفى السياق نفسه، تعمل جامعة برشلونة على تفعيل كافة الآليات اللازمة لـ"كسر" اتفاق التعاون مع جامعة تل أبيب "فورا وإلى أجل غير مسمى"، ولن يتم إبرام أى اتفاقيات أخرى مع المؤسسات الإسرائيلية حتى "تضمن الأوضاع فى منطقة غزة" حالة من السلام المطلق واحترام حقوق الإنسان، حسبما قالت صحيفة الديباتى الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه إحدى النقاط التى تضمنها الاقتراح الذى وافق عليه مجلس إدارة الجامعة بأغلبية 28 صوتا مقابل خمسة أصوات وامتناع ثلاثة عن التصويت.
وستعمل جامعة برشلونة على تفعيل كافة الآليات اللازمة لـ"كسر" اتفاق التعاون مع جامعة تل أبيب "فورا وإلى أجل غير مسمى"، ولن يتم إبرام أى اتفاقيات أخرى مع المؤسسات الإسرائيلية حتى تضمن الأوضاع فى منطقة غزة" حالة من السلام المطلق واحترام حقوق الإنسان. وهى إحدى النقاط التى تضمنها الاقتراح الذى وافق عليه مجلس إدارة الجامعة بأغلبية 28 صوتا مقابل خمسة أصوات وامتناع ثلاثة عن التصويت.
وكان مجلس مدينة برشلونة الإسبانية أعلن فى بداية الحرب فى غزة، قطع جميع العلاقات مع دولة إسرائيل احتجاجا على الحرب على قطاع غزة، وحتى وقف إطلاق النار بشكل دائم.
إسبانيا وأيرلندا والنرويج
وكان رئيس الوزراء النرويجى يوناس جار ستور قال: للفلسطينيين حق أساسى ومستقل فى أن تكون لهم دولتهم الخاصة. ولكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق فى العيش بسلام فى دولتين منفصلتين، وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك سلام فى الشرق الأوسط دون حل الدولتين".
من جانبه، قال بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، فى كلمة ألقاها أمام البرلمان، أن هناك ثلاثة أسباب يستند إليها قراره: "السلام والعدالة والتماسك"، وسيدخل الاعتراف بهذه الحكومات الأوروبية الثلاث حيز التنفيذ فى 28 مايو.
وأشار الخبير جيمس لانديل، إلى أن إعلان أيرلندا وإسبانيا والنرويج سيزيد الضغط على الحكومات الأوروبية الأخرى - بما فى ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا - للاعتراف أيضًا بالدولة الفلسطينية.
وبحسب الصحافة الأيرلندية، فإن حكومة هذا البلد سترفع مستوى تمثيلها الدبلوماسى فى رام الله - حيث مقر السلطة الفلسطينية - إلى مستوى السفارة، بينما سيحدث الشيء نفسه مع التمثيل الفلسطينى الحالى فى دبلن.
كما أعلنت وزيرة خارجية النرويج أنها ستحول تمثيلها الدبلوماسى الحالى فى الضفة الغربية إلى سفارة.
وفى حالة إسبانيا، قال وزير خارجيتها، خوسيه مانويل ألباريس، فى مقابلة مع كادينا سير إنهم سيواصلون العمل مع الممثليات الدبلوماسية القائمة. وفى هذه الحالة، يتم توجيه هذه العلاقات عبر القنصلية الإسبانية فى القدس والسفارة الفلسطينية فى مدريد.
وتعترف أقلية من الدول الأوروبية بالفعل بالدولة الفلسطينية. وتشمل هذه المجر وبولندا ورومانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وبلغاريا والسويد وقبرص ومالطا، لكن العديد من الدول الأوروبية - والولايات المتحدة - تقول إنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية إلا كجزء من حل سياسى طويل الأمد للصراع من خلال ما يعرف باسم "حل الدولتين"، الذى يتفق فيه الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء. أن تكون لهم دولهم الخاصة ذات حدودها الخاصة.
فى الماضى، كان موقف العديد من الحكومات الغربية يتلخص فى أن الدولة الفلسطينية لابد أن تكون جائزة لأى اتفاق سلام نهائى، ومن بين هذه الدول، تدعم الولايات المتحدة ما يسمى بحل الدولتين، لكنها تقول أنه يجب أن يتم التوصل إليه من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
أمريكا اللاتينية والقضية الفلسطينية
تاريخيًا، حافظت معظم الحكومات اليسارية فى أمريكا اللاتينية على الدعم التقليدى للقضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الكولومبى، أحد أكثر منتقدى إسرائيل منذ بداية الحرب الحالية فى غزة، كما اتهم نيكولاس مادورو فى فنزويلا والرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى،حتى أن دا سيلفا قارن الوضع بتصرفات أدولف هتلر ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وفى الوقت الحالى، يعترف حوالى 139 من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 بفلسطين كدولة، لكن القائمة لا تشمل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، أو أى عضو آخر فى مجموعة السبع، وهى مجموعة الاقتصادات السبعة الأكثر تقدمًا فى العالم.
وفى أمريكا اللاتينية هناك 19 دولة اعترفت بوجود الدولة الفلسطينية وهي: الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، تشيلى، كولومبيا، كوستاريكا، كوبا، جمهورية الدومينيكان، والإكوادور، السلفادور، جواتيمالا، هايتى، هندوراس، المكسيك، نيكاراجوا، باراجواى، بيرو، أوروجواى وفنزويلا.
والدولة الوحيدة فى أمريكا اللاتينية التى لا تعترف بالدولة الفلسطينية هى بنما.
وبعد اندلاع الحرب، ومع استمرار الدمار فى غزة، قامت حكومات أمريكا اللاتينية، مثل حكومات تشيلى وهندوراس وكولومبيا، بسحب سفرائها من إسرائيل، واتخذت كولومبيا وبوليفيا خطوة أخرى بقطع العلاقات مع الإسرائيليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة