فى يونيو المقبل، يُدعى مواطنو الاتحاد الأوروبى إلى صناديق الاقتراع لانتخاب النواب الـ720 الذين سيشكلون جزءاً من البرلمان الأوروبي، ويمثل أعضاء البرلمان الأوروبي، إلى جانب ممثلى حكومات الدول الأعضاء، حوالى 450 مليون أوروبي ويقومون بالتشريع في العديد من الجوانب المهمة فى المجتمع الأوروبى، كما يوافق البرلمان على ميزانيات الاتحاد الأوروبى؛ ينتخب رئيس المفوضية الأوروبية ويوافق على مفوضيها.
التصويت يتحول لاستفتاء على شعبية ماكرون وميلونى
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إن التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبى ، مطلع يونيو المقبل ، من الممكن أن يتحول إلى استفتاء على شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ورئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلونى .
وقال النائب البلجيكي بينوا لوتن، عضو كتلة البرلمان الأوروبي، قوله إنه "في العديد من البلدان، يتم تحويل الانتخابات الأوروبية نحو قضايا وطنية وغير أوروبية، على سبيل المثال في فرنسا، حيث يمكن أن يتحول التصويت إلى استفتاء لصالح أو ضد إيمانويل ماكرون، وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على إيطاليا، حيث تخوض رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني هذا الاستحقاق الانتخابي، ممثلة لليمين المتطرف، على رأس قائمة حزبها "فراتيلي ديتاليا".
وقال بياتريس كوفاسي، عضو البرلمان الأوروبي الإيطالي وعضو مجموعة الديمقراطيين الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي في هذا السياق بقوله: "نحن نجازف بإجراء تصويت وطني على سجل جورجيا ميلوني، وليس على القضايا الأوروبية الكبرى" معتبرًا أن ذلك "أمر مؤسف".
صعود مرتقب لليمين المتطرف
وقالت صحيفة الباييس الإسبانية إنه من فرنسا إلى النمسا وهولندا وبولندا وفي دول أوروبية أخرى، تشير الاستطلاعات إلى فوز مرتقب لأحزاب اليمين المتطرف في تسع دول على الأقل، فيما يفترض أن تحتل أحزاب يمينية متطرفة أخرى المرتبة الثانية أو الثالثة في تسع دول أخرى، وفق نفس الاستطلاعات.
أبرز المرشحين
وتمثل رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أبرز المرشحين لهذا الاستحقاق الانتخابي. وينزل اليمين المتطرف الإيطالي بكامل ثقله من خلال ترشيح رئيسة الحكومة التي قالت إنها تتقدم بمشروع واضح: "افعلوا في أوروبا ما فعلناه في إيطاليا".
ويقوم مشروع ميلوني على إنشاء تحالف كبير، من أقصى اليمين إلى يمين الوسط، على صورة ما تصفه الآن بـ "النموذج الإيطالي" وإعادة اليسار إلى المعارضة. ومن المنتظر أن يضم الائتلاف الذي سيكون مجموعتها الأوروبية المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، وستتولى هي قيادته.
وفي ألمانيا تمثل رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية أورسولا فوندرلاين الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فيما يتقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" (أقصى اليمين) لهذا الموعد الانتخابي بقائمة يرأسها ماكسيمليان كراخ.
وفي فرنسا تقدمت 37 قائمة لهذا الموعد الانتخابي، ويرأس جوردان بارديلا قائمة حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) للمرة الثانية على التوالي، رغم أنه لا يتجاوز سن 28 عاما، فيما ترأس فاليري هاير (37 عاما) قائمة الأغلبية الرئاسية، وترفع القائمة شعار "حاجة أوروبا"، ويرأس رافائيل كلوكسمان قائمة الحزب الاشتراكي الفرنسي.
انقسامات داخلية
وعلى الر غم من ذلك ، فإن اليمين المتطرف في أوروبا يعانى من انقسامات وخلافات داخلية ، حيث تم طرد حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الخميس الماضى ، من التكتل اليمينى داخل البرلمان الأوروبى، بعد سلسلة فضائح تورط فيها أحد نوابه البارزين، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الأوروبية.
ويجرى التحقيق مع النائب ماكسيميليان كراه، المرشح الأبرز لحزب "البديل من أجل ألمانيا" فى الانتخابات الأوروبية التى ستُجرى يومى 6 و9 يونيو، للاشتباه بإقامته صلات مشبوهة مع روسيا، وأيضًا بعد أن أدلى بتعليقات قلل فيها من جرائم قوات الأمن الخاصة النازية (إس إس)، وقال كراه، أنه "ليس كل أعضاء منظمة قوات الأمن الخاصة النازية شبه العسكرية مجرمين".
ماكسيميليان كراه
واعتُبرت تصريحات كراه بمثابة "تبرئة لقوات الأمن الخاصة النازية"، بحسب "، التى أفادت بأن كراه يعانى بالفعل من ضغوط كبيرة بعد اعتقال مساعده فى البرلمان الأوروبي.
ويسعى حزبا "التجمع الوطني" الفرنسى و"الرابطة" الإيطالى، الشريكان مع حزب البديل ضمن تكتل "الهوية والديموقراطية" اليمينى المتشدد فى البرلمان الأوروبى، إلى إبعاد نفسيهما عن الحزب الألمانى ونائبه ماكسيميليان كراه.
وقالت مارين لوبان، زعيمة حزب "التجمع الوطني" الفرنسى اليمينى المتطرف، إنها ستقطع العلاقات مع الحزب اليمينى "البديل من أجل ألمانيا"، وبعد يومين، صوّت تكتل "الهوية والديموقراطية" لطرد الحزب الألمانى ومشرعيه التسعة من صفوفه، وقال التكتل فى بيان "لم يعد تكتل الهوية والديموقراطية يرغب فى أن يكون مرتبطا بالحوادث التى تورط فيها ماكسيميليان كراه".
وتنقسم قوى اليمين الراديكالية والشعبوية فى البرلمان إلى مجموعتين، هما كتلة "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين"، وكتلة "الهوية والديموقراطية" التى تضم "التجمع الوطني" الفرنسى، و"حزب البديل من أجل ألمانيا"، و"الرابطة" الإيطالي. ويبدو أن الخلافات بين تلك الأحزاب أكبر من القواسم المشتركة، ما يقلل احتمالات خروج إحدى المجموعات اليمينية من المعترك الانتخابى الأوروبى بالزخم الكافى لتعزيز أجنداته المحافظة.
وتشتعل قضية الإجهاض فى أوروبا ، وتعتبر هذه القضية من أهم مفاتيح الانتخابات الأوروبية، وقدمت الناشطات والمنظمات النسوية فى بروكسل حملة لإنشاء آلية تمويل مجتمعية تضمن الإجهاض الآمن والمجانى لجميع النساء فى الاتحاد الأوروبى وحاولت حشد التصويت لصالح الأحزاب التى تدعم هذا الأمر، وذلك قبل انتخابات البرلمان الأوروبى المقررة فى يونيو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة