شهدت سماء مكة المكرمة، تعامد الشمس على الكعبة المشرفة بالتزامن مع وقت أذان الظهر بالمسجد الحرام عند الساعة 12:18 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة (9:18 ص بتوقيت جرينتش) وهو التعامد الأول للشمس هذا العام 2024.
الشمس عند لحظة التعامد وصلت بأقصى ارتفاع لها 90 درجة تقريبًا وسيختفى ظل الكعبة تمامًا وظلال جميع الأجسام فى مكة ويصبح ظل الزوال صفرًا، بينما ستكون الشمس مائلة فى سماء المناطق البعيدة فى هذا التوقيت.
ظاهرة تعامد الشمس تحدث نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان فى شهر يوليو.
لذلك فالمناطق الواقعة فى خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا وجنوبًا كلها تشهد هذه الظاهرة مرتين فى السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، لذلك تتميز به أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومدارى السرطان والجدي.
تعتبر ظاهرة التعامد من الطرق التى استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بطريقة فى غاية الدقة، باستخدام قطعة من "الخشب" منتصبة بشكل عمودى على سطح الأرض عند وقت التعامد فإن الإتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة تمامًا لكافة القاطنين فى المناطق البعيدة عن مكة فى الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالى وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.
ظاهرة تعامد الشمس تستخدم كذلك فى حساب محيط الكرة الأرضية بدون الحاجة للتقنيات الحديثة وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة فى علم الهندسة وهى طريقة قديمة تعود إلى أكثر من الفين سنة وهى تدل أيضًا على كروية الأرض.