تبريرات وقحة ساقتها حكومة الاحتلال لمجزرة خيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية ، كشفتها وسائل إعلام أمريكية ، وسط إدانات دولية وعربية واسعة للهجوم الذي راح ضحيته أكثر من 100 شهيد ومصاب حرقوا أحياءً داخل خيام قرب مخازن تابعة للأونروا.
وتجاهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرارات وأحكام محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية في رفح، حيث واصلت عملياتها في المدينة الواقعة جنوب القطاع، وبررت ذلك علي لسان مسئولين إسرائيليين بقولهم إن الحكم الصادر في لاهاي "يسمع بمواصلة التوغل طالما تم بعناية".
التبريرات الإسرائيلية نقلتها شبكة بلومبرج الأمريكية ، حيث ذكرت نقلاً عن مسئولين إسرائيليين لم تسمهم : "لجيش ينفذ ضربات مستهدفة في رفح، وهو عمل أقل بكثير من الغزو الكامل.
وعلقت بلومبرج بقولها إن المسئولين الإسرائيليين "يفسرون الحكم" علي طريقتهم الخاصة، حيث يعتبر كثيرون الحكم بمثابة أمر بوقف الهجوم لكن في تل ابيب يقولون إنه أمر مشروط بأن جيشهم يجب أن يوقف أي عمل يؤدي إلى تدمير المدنيين ، وهو ما ظهر في تصريحات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي المشتركة مع المستشارين القانونيين لوزارة الخارجية وقال فيه: إن الحملة في رفح لن تؤدي إلى تدمير السكان المدنيين الفلسطينيين .. ما يطلبونه منا هو عدم ارتكاب إبادة جماعية في رفح.. لم نرتكب إبادة جماعية ولن نرتكب إبادة جماعية".
وبالفعل اعترفت إسرائيل بقصف مخيم مليء بالنازحين الفلسطينيين في غزة، ما أسفر عن استشهاد العشرات وأثار إدانة عالمية، وقال مسؤولو صحة محليون إن العشرات استشهدوا وأصيب كثيرون عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية ليلة الأحد حي تل السلطان غرب رفح، مما تسبب في انفجار في المخيم ومقتل كثيرين، بينهم نساء وأطفال بداخله.
وقال شهود عيان لرويترز إن الخيام ذابت جراء القصف، ما أدى إلى حرق الناس أحياء ولجأ الآلاف إلى تل السلطان بعد أن فروا من شرق المدينة حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء وبدأ هجوما بريا في وقت سابق من هذا الشهر واعترفت إسرائيل بوقوع ضحايا مدنيين في رفح
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت مبكر من يوم الاثنين: تم تنفيذ الضربة ضد أهداف "مشروعة" بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر دقيقة وعلى أساس معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة .. إن الجيش الإسرائيلي على علم بالتقارير التي تشير إلى إصابة العديد من المدنيين في المنطقة نتيجة للضربة والنيران التي أشعلتها والحادث قيد المراجعة.
وأفادت التقارير والمسعفون على الأرض في رفح بوجود مشاهد واسعة النطاق للموت والدمار، حيث كانت العديد من الجثث متفحمة ويصعب التعرف عليها من جراء تأثير الانفجار على الخيام البسيطة.
ووفقا لصحيفة التليجراف، هجوم ليلة الأحد هو أكبر خسارة في الأرواح في رفح منذ أن شنت إسرائيل عملية هناك على الرغم من الدعوات العالمية ، التي تحث على عدم ما توقع الكثيرون أن يكون حمام دم.
وكسر عضو الكونجرس الأمريكي رو خانا وهو ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا الصمت الأمريكي بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح، وكتب على موقع اكس مهاجما رئيس وزراء الاحتلال: "يجب على نتنياهو أن يوقف فورًا الهجوم العسكري على رفح"، مستشهدًا بالقانون الدولي وسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأضاف عضو الكونجرس: "إن الخسارة المروعة لأرواح الأبرياء اليوم بسبب قصف مخيم اللاجئين تؤكد الضرورة الأخلاقية الملحة لوقف حملة رفح".