مع تسارع أزمة المناخ، ترتفع درجات الحرارة فى العالم بشكل أسرع، مما أدى إلى المزيد من الوفيات والإصابات، بالإضافة إلى المزيد من الأضرار التى من بينها الحرائق وانتشار الأمراض.
وفى أوروبا، وفقا لتقرير حديث عن حالة المناخ فى أوروبا ذكرت منظمتان كبيرتان لمراقبة المناخ، الاثنين، أن أوروبا هى القارة الأسرع فى ارتفاع درجات الحرارة وأن درجات الحرارة فيها ترتفع بما يقرب من ضعف المتوسط العالمى، وحذرت من العواقب على صحة الإنسان وذوبان الأنهار الجليدية والنشاط الاقتصادى، مما جعل العديد من الدول ترفع درجة الحذر مع توقعات بارتفاع كبير فى درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة أيضا.
وقالت إليزابيث حمدوش، نائبة رئيس وحدة كوبرنيكوس فى المفوضية الأوروبية: شهدت أوروبا عاماً آخر من ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة - بما فى ذلك الإجهاد الحرارى مع درجات حرارة قياسية وحرائق الغابات وموجات الحر وفقدان الجليد الجليدى وقلة تساقط الثلوج".
ويشكل التقرير تكملة قارية للحالة الرئيسية لتقرير المناخ العالمى الذى تصدره المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والذى يُنشر سنويًا منذ ثلاثة عقود، وجاء هذا العام مصحوبًا بـ "إنذار أحمر" يحذر من أن العالم لا يبذل ما يكفى لمكافحة عواقب تغير المناخ.
وفى إسبانيا، هناك توقعات بارتفاعه درجات الحرارة، إلى 40 درجة، وتهب الرياح متقلبة الاتجاه، غربية معتدلة على فترات على سفوح المحيط الأطلسى بعد الظهر، غربية معتدلة على المضيق.
المكسيك
وتعانى المكسيك من الموجة الثالثة من ارتفاع درجات الحرارة التى أودت بحياة حوالى 48 شخص حتى الآن، ووفقا لبيانات هيئة الأرصاد الجوية الوطنية SMN فإنها المرة الأولى التى تعانى البلاد من هذه الموجة منذ حوالى 100 عام.
وأشارت صحيفة لا اكسبانثيون المكسيكية، إلى أنه خلال عام 2024، سجلت مدينة مكسيكو درجات مرتفعة بشكل غير عادى، حتى تجاوزت الـ 45 درجة فى العديد من الأماكن وهو ما يجعل 2024 هو العام الأكثر سخونة للمكسيك.
ونفق أكثر من 138 قردا فى المكسيك فى الأيام الأخيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفى الفترة من 4 إلى 21 مايو، وتحدث الوفيات الجماعية فى الأماكن التى تتجاوز فيها درجات الحرارة بشكل غير طبيعى 43 درجة مئوية، مع وصول الإحساس بالحرارة إلى 52 درجة مئوية.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أنه قبل الموت، تعانى الحيوانات من النوبات وارتفاع الحرارة والإغماء، وهى أعراض الجفاف، وتشير الجمعيات الأهلية المستجيبة للكارثة إلى أن السبب الرئيسى للوفاة يبدو أنه ضربة شمس، رغم أنها لا تستبعد أسبابا أخرى.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فى المكسيك، بل زاد سوءا، حيث أفادت اللجنة الوطنية للغابات (كونافور)، فى تقريرها الأحدث، أن هناك 114 حريقًا تمت مراجعتها هذا الموسم فى تشياباس، وحتى الآن تم تسجيل 4213 حريق غابات فى 32 ولاية، فى مساحة قدرها 301346.23 هكتار.
البرازيل
فى خضم الأزمة الإنسانية التى يشهدها جنوب البلاد بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة والمتواصلة، أفادت وزارة الصحة البرازيلية فى نشرتها الرسمية أن عدد الوفيات بسبب مرض حمى الضنك تجاوز حاجز الثلاثة آلاف، مع أكثر من 935 ألف حالة إصابة محتملة، والفئة العمرية الأكثر تضررا هى من 20 إلى 29 عاما.
وارتفع عدد ضحايا الفيضانات التى ضربت جنوب البرازيل إلى 165 شخصا، بحسب آخر حصيلة قدمها الدفاع المدنى فى ولاية ريو جراندى دو سول، مشيرة إلى أنه عدد المصابين وصل إلى 806 أشخاص، وهناك 64 مفقودا، بالإضافة إلى أكثر من 581 ألف مواطن فقدوا منازلهم.
وفى فنزويلا، تعانى العاصمة الفنزويلية كاراكاس من موجة حارة تسببت فى نقص المياه فى بعض المجتمعات وزيادة الطلب على المستشفيات لعلاج أمراض مثل حمى الضنك وارتفاع ضغط الدم.
وقد شجع المناخ الحار على تكاثر البعوض، مما أدى إلى تسريع انتشار حمى الضنك والشيكونغونيا، كما أدى إلى زيادة كبيرة فى عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والجفاف الشديد.
لاحظت المبادرة الدولية للمناخ فى الغلاف الجليدى (ICCI) مؤخرًا على إحدى منصات التواصل الاجتماعى أن "فنزويلا فقدت رسميًا آخر نهر جليدى لها بعد أن أصبح نهر لا كورونا الجليدى على قمة هومبولت، على ارتفاع 4900 متر فوق مستوى سطح البحر.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ، قد تصبح فنزويلا أول دولة فى التاريخ الحديث تفقد كل أنهارها الجليدية.
خسائر تصل إلى 12.6 تريليون دولار بسبب الحر
ووجد الباحثون أن زيادة درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة تؤدى إلى انخفاض بنسبة 12% (12.6 تريليون دولار) فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى البالغ نحو 105 تريليونات دولار فى عام 2023، وهو تقدير أعلى بكثير من التحليلات السابقة، حسبما نقلت صحيفة او جلوبو البرازيلية.