أزمات متتالية يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على صعيد الجبهة الداخلية، حيث بدأت أحزاب المعارضة الإسرائيلية خطوات جادة لرسم ملامح تشكيل الحكومة الجديدة، وطى صفحة نتنياهو صاحب التاريخ الأطول فى رئاسة وزراء الاحتلال، بعد الإخفاق المستمر فى إدارة الحرب بقطاع غزة، والفشل فى تحقيق أهداف العدوان، بجانب تراجع الدعم الغربى وتوالى اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، واضطراب العلاقات بين تل أبيب والبيت الأبيض.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلى، بحث زعيم المعارضة فى إسرائيل رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، مع أفيجدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، ورئيس حزب "الأمل الجديد" جدعون ساعر، تشكيل حكومة بديلة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان".
وقالت مصادر فى المعارضة، أن الأحزاب الثلاثة تتخذ خطوات للإطاحة بالحكومة والجمع بين الأحزاب المختلفة لتشكيل حكومة جديدة، مشيرة إلى هناك نية لضم عضو مجلس الحرب بينى جانتس إلى هذه الحكومة البديلة.
وقبيل اللقاء المرتقب بين لبيد وليبرمان وساعر، قالت مصادر فى المعارضة الإسرائيلية، حسبما نقلت هيئة البث، أنه تم اتخاذ قرار بتكثيف التحركات ومحاولات إسقاط الحكومة، وتضافر الجهود بين الكتل البرلمانية للأحزاب الثلاثة لهذا الغرض.
وأضافت اللقاء الثلاثى سبقه لقاءات لبيد مع ليبرمان، ولقاءات لبيد مع ساعر، وهى لقاءات تزايدت فى الأسابيع الأخيرة، وهناك رغبة من جانب قيادات هذه الأحزاب فى رؤية الوزير جانتس ينضم إلى هذا التحالف حتى قبل انتهاء الموعد النهائى الذى حدده لانسحابه من مجلس الحرب وهو 8 يونيو المقبل.
تحركات المعارضة تأتى فى وقت تتزايد فيه وتيرة الاحتجاجات، حيث شهدت منطقة الجليل الأعلى أمس مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومئات اليهود المتشددين "الحريديم" الذين حاولوا الوصول إلى منطقة جبل الجرمق (جبل ميرون) بمنطقة الجليل الأعلى شمالى البلاد للاحتفال بعيد ديني.
وسبق أن أغلقت الشرطة منطقة الجبل، بعدما ألغى الجيش الاحتفالات فيها هذا العام بعيد الشعلة على خلفية الأوضاع الأمنية على الحدود مع لبنان.
ويقول اليهود إنهم يحتفلون فى هذا اليوم بذكرى ثورة "الشعب اليهودي" بقيادة الحاخام شمعون بار يوحاى، ضد الرومان فى عام 132 ميلادي.
اضطرابات الشارع الإسرائيلى، وحراك المعارضة فضلًا عن حالة السخط المتزايدة فى أوساط أسر الرهائن، ترجمتها استطلاعات الرأى، فبحسب استطلاع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، يرى 52 % من الإسرائيليين أن جانتس أكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء من نتنياهو الذى يدعمه 27 %.
من جانبه يعتزم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حل مجلس الحرب الإسرائيلى وذلك بعد الإنذار الذى وجهه الوزير فى المجلس بينى جانتس، وذلك حسبما نقلت القناة 13 الإسرائيلية.
وكان الوزير جانتس، قد هدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية، وحدد مهلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على خطة لما بعد الحرب على غزة.
وقالت مصادر للقناة 13 إنه فى حال فشل نتنياهو فى ضم رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر إلى حكومة الحرب فسيتم حل المجلس.
وأضافت المصادر أن نتنياهو يحاول ضم ساعر -رغم ضعف فرص حدوث ذلك- لسد الطريق على محاولات الوزيرين اليمينيين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش للانضمام للمجلس.
ونقلت القناة عن مصادرها قولهم أن انضمام الوزير جانتس وغادى آيزنكوت إلى مجلس الحرب منح نتنياهو قدرة اتخاذ قرارات بعيدا عن ضغوطات اليمين.
وأضافت هذه المصادر أن القرارات ستنتقل إلى المجلس الوزارى المصغر أن تم حل مجلس الحرب.
وكان قد قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أثناء كلمه سابقه له فى الكنيست لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: "لا تستحق رئاسة الحكومة بعدما فقدنا عشرات الجنود"، مضيفا أن نتنياهو غير مؤهل ليبقى رئيسا للحكومة، وغير قادر على أن تتحكم فى الوزراء المتطرفين الذين يقودونك ويتحكمون بك.
ووجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد خلال كلمته فى الكنيست سؤالاُ لنتنياهو لماذا ما زلت رئيسا للحكومة وأنت مسئول عن أكبر إخفاق فى تاريخنا؟، مضيفا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فشل فى أداء مهمته وحكومته غير شرعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة