بيانات التضخم الأمريكية تحسم اتجاه أسعار الذهب الفترة القادمة.. إعلان المؤشرات خلال ساعات واستقرار الأوقية عند 2340 دولار .. تراجع الدولار قد يمنح الذهب فرصة للعودة للارتفاع .. "النفيس" يرتفع 2.5% خلال مايو 2024
استقر سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق اليوم، وبالرغم من تداول الذهب بعيداً عن أعلى مستوى تاريخي سجله، إلا أنه في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للشهر الرابع على التوالي.
شهد سعر الذهب الفوري تذبذب خلال تداولات اليوم حول المستوى 2340 دولار للأونصة بعد ان سجل أعلى مستوى عند 2347 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2337 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2341 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أدنى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع خلال جلسة الأمس عند 2322 دولار للأونصة قبل أن يغلق على ارتفاع، بحسب جولد بيليون وتراجع الدولار الأمريكي يوم أمس من أعلى مستوياته منذ أسبوعين وذلك بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي عن الربع الأول، التي جاءت أضعف من المتوقع، مما تسبب في الضغط السلبي على الدولار ليفتح الباب أمام أسعار الذهب لتجد بعض الراحة وتغلق على ارتفاع يوم أمس.
تعافي الذهب يوم أمس كان محدود بشكل كبير بسبب انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية خلال جلسة اليوم، حيث يصدر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر ابريل، والذي يعد مقياس التضخم المفشل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي.
الجدير بالذكر أن الذهب يتداول حالياً بأقل من أعلى مستوى تاريخي سجله هذا الشهر عند 2450 دولار للأونصة بأكثر من 100 دولار، وذلك بعد أن تسببت المخاوف من بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت في عمليات بيع لجني الأرباح على أسعار الذهب.
بالرغم من هذا نجد أن سعر الذهب لا يزال في طريقه إلى تسجيل ارتفاع خلال شهر مايو بنسبة 2.5% ليعد ارتفعا للشهر الرابع على التوالي في أطول سلسلة ارتفاع شهري منذ الارتفاع من ابريل 2020 وحتى يوليو 2020.
حذرت سلسلة من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة من أن البنك الفيدرالي ليس لديه ثقة كبيرة في البدء في خفض أسعار الفائدة وسط بيانات التضخم المتماسكة التي تصدر عن الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه نجد أن توقعات الأسواق تشير لجوء البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة مرة واحدة على الأقل هذا العام. ونتج عن هذا تذبذب وتقلب في أسعار الذهب العالمي بسبب اختلاف التوقعات.
من المرجح أن تساهم بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر اليوم في تحديد توجه الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة، وبالتالي سيعمل هذا على تحديد توجه أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
الجدير بالذكر أن توقعات الفائدة الأمريكية تساهم في التأثير على تحركات أسعار الذهب خاصة في ظل تصريحات أعضاء الفيدرالي التي ساهمت في دفع سعر الذهب إلى التراجع، ولكن في المقابل هناك دعم مستمر من عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية.
فقد قام البنك المركزي الهندي بنقل ما يزيد قليلا عن 100 طن من الذهب من المملكة المتحدة إلى خزائنه المحلية، وأشار تقرير إن كمية مماثلة من الذهب قد تصل إلى البلاد في الأشهر المقبلة وقد تكون هذه الخطوة لأسباب لوجستية وتخزين متنوع.
احتفظ البنك الاحتياطي الهندي بـ 822.10 طنًا من الذهب في نهاية مارس الماضي، منها 408.31 طن تم الاحتفاظ بها بشكل محلي.
أسعار الذهب في مصر
شهد سعر الذهب المحلي تذبذب خلال تداولات اليوم الجمعة في آخر جلسات تداول شهر مايو، حيث يستمر الارتباط الكبير بين السعر المحلي والسعر العالمي، بالإضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الأمر الذي ينهي فرص تحرك الذهب في اتجاه محدد.
افتتح سعر الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3115 جنيه للجرام ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 3120 جنيه للجرام، وذلك بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 3120 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3110 جنيه للجرام.
من جهة أخرى استقر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية حول المستوى 47.33 جنيه لكل دولار مع اغلاق البنوك بسبب العطلة الأسبوعية، مما يقلل من فرص تأثير سعر الصرف على أداء الذهب.
أعلنت الحكومة عن إجراءات جديدة يبدأ تنفيذها مع بداية العام المالي الجديد، ومن شأن هذه الإجراءات أن تعمل على رفع في معدلات التضخم خلال الفترة القادمة مما يجعلنا نتوقع بقاء أسعار الفائدة لدى البنك المركزي المصرية عند مستوياتها المرتفعة دون تغيير للحد من آثار التضخم، وبهدف جذب المزيد من الاستثمار في أدوات الدين الحكومية.
بقاء الفائدة ثابتة بالإضافة إلى تزايد ضغوط التضخم قد يدفع الإقبال على الذهب إلى التزايد وذلك بعد انخفاض الطلب المحلي بشكل كبير منذ قيام المركزي المصري بتعويم سعر الصرف ورفع الفائدة 600 نقطة أساس دفعة واحدة.
ارتفاع التضخم قد يعيد الثقة في الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم وذلك بعد أن تراجع الإقبال على الذهب بعد أن انخفض سعره بحوالي 1000 جنيه مقارنة مع سعره بداية هذا العام.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
شهد سعر أونصة الذهب العالمي تذبذب خلال تداولات اليوم الجمعة قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية، حيث استطاع سعر الذهب الارتفاع يوم أمس من أدنى مستوياته منذ أكثر من أسبوعين بفعل تراجع مستويات الدولار الأمريكي.
استمر التذبذب في سعر الذهب المحلي في نطاق ضيق بسبب تتبع حركة السعر لتحركات سعر أونصة الذهب العالمي، من جهة أخرى يستقر سعر صرف الدولار في البنوك الأمر الذي يقلل من الضغوط الواقعة على السعر المحلي.
انحصرت تداولات أونصة الذهب العالمي خلال جلسة اليوم حول المستوى 2340 دولار للأونصة بعد أن سجلت يوم أمس قاع سعري عند 2322 دولار، وتترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية التي ستعمل على تغيير توجه الذهب.
كسر المستوى 2325 دولار والاغلاق أسفله يزيد من فرص هبوط السعر ويدفعه إلى المستوى 2300 ثم منطقة 2270 – 2280 دولار، بينما اختراق السعر للمستوى 2350 دولار يدفعه إلى المستوى 2365 دولار ثم 2380 دولار.
أما عن السعر المحلي:
ارتفع سعر الذهب المحلي خلال جلسة الأمس بشكل طفيف ليغلق عند المستوى 3120 جنيه للجرام عيار 21 حيث يستمر السعر في التذبذب ضمن هذه المنطقة في محاولة للاستقرار فوق المستوى 3100 جنيه للجرام.
سعر الذهب المحلي مرتبط حالياً بالسعر العالمي بشكل كبير مما قد يعرضه لمزيد من التحركات في اتجاهات مختلفة خاصة مع غياب عوامل التسعير الأخرى الأكبر تأثيراً على الذهب مثل سعر صرف الدولار والطلب المحلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة