بمجرد صدور الحكم بإدانة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى قضية شراء صمت الممثلة الإباحية قبل انتخابات 2016، بدأت التكهنات حول ما إذا كان هذا التطور سيؤثر على فرصه فى انتخابات 2024.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على مدار عقد تقريبا، قال ترامب وفعل ونجا من أشياء كانت لتقضى حتما على أى سياسى آخر. بل إنه شهد ارتفاع شعبيته بعد أربع لوائح اتهام العام الماضى، منها اتهامات بتزوير سجلات جنائية والتى أدين فيها الخميس.
ولا يمكن أن تنبئ استطلاعات الرأى بالكيفية التى سيرد بها الناخبون على هذا الحكم غير المسبوق بإدانة رئيس أمريكى سابق. فأغلب الناخبين لم يركزوا حتى على المحاكمة، كما أن سؤال الناخبين عن أمور مفترضة طالما كان محفوفا بالمخاطر. فى ظل سجل ترامب من الصمود السياسى، فليس هناك ما يدعو إلى التوقع بأن قاعدته الشعبية المؤيدة لشعاره "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ستنهار فجاة بعد الحكم بإدانته أو حى بسجنه. بل إنه من المحتمل ألا يفقد ترامب أى دعم على الإطلاق.
لكن فى ظل سباق انتخابى متقارب فى بلد يسوده انقسام شديد، فإن أى خسائر قد تكون محورية. وفى حين نجا ترامب من العديد من الأمور المثيرة للجدل، فإنع عانى أيضا من عقاب سياسي جراء سلوكه. فقد خسر محاولة إعادة انتخابه فى 2020، وفى الانتخابات الحالية، هناك سبب للتساؤل حول ما إذا كان ترامب الآن أكثر ضعفا، فهو يعتمد على دعم كثير من الشباب والناخبين غير البيض الذين لم يصوتوا له فى السابق، والذين ربما لا يكونون مخلصين له مثل هؤلاء الذين أيدوه منذ البداية.
وخلال الأشهر الست الماضية، سأل العديد من القائمون على استطلاعات الرأى الناخبين التفكير فى سيناريو افتراضى بإدانة ترامب فى المحاكمة. وأكدت الصحيفة أن نتائج هذه الاستطلاعات لا ينبغى تفسيرها على أنها محاكاة للكيفية التى سيتصرف بها الناخبون بعد إدانته بالفعل. والأسئلة لا تقلد الكيفية التى سيتعامل بعا الناخبون مع السياق الكامل والحقائق الخاصة بهذه القضية أو بيانات الدعم من الجمهوريين أو التفطية فى فوكس نيوز.
ومع ذلك، فإن النتائج تظهر أن عددا كبيرا من أنصار ترامب لا يشعرون بالارتياح، بشكل مفهوم، إزاء فكرة زعيم مدان بجريمة. وهذا الخط الذى لم يتجاوزه ترامب من قبل. بل إن حتى بعض أنصاره كانوا مستعدين للقول بأنهم سيصوتون للرئيس بايدن لو تمت إدانة ترامب.
فى الاستطلاع الذى أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سينا فى الولايات الرئيسية، اكتوبر الماضى، قال نحو 7% من أنصار ترامب أنهم سيصوتون لبايدن لو تم إدانته فى أى قضية جنائية يواجه اتهامات فيها. وربما لا يبدو هذا عددا كبيرا، لكنها نسبة قد تكون حاسمة فى السباق المتقارب بين المرشحين. وفى استطلاع أحدث، أجرته كلية ماريكيت للقانون خلال محاكمة ترامب فى قضية أموال الصمت، تحول تفوق ترامب المتواضع بين الناخبين المسجلين على الصعيد الوطنى إلى تقدم لصحال بايدن لو تمت إدانة ترامب.
وشددت الصحيفة على ضرورة عدم تفسير هذه النتائج على أنها مؤشر لما يمكن أن يحدث بعد إدانة ترامب بالفعل. فحتى لو تراجعت أرقام ترامب، فإن العديد من الناخبين يمكن أن يلتفون حوله فى نهاية الأمر، لاسيما الجمهوريين أو هؤلاء المقتنعين أن الإجراءات قد تم التلاعب بها ضده. ففى استطلاع فى وقت سابق هذا الشهر، أجرته التايمز أيضا، انقسم الناخبون بشأن ما إذا كان ترامب يتلقى محاكمة عادلة. وسيبذل حلفاء الرئيس السابق قصارى جهدهم لإقناع الناخبين أن محاكمته لم تكن عادلة.