شهد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، حفل تكريم 24 من كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض نهر النيل والقرن الافريقى والممثلين عن 7 دول هي ( السودان - جنوب السودان - كينيا - تنزانيا - الكونغو الديمقراطية - الصومال - مصر ) وتسليمهم شهادات إتمام البرنامج التدريبي الذى تم عقده بمركز التدريب التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومى لبحوث المياه تحت عنوان "الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الإدارة المستدامة وتقديم الحلول غير التقليدية" خلال الفترة من 26- 30 مايو .
أوضحت وزارة الرى، أن كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض نهر النيل والقرن الأفريقى الذين تم تكريمهم بالاحتفالية قد التحقوا منذ عدة سنوات بالدورات التى يتم تنظيمها واستضافتها سنوياً بمركز التدريب الإقليمى التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومى لبحوث المياه .
وتوجه الدكتور هانى سويلم بالشكر لوزارة الخارجية المصرية على ما تقدمه من دعم للأشقاء الأفارقة من خلال مجهودات الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل .
وأشار سويلم لحرص وزارة الموارد المائية والرى الدائم على تجميع الأشقاء الأفارقة وخاصة من أبناء دول حوض النيل، خاصة خلال فترة الرئاسة المصرية الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو) والتي تشهد زخماً كبيراً في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية بمجهودات مصرية متواصلة .
واستعرض سويلم في كلمته حجم التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر نتيجة لمحدودية الموارد المائية والزيادة السكانية والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، بالإضافة لما تواجهه الدول الأفريقية من تحديات في مجال المياه والناتجة عن ضعف البنية التحتية وضعف منظومة إدارة المياه والكوارث الطبيعية المختلفة مثل حالات الجفاف والفيضانات التي تواجه العديد من دول القارة، مشيراً إلى أن هذه التحديات تتطلب المزيد من التعاون وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتمكين المتخصصين بالدول الأفريقية من التعامل الفعال معها، مع استعداد مصر الدائم لنقل خبراتها المتميزة في مجال إدارة المياه لأشقائها الأفارقة بما يُمكنهم من التعامل مع هذه التحديات.
وأضاف أن مشاركة كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض النيل والقرن الأفريقى في هذا البرنامج التدريبى يأتي في إطار الحرص على تحقيق التواصل والترابط بين المتدربين القدامى وتبادل الخبرات وتقييم مدى الإستفادة من البرامج التدريبية السابقة والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه.
وأكد على حرص مصر على مواصلة التعاون المثمر مع دول حوض النيل، مشيراً لما تتمتع به دول منابع حوض النيل من موارد مائية كبيرة، حيث تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على حوض نهر النيل إلى 1600 مليار متر مكعب سنوياً، في حين تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على دول الحوض إلى 7000 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يتطلب تحقيق التعاون الدائم بين الدول والإلتزام التام بمبادئ القانون الدولى فيما يخص إدارة الأنهار المشتركة .
وتوجه سويلم بالدعوة للدول الأفريقية للمشاركة في مبادرة AWARe التي أطلقتها مصر خلال فعاليات مؤتمر COP27، خاصة أن هذه المبادرة تُعد منصة هامة لبناء القدرات وحشد الجهود لتوفير التمويلات اللازمة للدول الإفريقية والنامية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه، مشيراً للدعم الكبير الذى وصلت له المبادرة حالياً مع انضمام (35) دولة حتى الآن للمبادرة كما تتولى عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تنسيق الأنشطة ضمن المسارات المختلفة للمبادرة .
وأكد على حرص الوزارة على دعم الدول الإفريقية في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تدشين "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخى" والذى تم من خلاله تدريب عدد 100 من المتدربين الأفارقة خلال الفترة الماضية ، ومن المقرر تدريب 255 متدرب آخرين حتى نهاية العام الحالي ، كما يجرى الإعداد لمنظومة تدريبية توفر التدريب اللازم لعدد 1500 متدرب على مدى ثلاث سنوات .
من جانبه قال الدكتور شريف محمدى أن لمركز القومى لبحوث المياه يُعد أحد المراكز البحثية الهامة على المستوى العربى والإفريقى ، معرباً عن أمنياته بأن يكون هذا البرنامج التدريبى قد حقق الهدف منه فى تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه ، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول ، مشيراً الى تدريب 1800 متدرب عربى وإفريقى من خلال معهد بحوث الهيدروليكا على مدى السنوات الماضية ، مع التأكيد على قيام المركز القومى لبحوث المياه بتكرار هذه البرامج التدريبية مستقبلا لتحقيق المزيد من الفوائد للأشقاء الأفارقة .
ومن جانبه، أشار السفير حسن شوقى الى لدور الهام الذى تقوم به "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية" فى مجال التدريب ورفع القدرات لأبناء القارة الأفريقية وخاصة دول حوض نهر النيل والقرن الافريقى ، كما تقوم وزارة الخارجية بتنظيم "المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل" لخدمة الأشقاء الأفارقة فى كل المجالات ، مشيراً لأهمية التدريب وبناء القدرات في مجال المياه بالقارة الإفريقية لمواجهة تحديات المياه والمناخ بالقارة وصولا لتحقيق رؤية أفريقيا للمياه 2025 وأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 .
ومن جانبهم، عبر المتدربون الأفارقة – من خلال كلمة ألقاها عنهم رافائيل شيمانجا بجامعة كينشاسا بجمهورية الكونغو الديموقراطية - عن شكرهم لمصر على الدعم المتواصل للقارة الإفريقية فى مجال تحسين إدارة المياه ، والاشادة بما قدمه معهد بحوث الهيدروليكا من دورات تدريبية متميزة منذ تأسيسه قبل 28 عاما.
وأشار شيمانجا إلى أنه وعلى الرغم من وجود العديد من الأنهار والموارد المائية بالقارة الأفريقية الا ان الوصول للمياه للاستخدامات المختلفة لايزال تحدى كبير أمام معظم الدول الإفريقية وهو ما يتطلب تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتحسين عملية إدارة المياه ومواجهة التصحر والتكيف مع تغير المناخ الذى يؤثر على موارد المياه كما ونوعا .